عاشت جماهير الوداد الرياضي مساء السبت الماضي واحدة من أكثر الليالي حماساً في تاريخها، بعدما قدّم النادي نجمه الجديد حكيم زياش وسط أجواء استثنائية بمركب محمد الخامس بالدار البيضاء، قبيل انطلاق المواجهة التي جمعت الفريق الأحمر باتحاد طنجة لحساب الجولة السابعة من البطولة الاحترافية.
فأمام حضور جماهيري فاق 50 ألف مناصر، وفي مشهد أشبه بمهرجان كروي، حيث تزيّنت المدرجات بالألوان الحمراء والبيضاء، وارتفعت الأعلام والشهب الاصطناعية لتضيء سماء العاصمة الاقتصادية.
وحوّلت الجماهير الودادية المدرجات إلى لوحة فنية نابضة بالحب والانتماء، مردّدة شعارات الاحتفال بقدوم “الساحر” زياش.
ولم يخيب النجم المغربي الظنون، بعدما فاجأ الحاضرين بصعوده إلى المدرجات الجنوبية، حيث تتواجد ألترا “الوينرز”، مرتديا زيهم وحاملا علمهم، ليقود بنفسه الأهازيج والهتافات، في لقطة فريدة جعلت الحضور يهتف باسمه طويلاً.
وقد بدا زياش متأثراً إلى حدّ البكاء، وقال عقب التقديم: “شعوري لا يوصف، أشعر أنني بين عائلتي الحقيقية… شكراً لجماهير الوداد على هذا الحب الكبير.”
يذكر أن زياش وقع عقدا مع الفريق الأحمر يمتد لموسم ونصف في صفقة انتقال حر، بعد فك ارتباطه بنادي الدحيل القطري، اعتُبرت واحدة من أغلى الصفقات في تاريخ الكرة المغربية، إذ قُدّرت قيمتها، حسب تقارير إعلامية، وفي غياب معطيات رسمية من إدارة النادي، بما يقارب 2.5 مليار سنتيم. وتُعقد عليه آمال كبيرة ليكون أحد أعمدة الفريق في الاستحقاقات المحلية والقارية المقبلة، خاصة كأس الكاف، الذي يدخل الوداد سباقه هذا الموسم، في انتظار العودة خلال الموسم المقبل إلى دوري الأبطال.
وتزامنت الاحتفالية مع فوز الوداد على اتحاد طنجة بثنائية نظيفة، أعادت الفريق إلى سكة الانتصارات ورفعته إلى الوصافة برصيد 14 نقطة، خلف المغرب الفاسي المتصدر بفارق نقطة واحدة.
وتابع زياش المباراة من المدرجات متفاعلاً مع كل هجمة حمراء، في إشارة واضحة إلى تعطشه للعودة إلى أجواء المنافسة بعد فترة صعبة عاشها في الملاعب الأوروبية.
بهذا المشهد الاستثنائي، يفتتح حكيم زياش فصلا جديدا من مسيرته، عنوانه العودة إلى الجذور والبحث عن المجد بلون الوطن، في تجربة يرى فيها أنصار الوداد وعداً بميلاد أسطورة جديدة في سماء الكرة المغربية.