يناقشها إلى جانب موضوع زراعة الكلي يوم دراسي من تنظيم
الجمعية المغربية للعلوم الطبية
تحتضن مدينة الدارالبيضاء يوم الخميس السادس من شهر نونبر، الذي يصادف تخليد الذكرى الـ 50 للمسيرة الخضراء، فعاليات يوم دراسي علمي، تنظمه الجمعية المغربية للعلوم الطبية برعاية من مؤسسة محمد السادس للعلوم الصحة، والذي اختير له محورين صحيين أساسيين، ويتعلق الأمر بكل من الصحة المدرسية وموضوع زراعة الكلي.
هذا الحدث العلمي الذي بات تقليدا سنويا، والذي تنظمه الجمعية وفاء لروح المرحوم البروفيسور محمد الدخيسي، أحد الوجوه الطبية البارزة، في مجال التكوين والممارسة، والذي كان قد وافته المنية بعد إصابته بفيروس كوفي 19 أثناء مزاولته لمهامه وقيامه بواجبه الوطني في مواجهة الوباء والتكفل بالمرضى، سطّرت له الجمعية المنظمة برنامجا علميا متنوعا، تتوزع محاور ورشاته ما بين العلاقة بين المعالج والمريض إلى جانب التلقيح عند النساء الحوامل ، إضافة إلى تلقيح التلميذات ضد سرطان عنق الرحم في الوسط المدرسي، ثم الأنفلونزا ما بين المستجدات المتعلقة بهذا المرض الموسمي وسبل الوقاية، وكذا الوضعية الحالية لزراعة الكلي والآفاق المتعلقة بهذا الموضوع الحيوي، فضلا عن ورشة تتعلق بالآثار الاقتصادية للقاحات.
وعلاقة بالموضوع، أكد الدكتور مولاي سعيد عفيف، رئيس الجمعية المغربية للعلوم الطبية في تصريح لـ «الاتحاد الاشتراكي» على أن الاهتمام بصحة الرضع والأطفال يعتبر خطوة أساسية من أجل تعزيز الوقاية وتفادي التبعات الصحية الوخيمة للأمراض، صحيا واقتصاديا واجتماعيا، مبرزا كيف أن التراخي الذي تم تسجيله خلال جائحة كوفيد وما بعدها أدى إلى عودة ظهور مرض الحصبة الذي تطلّب تعبئة قوية من طرف وزارة الصحة والحماية الاجتماعية وكل المتدخلين من أجل تطويق انتشاره. وأشار الدكتور عفيف إلى أن الوسط المدرسي يعتبر بيئة حاضنة ومساعدة على انتشار العدوى والأمراض، ومن بينها الأنفلونزا الموسمية التي تحضر بقوة خلال هذا التوقيت من السنة، وهو ما يتطلب رفعا لمستوى التثقيف الصحي بشراكة مع الفاعلين التربويين، من أجل التلقيح ضد كل الأمراض التي يوفر البرنامج الوطني للتمنيع اللقاحات المضادة لها، وكذا لتعزيز السلوكات الوقائية، على مستوى الممارسة الخاصة بكل شخص.
وفي السياق ذاته، توقف الفاعل والخبير في قضايا الصحة، في تصريحه للجريدة، عند معضلة الفشل الكلوي التي باتت رقعتها تتسع وتنتشر، بسبب تأخر الولوج إلى التشخيص وكذا عدد من الممارسات السلبية التي تؤثر على كلية الشخص، مشددا في هذا الإطار كذلك على أهمية البعد الوقائي في حماية الأشخاص من الأمراض أو على الأقل الحد من تأثيراتها، مبرزا كيف أن هذا الموضوع يحظى باهتمام الفاعلين الصحيين خاصة في ظل الحل المرتبط بزراعة الكلي كآلية تأتي لإنقاذ المرضى ولتجويد شروط عيشهم.
من جهة أخرى، أشاد الدكتور عفيف بالجهود التي تبذلها مؤسسة محمد السادس للعلوم والصحة التي تقوم بعدد من المبادرات التي تهدف إلى تطوير الصحة في بلادنا وإلى تجويد الخدمات الصحية وتقريبها من المواطنين، بالإضافة إلى الاهتمام بالشق التكويني وبالجانب المتعلق بالبحث العلمي، مع الانفتاح على احدث الابتكارات التكنولوجية لخدمة الصحة العامة. وأوضح الخبير الصحي بأن المؤسسة وإلى جانب كل هذا العمل الذي تقوم به والأدوار التي تضطلع بها فإنها تعمل كذلك على المساهمة في تطوير الشراكات جنوب جنوب في القطاع الصحي، مشيدا في هذا الإطار بإحداث الأكاديمية الإفريقية لعلوم الصحة التي تعتبر مؤسسة موجهة للنهوض بالبحث والتطوير في مجال العلوم الصحية بإفريقيا.
											
									
									
									
				
