«كأس العالم 2030: ثلاث دول، تاريخ مشترك واحد»
اعتزاز الوفدين بالموقف الثابت والتاريخي للإسبان، حكومة وشعبا، من قضية الصحراء المغربية

أكد المشاركون في اختتام فعاليات المؤتمر 41 لصحفيي الضفتين، المنعقد بمدينة هويلفا الإسبانية أيام 16 و17 و18 و19 أكتوبر الجاري، على ضرورة انخراط وسائل الإعلام بالضفتين في كل المساعي الحميدة المتوخاة من التنظيم المشترك لكأس العالم بين المغرب وإسبانيا والبرتغال، بما يعزز التقارب والتعاون بين البلدان الثلاثة، ويسهم في تحقيق الإقلاع التنموي المنشود، مع جعل الإعلام شريكا أساسيا في الإعداد لهذا الحدث الرياضي الكبير.
وشددت التوصيات الصادرة عن المشاركين على أهمية الجهود المثلى التي يبذلها الإعلام المغربي والإسباني في ترسيخ العلاقات بين البلدين، وترجمة أهداف المؤتمر كواجهة لإبراز التنوع الثقافي والقيم المشتركة بين المغرب وإسبانيا.
ودعا المشاركون في المؤتمر، الذي شارك فيه حوالي 60 مؤتمرا من ضمنهم 30 من المغرب، إلى تنظيم دورات تكوينية للصحفيين في مجال تغطية الأحداث الرياضية الكبرى، وإلى أهمية التزام الإعلاميين بالموضوعية والنزاهة في عملهم، والابتعاد عن المؤثرات السياسية والتجارية في تغطياتهم، مع ضرورة تأهيلهم عبر برامج تدريبية حول الذكاء الاصطناعي في الصحافة، وإدارة الأخبار في البيئات الرقمية، وتقنيات التحقق من المعلومات، وإتقان اللغات الأجنبية.
وثمن المشاركون عاليا المضامين والأفكار التي ناقشها المؤتمرون في الدورة 41 حول وجوب التنسيق والتعاون بين الصحفيين المغاربة والإسبان والبرتغاليين لإنجاح المقاربة الإعلامية لمونديال 2030.
واعتبر المشاركون أن كسب رهانات الاستحقاقات الكروية القادمة لا يمكن أن يتم دون إصلاح شامل وحقيقي لمنظومة الإعلام الرياضي، أساسه الكرامة والمهنية والاعتراف بدور الصحافة كرافعة أساسية في بناء صرح المغرب الرياضي قاريا ودوليا.
وأشادت النقابة الوطنية للصحافة المغربية بكافة الصحفيين والصحافيات المشاركين في مؤتمر هويلفا، وبمخرجات الدورة 41، مؤكدة التزامها بدعم ومساندة تنظيم الدورة 42 من مؤتمر صحفيي الضفتين المزمع عقدها بالمغرب.
كما عبر الوفدان الصحفيان المغربي والإسباني عن إدانتهما الشديدة لتورط الكيان الصهيوني في قتل واستهداف الصحفيين في حربه الوحشية على غزة، مع تقديرهما للموقف المبدئي والإنساني للحكومة الإسبانية، والإعلام، وكافة الضمائر الحية والفعاليات المدنية بهذا البلد في دعم القضية الفلسطينية واستنكار جرائم الاحتلال الصهيوني في قطاع غزة والضفة الغربية.
وجدد الوفدان اعتزازهما بالموقف الثابت والتاريخي للإسبان، حكومة وشعبا، من قضية الصحراء المغربية.
وقد احتضنت مدينة هويلفا بجنوب إسبانيا خلال الفترة ما بين 16 و19 أكتوبر 2025 فعاليات الدورة 41 لمؤتمر صحفيي الضفتين، من تنظيم “جمعية صحفيي جبل طارق” و”الجمعية المغربية للصحافة”، بشراكة مع “النقابة الوطنية للصحافة المغربية”، وبدعم من هيئات إعلامية ومدنية ومنتخبين وسلطات بمدينتي هويلفا ونيرفا، بمشاركة نحو ستين إعلاميا مغاربة وإسبان.
وانعقد المؤتمر تحت شعار: “كأس العالم 2030: ثلاث دول، تاريخ مشترك واحد”، بمشاركة صحفيين وأكاديميين وخبراء في الإعلام الرياضي من إسبانيا والمغرب، ناقشوا التحديات والفرص والمقاربات الإعلامية المثلى للتنظيم المشترك لكأس العالم 2030.
ويأتي تنظيم هذه الدورة في ظل الزخم الكبير الذي يشهده التقارب السياسي والاقتصادي والثقافي والإعلامي بين المغرب وإسبانيا خلال الآونة الأخيرة، بما يترجم عمق العلاقات المتجذرة والمتينة بين البلدين الجارين، ويفتح آفاقا أرحب لمزيد من التعايش الحضاري والشراكة الاقتصادية المثمرة للطرفين.
