تعيش مدينة سيدي قاسم ما بين 7 و11 نونبر 2025 على إيقاع الدورة الخامسة والعشرين من مهرجان الفيلم المغربي القصير، التي تنعقد هذه السنة تحت شعار “النادي السينمائي… مدرسة الرؤية”، وفاءً لتقاليد المهرجان التي جعلت من المدينة فضاءً رحبًا لتلاقي المبدعين والنقاد والمهتمين بالفن السابع، واحتفاءً بالسينما المغربية القصيرة باعتبارها مجالًا خصبًا للتجريب والتعبير الحر.
الدورة الخامسة والعشرون تحمل اسم الفقيد عبد الحق المبشور، أحد الوجوه البارزة في الحركة السينمائية الجمعوية بالمغرب، تكريمًا لمساره وإسهاماته في ترسيخ ثقافة النادي السينمائي كمدرسة للرؤية والنقاش والتكوين. وهي مناسبة للاعتراف برجل نذر حياته لخدمة السينما وتكوين الأجيال، مؤمنًا بدور الصورة في بناء الوعي الجمالي والفكري.
وقد أسفرت لجنة الانتقاء عن اختيار عشرة أفلام قصيرة تمثل تنوع التجارب والرؤى الفنية للمبدعين المغاربة الشباب، ويتعلق الأمر بكل من: فراغ (رشيد العماري)، أمم أمثالكم (خولة الركراكي)، الضحية (صفاء الحاجي)، القناع (هشام الحليمي)، ربيع (زكرياء خراط)، لحظة إدراك (سكينة الناصري)، لعنة ملاك (مراد العباري)، مرآة للبيع (هشام أمال)، ها تخمامي (التهامي بورخيص)، وشمعة (إسماعيل آيت لحسن).
ويأتي تنظيم هذه الدورة في سياقٍ يحتفي بمرور ربع قرن على انطلاق المهرجان، الذي ظل وفياً لرسالته الفنية والثقافية في دعم السينما المغربية القصيرة، وتعزيز مكانتها ضمن المشهد الوطني. فمنذ تأسيسه، شكّل مهرجان سيدي قاسم للفيلم المغربي القصير منصة لاكتشاف المواهب الجديدة، ومختبرًا حقيقيًا للتعبير الجريء عن قضايا الإنسان والمجتمع.
كما يتضمن برنامج الدورة أنشطة موازية تجمع بين الورشات التكوينية والعروض الخاصة والندوات الفكرية التي ستلامس راهن الصورة وأسئلتها الجمالية والإنسانية، في أفق المساهمة في تكوين أجيال جديدة من السينمائيين، وتوسيع دائرة الوعي السينمائي لدى الجمهور المحلي والوطني.
ويؤكد عبد الخالق بلعربي، رئيس جمعية النادي السينمائي ومدير المهرجان، أن دورة هذه السنة تمثل محطة رمزية في مسار المهرجان، لما تحمله من وفاء لذاكرة الراحل عبد الحق المبشور، ومن انفتاح على تجارب سينمائية شابة تحمل رؤى جديدة وأصيلة، مضيفًا أن “النادي السينمائي سيظل مدرسة للرؤية والنقاش والتربية الجمالية، وفضاءً يتنفس فيه الحلم السينمائي المغربي”.
بهذه الروح، تواصل سيدي قاسم كتابة فصول جديدة من تاريخها السينمائي، محتفية بربع قرن من العشق للفيلم القصير، ومجددة وفاءها لرسالة السينما الهادفة التي تجمع بين الإبداع والمعرفة والإنسان.