تكريم مستحق للممثلة فاطمة عاطف بمهرجاننا الوطني للفيلم بطنجة

 

تميز برنامج حفل اختتام الدورة 25 لمهرجاننا الوطني للفيلم، مساء السبت 25 أكتوبر 25 بقصر الثقافة والفنون بطنحة، بتكريم مستحق للممثلة المغربية القديرة فاطمة عاطف، بعد تكريم المخرج السينمائي والتلفزيوني القدير أحمد المعنوني في حفل الإفتتاح.
وقد سلمها درع التكريم المخرج محمد زين الدين، مبدع فيلمها السينمائي المقنع فنيا «مباركة»، الذي حصدت عن دورها فيه مجموعة من الجوائز داخل الوطن وخارجه، وذلك قبل استماعنا لكلمة لها بالمناسبة عميقة عمق أدائها على الركح وأمام كاميرات السينما والتلفزيون وتمتعنا بمقطع غنائي أمازيغي بصوتها الجهوري ذي اللكنة الخاصة، الذي يذكرنا بغنى الموروث الثقافي لمسقط رأسها «مريرت» بالأطلس المتوسط.
ومعلوم أن هذه الممثلة المبدعة دائمة البحث عن الجودة إذ لا تقبل إلا الأدوار التي تقتنع بها. كانت بدايتها مسرحية من خلال مجموعة من الأدوار التي تألقت في أدائها ونالت عنها جوائز مع أو خارج فرقة «مسرح الشامات» بمكناس، التي ساهمت في وضع لبناتها الأولى واشتغلت مع أفرادها لمدة ليست بالقصيرة .
شاهدتها في مجموعة من الأعمال السينمائية والتلفزيونية والمسرحية وأعجبت بأدائها القوي والتلقائي، فهي تشخص أدوارها المختلفة والمركبة أحيانا بصدق وتمكن، لأنها موهوبة أولا ومتخرجة من المعهد العالي للفن المسرحي والتنشيط الثقافي ثانيا.
حضورها في أفلام السينما والتلفزيون أقل من حضور ممثلاث أخريات من جيلها، لكنه حضور لافت لا يحسب بالكم وإنما بالكيف. هي من الممثلات القليلات اللواتي لا يمكن نسيانهن بسهولة بعد مشاهدتهن في أدوار سينمائية أو مسرحية أو تلفزيونية. كانت مقنعة إلى أبعد الحدود في أعمالها التلفزيونية (مسلسلي «دواير الزمان» لفريدة بورقية و»شجرة الزاوية» لمحمد منخار وأفلام «أكون أو لا أكون» لهشام العسري و»الشاهدة» و»الدم المغدور» لعادل الفاضلي و»أسرار صغيرة» لعزيز السالمي و»الكونجي» (2020) لنوفل البراوي وغيرها) وفي أفلامها السينمائية الطويلة: «ميرا» (2025) لنور الدين الخماري، «كوندافا» (2025) لعلي بنجلون، «البحر البعيد» (2024) و»الرحيل» (2020) لسعيد حاميش، «أبي لم يمت» (2023) لعادل الفاضلي، «زنقة كونطاكت» (2019) لإسماعيل العراقي، «نساء الجناح ج» (2019) لمحمد نظيف، «مباركة» (2018) لمحمد زين الدين، «وليلي» (2017) لفوزي بن السعيدي، «دموع إبليس» (2014) لهشام الجباري، «خارج التغطية» (2012) لنور الدين دوكنة، «رقصة الوحش» (2011) لمجيد لحسن، «حد الدنيا» (2011) لحكيم نوري، «يا له من عالم جميل» (2006) لفوزي بن السعيدي، «عشاق موغادور» (2002) لسهيل بنبركة، «أصدقاء الأمس» (1998) لحسن بنجلون، الفيلم القصير «المحاكمة» (2010) لعبد الكريم الدرقاوي …
حظيت ببعض التكريمات هنا وهناك، وهي تكريمات مستحقة لممثلة مغربية أمازيغية في أوج عطائها الفني، متميزة دوما بأدائها المقنع عبر صوتها وكلامها ونظراتها وحركات جسدها وقسمات وجهها ولباسها وغير ذلك من أدوات التعبير، وهذه التكريمات المتتالية ما هي إلا اعتراف بما راكمته من تجربة فنية معتبرة أهلتها للمشاركة في العديد من لجن تحكيم مسابقات المهرجانات المسرحية والسينمائية وغيرها، ولفتت إليها انتباه بعض صناع السينما المغربية الذين وظفوا جزءا يسيرا من قدراتها الفنية الهائلة في التشخيص من خلال أدوار شرفت بها فن التشخيص ببلادنا، من قبيل دورها البطولي في فيلم «مباركة» وغيره.
فتحية احترام وتقدير للفنانة فاطمة عاطف بمناسبة هذا التكريم الجديد، الذي نتمنى من كل أعماقنا أن يشكل فأل خير عليها وعلى مسيرتها الفنية، لنشاهدها مستقبلا في أفلام مغربية وأجنبية كثيرة.


الكاتب : أحمد سيجلماسي

  

بتاريخ : 05/11/2025