ليلة لا تُنسى في مدن المغرب .. الجماهير تخرج إلى الشوارع والساحات احتفالا بإنجاز أشبال الأطلس

ما إن أعلن الحكم صافرة نهاية المباراة النهائية بين المغرب والأرجنتين، معلنا تتويج “أشبال الأطلس” أبطالا للعالم تحت 20 سنة، حتى تحوّلت شوارع المدن المغربية إلى ساحات للفرح والاحتفال، في مشهد وطني موحد امتد من طنجة إلى الاقاليم الجنوبية.
ففي العاصمة الرباط، انطلقت الألعاب النارية وتعالت أبواق السيارات، بينما غمرت مشاعر الفخر والحماس وجوه المواطنين الذين خرجوا بالآلاف إلى الشوارع.
يقول ميمون المفيد (59 عاما) لوكالة “فرانس برس”: “إنه حدث تاريخي! لأول مرة يرفع منتخب مغربي كأس العالم!”، فيما بقيت المدينة تعج بالحيوية حتى ساعات الفجر الأولى.

وفي الدار البيضاء، خرجت الجماهير من كل الأحياء نحو كورنيش عين الذئاب وساحات المدينة، حيث ترفرف الأعلام وتتعالى الزغاريد، بينما غصّت الشوارع بالسيارات المزينة باللونين الأحمر والأخضر.
وامتدت الاحتفالات إلى جميع أحياء المدينة مثل درب السلطان والحي المحمدي وسيدي معروف وبنمسيك، وسيدي البرنوصي وعيين السبع، حيث رفعت الأعلام، وعزفت الأناشيد الوطنية، فيما أطلقت الألعاب النارية لتضيء سماء العاصمة الاقتصادية في مشهد احتفالي بديع.
بدورها عاشت مدينة سطات ليلة استثنائية، تزينت خلالها الشوارع بالأعلام الوطنية وتعالت فيها الهتافات والزغاريد، إذ عمت الاحتفالات مختلف الأحياء، وانطلقت مسيرات حاشدة جابت الشوارع الرئيسية وصولا إلى مدارة الحصان بشارع الحسن الثاني وساحة القصر البلدي.
أما بمدينة الجديدة، فقد غصت ساحة مسرح عفيفي بآلاف المواطنين الذين توافدوا من كل الأحياء للاحتفال بهذا الإنجاز غير المسبوق، مرددين الأهازيج الوطنية والأغاني الحماسية، تعبيرا عن اعتزازهم بما حققته الكتيبة المغربية من إنجاز غير مسبوق سيبقى محفورا في ذاكرة المغاربة.

وقالت سكينة، إحدى المحتفلات: “ما عشناه الليلة لا يوصف. هؤلاء الشبان جعلونا نحلم من جديد.”
وبمراكش، احتضنت شوارع الحسن الثاني وعبد الكريم الخطابي مواكب من الدراجات والسيارات المزينة بالأعلام، وسط زغاريد النساء وأصوات “الدقة المراكشية” التي دوّت في ساحة 16 نونبر.
وتقول الطالبة حورية: “خرجنا بعد صافرة النهاية وكأن المدينة بأكملها تحولت إلى ملعب واحد… هذا اللقب لنا جميعا، داخل المغرب وخارجه.”
وفي كلميم، عمت الفرحة مختلف الأحياء، وخرج المواطنون إلى ساحة بئر أنزران وشارع محمد السادس رافعين الأعلام الوطنية، مرددين شعارات النصر.
وأشاد السكان بأداء ياسر الزابيري وبقية العناصر الوطنية، معتبرين أن “أكاديمية محمد السادس لكرة القدم” كانت ركيزة أساسية وراء هذا النجاح التاريخي.
وفي بني ملال، كما في خنيفرة وخريبكة والفقيه بن صالح، تحولت الساحات إلى مهرجانات وطنية. تزينت السيارات بالأعلام، وتعانق الناس وسط الزغاريد والهتافات.
وقال الشاب سفيان: “إنها ليلة لن تُنسى. هذا الجيل صنع التاريخ.”
بينما أكد عبد الرحيم، صاحب مقهى، أن “هذا التتويج هو ثمرة عمل سنوات من التكوين والبنية الرياضية الحديثة”.
وبمدينة الألفية، وجدة، امتلأت المقاهي والساحات بالمشجعين الذين تابعوا المباراة بشغف. ومع صافرة النهاية، غمرت الشوارع موجة من الفرح الوطني.
قال أحد المشجعين: “لقد رفع الأشبال راية المغرب عاليا، وأثبتوا أن الجيل الجديد قادر على تحقيق المعجزات.”
وشدد آخرون على أن الإنجاز هو ثمرة “رؤية استراتيجية” وأكاديمية محمد السادس التي أصبحت نموذجا قاريا.
وفي الرشيدية انضم صوت الصحراء إلى كورال النصر، ارتفعت أصوات أبواق السيارات والزغاريد عقب التتويج، وجابت الجماهير الشوارع رافعة الأعلام ومرددة الهتافات.
وقال أحمد، أحد المشجعين: “لقد منحنا الأشبال لحظة فخر لا تُنسى، أثبتوا فيها أن لا مستحيل أمام العزيمة.”
وامتدت الاحتفالات حتى ساعات متأخرة، في مشهد جمع بين الوطنية والعرفان لجيل كتب اسمه في تاريخ كرة القدم المغربية.
وأجمع العديد من المشجعين على أن هذا التتويج لم يكن وليد الصدفة، بل نتيجة استراتيجية رياضية متكاملة أطلقتها المملكة خلال السنوات الأخيرة، تقوم على التكوين القاعدي، وتأهيل المواهب، والاستثمار في البنية التحتية، مبرزين أن أكاديمية محمد السادس لكرة القدم تشكل حجر الزاوية في هذا المسار الجيد.


بتاريخ : 21/10/2025