انطلقت مساء الأحد 26 أكتوبر الجاري بقاعة سينما «إسبانيول» فعاليات الدورة الثلاثين لمهرجان تطوان الدولي لسينما البحر الأبيض المتوسط، وسط حضور كبير من رواد السينما والمبدعين من ضفتي المتوسط، ومشاركة لافتة لمخرجين وممثلين ونقاد ومهنيين في مجالات الصناعة السينمائية.
في كلمته الافتتاحية أكد أحمد الحسني رئيس مؤسسة المهرجان أن الاحتفال بثلاثين سنة من عمر المهرجان هو احتفاء بمدينة جعلت من السينما والثقافة جسرا للحوار بين الحضارات، مضيفا أن تطوان تحولت عبر هذا المهرجان إلى منصة للإبداع والتلاقي، ومجال لتبادل الرؤى السينمائية بين شعوب البحر الأبيض المتوسط.
وأشار الحسني إلى أن هذه الدورة التي تحمل رمزية الذكرى الثلاثين تجسد مسارا خصبا واستثنائيا لمهرجان أصبح عنوانا للاستمرارية والتجدد، ولانفتاح المدينة على قيم الحداثة والتنوير.
وباسم أصدقاء المهرجان الذين واكبوا مسيرته منذ التأسيس قدم الباحث والمفكر محمد نور الدين أفاية شهادة مؤثرة أكد فيها أن النخبة التي أطلقت دينامية الاهتمام بالسينما في تطوان بدأت من ناد سينمائي بسيط، سرعان ما تحول إلى فضاء يؤسس للصداقة والعمل المشترك والإبداع.
وأضاف أن تطوان مدينة لا تكف عن إثارة الانتباه، فهي التي أنجبت كبار المفكرين والفنانين المغاربة، وأسست أول جمعية مغربية للدفاع عن حقوق الإنسان سنة 1930، واحتضنت صحفا ومجلات ومطابع ومدارس أصيلة ساهمت في بناء الوعي الوطني الحديث. وأشار أفاية إلى أن مهرجان تطوان كان له الفضل في إعادة الاعتبار للبُعد المتوسطي للمغرب، وجعل المدينة قبلة لعدد كبير من صناع السينما في المنطقة، مؤكدا في الوقت ذاته على ضرورة دعم المهرجان حتى يظل منارة للإبداع المغربي وروح الأنوار في المتوسط.
وختم كلمته بالدعوة إلى استمرار التعبئة الجماعية لبناء تجربة سينمائية استثنائية في المنطقة. وشهد حفل الافتتاح تكريما للمخرج المغربي نبيل عيوش، الذي يعد من أبرز الأسماء في المشهد السينمائي المغربي والعربي، بأفلامه الجريئة التي تلامس الواقع الاجتماعي وتطرح أسئلة عميقة حول المواطنة والحرية.
وقال عيوش في كلمته إن علاقته بمهرجان تطوان تعود إلى سنة 1995، حين عرض أفلامه القصيرة، مضيفا أنه كتب سيناريو فيلمه الطويل الأول «مكتوب» في أحد فنادق المدينة، مشيرا إلى أن أفلامه تواصل مساءلة الواقع الاجتماعي المغربي بنفس نقدي وإنساني.
كما كُرِّم الممثل الأردني إياد نصار، الذي عُرف بأدائه المتميز في مسلسل «الجماعة» سنة 2010، حيث جسد شخصية حسن البنا بإتقان لافت، قبل أن يشارك في عدد من الأعمال السينمائية البارزة مثل «كف القمر»، «تراب الماس»، «الممر»، و»الباب الأخضر».
وقدمت خلال الحفل لجنتا تحكيم الأفلام الطويلة ومحترفات دعم السيناريوهات قيد التطوير، برئاسة ليالي بدر وعضوية محمد نور الدين أفاية، إغناسيو فويلطا، وكريستوف طوك، وستعمل هذه اللجنة على تقييم مشاريع سينمائية واعدة وتكوين الشباب في تقنيات الـPitching.
واختُتم حفل الافتتاح بعرض الفيلم الإيطالي «سارق الأطفال» لمخرجه جياني أميليو، الذي يروي حكاية مؤثرة عن طفلة ضائعة في عالم قاسٍ من الاستغلال والعزلة، في رحلة تعكس صراع البراءة مع القهر الاجتماعي.
وفي اليومين المواليين، شهد المركز الثقافي بتطوان ندوتين فكريتين؛ الأولى بعنوان «مخرجات متوسطيّات: هل هي موجة جديدة؟» بمشاركة المخرجات زكية الطاهري، لورا بياني، هند المؤدب وكاترينا كاروني.
أما الثانية فتمحورت حول موضوع «الكوميديا والسينما المتوسطية: وحدة وتنوع»، وشارك فيها النقاد محمد باكريم، أسامة عبد الفتاح وروساريو باردو. وتواصلت في قاعة سينما أبنيدا عروض الأفلام المدرجة ضمن المسابقة الرسمية.
انطلاق فعاليات مهرجان تطوان الدولي لسينما المتوسط في دورته الثلاثين وسط حضور لافت لرواد الفن السابع . .تكريم المخرج المغربي نبيل عيوش والممثل الأردني إياد نصار
الكاتب : مكتب تطوان: عبد المالك الحطري
بتاريخ : 31/10/2025

