سرطان عنق الرحم يتسبب في تسجيل 3 وفيات من بين أكثر من 5 حالات جديدة تسجّل في اليوم الواحد

واقع ناقشه مختصون خلال اليوم العلمي الذي نظمته الجمعية المغربية للعلوم الطبية في السادس من نونبر

 

دقّ البروفيسور محمد بوسكراوي ناقوس الخطر بخصوص الوضعية المؤسفة التي يتسبب فيها سرطان عنق الرحم، مشددا في مداخلة له يوم الخميس الأخير خلال انعقاد فعاليات يوم علمي نظمته الجمعية المغربية للعلوم الطبية، احتفاء بالذكرى 50 على تنظيم المسيرة الخضراء وكذا بالمنجز الذي تحقق بعد إصدار القرار الأممي لمجلس الأمن الخاص بالصحراء المغربية، أن هذا الداء يتسبب في ثلاث وفيات يوميا من مجموع حالات الإصابة التي يتم تسجيلها والتي تقدر بخمس حالات في اليوم الواحد.
وشدد رئيس الجمعية المغربية للأمراض التعفنية لدى الأطفال والتطعيم على أنه في الوقت الذي قدّم فيه الماء الصالح للشرب والتلقيح خدمات كبيرة للصحة في المغرب يتواصل ضعف الإقبال على تلقيح الطفلات ضد سرطان عنق الرحم علما بأنه متوفر مجانا وتم إدراجه ضمن البرنامج الوطني للتمنيع، مؤكدا على ضرورة الانكباب الجماعي على معالجة الدوافع التي تجعل الآباء والأمهات يحجمون عن تلقيح فلذات أكبادهم وحمايتهن من هذا المرض الفتاك.
وأبرز البروفيسور بوسكراوي أن هناك معلومات مغلوطة تساهم في هذا التردد وهذا راجع لنق المعلومات والخوف من مضاعفات جانبية كالخصوبة وغيرها، وهي الأفكار الخاطئة التي تنتشر بسرعة والتي يجب التصدي لها، مشيرا إلى انه يجب استلهام التجارب الناجحة في عدد من الدول الإفريقية والأوروبية وغيرها، مستعرضا في هذا الإطار بعض التجارب كلتك التي عرفتها فرنسا أو أستراليا أو رواندا، معتبرا أنه من المهم جدا البحث عن عوالم النجاح في دول أخرى لاستثمارها في بلادنا.
وتوقف المتحدث كذلك عند النقطة المتعلقة بمنح جرعة واحدة للطفلات في سن 11 سنة، معتبرا أنها مهمة وإن كان من المفضّل الرفع من عددها والانفتاح على شرائح عمرية أخرى عوض الاقتصار على هذا العمر، وذلك بفتح إمكانية لاستفادة من التلقيح للطفلات ما بين 9 و 14 سنة، داعيا في نفس الوقت إلى البحث في أشكال التعاون الممكنة للرفع من نسبة الملقحات، وتسخير المراكز الصحية متى كان ذلك مفيدا على جانب الانفتاح عل الصحة المدرسية متى تبيّنت الضرورة لذلك.
هذا وقد أعقب هذا العرض مداخلات مهمة توقفت عند العوامل النفسية والموضوعية التي قد تعيق عملية تلقيح الطفلات ضد سرطان عنق الرحم والتي تتطلب جهدا كبيرا لمواجهتها، مع استعراض التدابير التي تم اتخاذها لتحقيق هذه الغاية، دون إغفال تبعات النقاش الذي ارتبط بجائحة كوفيد 19 ولقاحاتها، فضلا عن التأكيد على أنه ليست كل التجارب الناجحة في دول أخرى يمكن إسقاطها على الخصوصيات المغربية.
وكانت الجلسة الافتتاحية لهذا اليوم العلمي الذي بات تقليدا سنويا يتم خلاله استحضار روح المرحوم البروفيسور محمد الدخيسي، أحد الوجوه الطبية البارزة التي فارقت الحياة خلال الجائحة الوبائية لكوفيد 19 أثناء قيامه بواجبه المهني، قد أكد خلالها الدكتور مولاي سعيد عفيف، رئيس الجمعية المغربية للعلوم الطبية على الدور المحوري للسياسة الصحية الوقائية التي يجب إيلائها كل الأهمية من أجل التقليص من النفقات العلاجية والحدّ من تفشّي الأمراض، مشددا على أنه كلما كان الولوج إلى الفحص والتشخيص المبكرين سهلا وسلسا وبعيدا عن كل القيود المادية والمجالية وغيرها كلما تم تفادي التبعات الوخيمة للكثير من الأمراض خاصة المزمنة والثقيلة منها.
وشكّلت الجلسة الافتتاحية لهذا اليوم مناسبة لكل شركاء الجمعية لتناول الكلمة لاستحضار مسيرة 50 سنة من النضال لأجل الوحدة الترابية والتنمية والتأكيد على أن الصحة تعتبر رافعة من رافعاتها مشددين على أن روح المسيرة الخضراء ستتواصل لأجل المواطن والوطن في كل المجالات والأصعدة.


الكاتب : وحيد مبارك

  

بتاريخ : 10/11/2025