الجديدة: يونس ميكري يستعيد ذاكرة الفن والحياة في «ماستر كلاس» الأيام السينمائية لدكالة

استضاف فضاء مسرح الحي البرتغالي صباح يوم الجمعة 10 أكتوبر 2025، الفنان الكبير يونس ميكري، ضمن فقرة “ماستر كلاس” التي تندرج في إطار فعاليات الدورة الرابعة عشرة من مهرجان الأيام السينمائية لدكالة بمدينة الجديدة، والمنظم هذه السنة تحت شعار: “السينما والحريك – الهجرة السرية”.
هذا اللقاء المفتوح، الذي أدار فقراته ونشّطه مدير المهرجان، السيناريست والناقد خالد الخضري، شكّل لحظة حميمية رفيعة، سلط فيها الفنان المقتدر الضوء على جانب من مسيرته الفنية الطويلة، سواء في المجال الموسيقي أو السينمائي الذي تألق فيه بشكل لافت.
وقد بدا يونس ميكري منشرحًا ومرتاحًا خلال هذا اللقاء الذي قرّبه أكثر من الجمهور، وتقاسم معه جزءًا من حياته الفنية والإبداعية، مجيبًا على أسئلة الحاضرين في أجواء من التفاعل والحوار البنّاء، في أفق تعزيز جسور التواصل بين الجمهور ومختلف الفعاليات الثقافية والفنية والإعلامية.
وتحدث صاحب الأغنية الخالدة “ليلي طويل” عن مجموعة من المحطات البارزة في مساره الفني، خصوصًا من خلال الأعمال السينمائية التي شارك فيها، سواء مع فريدة بورقية، أو كمال كمال، أو شكيب بن عمر، وسعد الشرايبي، وعزيز السالمي، إضافة إلى تجربته مع أحمد بولان، الذي قدّم معه أول فيلم روائي طويل تألق فيه بشكل متميز، وهو “علي ربيعة والآخرون”.
كما توقف عند تجربته الجميلة مع الفيلم التونسي “نوار عشية” للمخرجة خديجة لمكشر، معتبرًا إياها تجربة فنية وإنسانية غنية، موضحًا أن إتقانه للهجة التونسية راجع إلى قضائه سنوات في تونس، وهو ما ساعده على أداء دوره بنجاح كبير في هذا العمل الذي وصفه بـ“الجميل والممتع”.
وتطرق أيضًا إلى علاقته الوثيقة بالموسيقى والموسيقى التصويرية، والأعمال التي اشتغل عليها في هذا المجال، كما عبّر عن رأيه في الوجوه الفنية الجديدة التي تميزت في الساحة، مؤكدًا أنه يعيش حاليًا ظروفًا فنية جيدة، رغم غيابه النسبي عن بعض الإنتاجات في الفترة الأخيرة.
وقال ميكري، الذي أشار إلى أنه مرّ بمسرح عفيفي بالجديدة في إحدى مراحل مسيرته الفنية، إن الموسيقى بالنسبة إليه وسيلة صادقة للتعبير، وهي التي ساعدته على التقمص العميق لعدد من الشخصيات في أفلام مغربية عديدة، من بينها “السمفونية المغربية” لـكمال كمال، و“وجها لوجه” لعبد القادر لقطع، و“نهاية العالم” لحكيم النوري، و“عيد ميلاد” للطيف لحلو.
يُذكر أن الدورة الحالية كانت قد افتُتحت بمسرح عفيفي على إيقاع لوحات فنية تراثية، تخللتها لحظات تكريم للفنان يونس ميكري، إلى جانب عرض فيلم “جوق العميين” الذي شارك فيه إلى جانب الراحل محمد بسطاوي.
كما تواصلت فعاليات المهرجان، بعد أن شهدت ندوة حول “السينما والهجرة السرية”، تلتها عروض مجموعة من الأفلام الروائية والوثائقية، من بينها: “ابن السبيل” لمحمد عبد الرحمن التازي، و“وبعد” لمحمد إسماعيل، و“الجولة الأخيرة” لمحمد فكران، و“الأندلس حبي”لمحمد نظيف (من المغرب)، إضافة إلى “نوار عشية” للمخرجة التونسية خديجة لمكشر.
واختتم المهرجان يوم الأحد بتكريم عدد من الأسماء الفنية والثقافية، من بينهم الفنانان رفيق بوبكر وسناء موزيان، إلى جانب وجوه محلية بارزة مثل عبد الحكيم بن سينا، رئيس الجامعة الوطنية لمسرح الهواة، والثلاثي الموسيقي وديع، عبد المجيد، عبد اللطيف، وعثمان، في لحظات وفاء وتقدير لمسارات بصمت المشهد الفني والإبداعي بالعطاء والتميز.


بتاريخ : 16/10/2025