واعتبر المشاركون أن إصرار كل من “جمعية صحفيي جبل طارق” و”الجمعية المغربية للصحافة” على تنظيم المؤتمر في موعده المحدد يعكس رغبة ثابتة ومتجددة لإعلاميي البلدين في مواصلة تجربة إنسانية وإعلامية رائدة وغير مسبوقة في التقارب بين الضفتين، ويترجم جدية الأهداف المتوخاة من تنظيم دورات المؤتمر، والتزام الجمعيتين بالاستمرارية وتحقيق الغايات النبيلة في التعاون والعمل المشترك.
وأشاد الوفد الصحفي المغربي المشارك في الدورة 41 بحفاوة الاستقبال والأجواء الرفيعة التي مرت فيها فعاليات المؤتمر، معبرين عن تعاطفهم مع الزميل “خافيير”، رئيس “جمعية صحفيي جبل طارق”، الذي تعذر عليه الحضور بسبب طارئ صحي، متمنين له الشفاء العاجل.
وقد عرف اليوم الأول من المؤتمر عقد جلسة رسمية حضرها رئيس بلدية هويلفا ونائبة رئيس جمعية صحفيي منطقة جبل طارق، إلى جانب رئيس الجمعية المغربية للصحافة مصطفى العباسي، حيث تناولوا في كلماتهم أهمية المؤتمر باعتباره فضاء للتعاون المهني ومد الجسور بين صحفيي البلدين، ومناسبة لتبادل الخبرات وتطوير المهنة.
وفي اليوم الثاني، المنعقد تحت شعار “كأس العالم 2030: ثلاث دول، تاريخ مشترك واحد”، تم تنظيم ندوة حول موضوع “التغطية الإعلامية لكرة القدم في سياقات متعددة الثقافات”، شارك فيها كل من خواكين ماروتو، نائب مدير صحيفة أس المتخصصة في الشأن الرياضي بإسبانيا، وخوسيه مانويل أوليفا من إذاعة كوبي، وكارلوس مارتينيز من محطة تلفزيون تونوبا بهويلفا، وميغيل أنخيل لارا من جريدة ماركا، إضافة إلى الصحفي المغربي عماد بنهميج.
أوضح خواكين ماروتو في مداخلته أن فكرة تنظيم كأس العالم كانت في البداية متمحورة حول إسبانيا، قبل أن تنضم إليها البرتغال وأوكرانيا، غير أن هذه الأخيرة واجهت قضايا فساد في اتحادها الكروي، ما مهد الطريق لانضمام المغرب إلى ملف التنظيم المشترك. وأكد أن المغرب اليوم يعد قوة كروية صاعدة، ومن أكثر الدول نموا في مجال كرة القدم، مشددا على أن الحماس الشعبي والتنظيمي بالمغرب يجعل الدار البيضاء مرشحة قوية لاحتضان المباراة النهائية، معتبرا أن المسألة ذات بعد جيوسياسي أيضا.
أما ميغيل أنخيل لارا من ماركا، فأشاد بدوره بالتنظيم المشترك بين المغرب وإسبانيا والبرتغال، مؤكداً أن إدراج أوكرانيا سابقا لم يكن منطقيا بسبب بعدها الجغرافي ومشاكل الفساد داخل اتحادها، بينما يعد إشراك المغرب خطوة طبيعية وموفقة، لأن المسافة بين الضفتين لا تتعدى المضيق، مما يجعل المونديال في “قارة واحدة”، هي أوروبا وشمال إفريقيا.
من جانبه، استعرض الصحفي المغربي عماد بنهميج، من موقع تطواني، تاريخ المغرب الطويل مع كأس العالم، باعتباره أول منتخب إفريقي يتأهل عبر التصفيات سنة 1970، وأول من بلغ الدور الثاني في مونديال المكسيك، مؤكدا أن الترشيحات الخمس السابقة للمغرب لاستضافة المونديال تعكس إصراره على جعل هذا الحدث العالمي رافعة للتنمية والتحديث.
وأضاف بنهميج أن الرؤية المغربية لتنظيم المونديال تقوم على تنمية شاملة تشمل تطوير البنيات التحتية الرياضية والطرقية والمطارية، ومد خط جديد للقطار الفائق السرعة بين الدار البيضاء ومراكش، إلى جانب مشاريع عمرانية وسياحية تعكس جاهزية المغرب لاستضافة الحدث العالمي وفق أرقى المعايير.
وختم مداخلته بالتأكيد على أن مونديال 2030 سيكون فرصة لتأكيد قدرة المغرب على الجمع بين الرياضة والتنمية المستدامة، وتعزيز مكانته كوجهة سياحية وثقافية عالمية، وجسر حضاري يربط إفريقيا بأوروبا والعالم، مؤكدا أن المغرب جاهز لاستضافة المباراة النهائية لكأس العالم 2030.