تكريم وندوات وموائد مستديرة… ملتقى حافل في الذكرى الخمسين لتأسيس الشبيبة الاتحادية

تستعد الشبيبة الاتحادية، الذراع الشبابي لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، للاحتفال بحدث وطني بارز في مسيرتها النضالية والفكرية، يتمثل في الذكرى الخمسين لتأسيسها (1975 – 2025)، من خلال تنظيم ملتقى وطني حافل تحت شعار» نصف قرن في خدمة الشباب وقضايا الوطن»، وذلك أيام 13 و14 و15 و16 نونبر 2025، بمسرح المنصور بالعاصمة الرباط.
يأتي هذا الملتقى في لحظة رمزية عميقة، إذ يشكل مرور نصف قرن على ميلاد الشبيبة الاتحادية فرصة لتقييم مسار طويل من النضال والعطاء، وتجديد الروح الاتحادية بين أجيال متعددة من المناضلين والمناضلات الذين ساهموا في بناء الوعي السياسي والاجتماعي لدى فئات واسعة من الشباب المغربي.
وسيكون يوم الجمعة 14 نونبر 2025 موعدا خاصا ضمن فعاليات الملتقى، حيث ستشهد الجلسة الافتتاحية حفلاً لتكريم مناضلين ومناضلات تحملوا مسؤوليات داخل الشبيبة الاتحادية عبر مراحل مختلفة من تاريخها.
ويأتي هذا التكريم كتعبير رمزي عن الوفاء لأجيال من الاتحاديين الذين أسهموا في بناء التنظيم الشبابي وترسيخ قيم الحزب داخل الساحة الوطنية، وفي مقدمتها قيم الالتزام، والنزاهة، والنضال من أجل التغيير الديمقراطي.
منذ تأسيسها سنة 1975، شكلت الشبيبة الاتحادية مدرسة سياسية ومجتمعية أفرزت أجيالا من الأطر القيادية في مختلف المجالات السياسية والنقابية والثقافية.
وكانت دائما في صلب النضال الوطني والديمقراطي، منخرطة في القضايا الكبرى التي تهم الوطن، من الدفاع عن الوحدة الترابية إلى الإسهام في الإصلاحات السياسية والدستورية، مرورا بجهودها في تأطير الشباب ومواجهة الإحباط والعزوف السياسي.
كما كانت الشبيبة الاتحادية سبّاقة في طرح قضايا الشباب التعليمية والتشغيلية والحقوقية، وجعلها في صلب النقاش العمومي، معتبرة أن تمكين الشباب هو المدخل الأساسي لأي مشروع مجتمعي تقدمي وديمقراطي.
الملتقى الوطني الخمسيني لن يكون فقط مناسبة للاحتفاء بالماضي، بل أيضا محطة للتفكير في المستقبل، حيث ستخصص الندوات لمناقشة موضوعات مرتبطة بتحولات المشهد السياسي، وتحديات العمل الشبابي في ظل الثورة الرقمية، ودور الشبيبة الاتحادية في بلورة نموذج جديد للالتزام السياسي القائم على الكفاءة والمبادرة والمواطنة المسؤولة.
كما ستعرف الجلسات التفاعلية مشاركة شباب اتحاديين من مختلف الأقاليم والجهات، لتبادل التجارب والاقتراحات بشأن سبل تجديد أساليب التنظيم والعمل الميداني، بما يعزز حضور الشبيبة في الفضاءات الجامعية والثقافية والمجتمعية.
إن تخليد الذكرى الخمسين لتأسيس الشبيبة الاتحادية ليس مجرد احتفال زمني، بل هو تأكيد على استمرارية الرسالة الاتحادية في بعدها الشبابي والتقدمي، واستحضار لمسار طويل من التضحيات والنضالات التي ميزت تجربة الاتحاد الاشتراكي كقوة وطنية ديمقراطية.
وفي هذا السياق، يشكل هذا الحدث الوطني الكبير لحظة للتأمل الجماعي، واستشراف المستقبل بروح جديدة، تستند إلى الإرث التاريخي للشبيبة الاتحادية، وتطمح إلى مواصلة أداء رسالتها في الدفاع عن الشباب المغربي وقضاياه العادلة.


الكاتب : ميلود قرقوري

  

بتاريخ : 10/11/2025