تطوان ترحب بالفنانة الشابة هدى بنجلون وإبداعاتها المتجددة في «عوالم برمائية»

 

افتُتح يوم الجمعة 8 نونبر الجاري برواق المركز الثقافي إكليل التابع لمؤسسة محمد السادس بمدينة تطوان (مدرسة المالكية القديمة)، معرض الفنانة التشكيلية الشابة هدى بنجلون بعنوان «عوالم برمائية» (Mondes amphibies)، ويستمر إلى غاية 28 نونبر 2025
ويأتي هذا المعرض احتفاءً بالذكرى الخمسينية للمسيرة الخضراء، التي تتزامن مع 6 نونبر من كل سنة. وتدعو الفنانة جمهورها إلى خوض رحلة بصرية بين الماء واليابسة، تستكشف من خلالها الحدود الفاصلة بين العناصر الطبيعية وما تولّده من كائنات وأشكال فنية رمزية، ضمن تجربة تمزج بين السريالية والتجريد بأسلوبها البصري المتفرّد
وكما سبق أن وعدت القرّاء خلال حوار سابق أجرته معها جريدة الاتحاد الاشتراكي في سياق معرضها الصيفي «ألوان متقاطعة، أبيض وأسود»، الذي احتضنه رواق محمد الفاسي بالرباط بين 17 يوليوز و4 غشت 2025، تواصل بنجلون الوفاء بوعدها عبر تنظيم سلسلة من المعارض الفنية، من بينها «أصداء» الذي أقيم خلال شهر أكتوبر الماضي بمتحف مسرح محمد الخامس بالرباط، حيث واصلت من خلاله بحثها في تداخل الصوت واللون، والرمزية البصرية المنبثقة من التجربة الإنسانية اليومية
أما في معرضها الجديد «عوالم برمائية»، فتقترح بنجلون تجربة مختلفة في الجوهر والمضمون، إذ تسعى إلى تحويل ثنائية الماء واليابسة إلى استعارة فنية عن التوازن بين الانتماء والعبور، وبين الواقع والحلم. وتقول في هذا الصدد إن أعمالها الجديدة «دعوة للغوص في المناطق البينية، حيث تختلط الحدود وتتولد الكائنات من تفاعل العناصر، تماماً كما تنبثق الأفكار من تلاقي الحواس»

توظّف هدى بنجلون في هذه التجربة تقنيات متعددة، من الأكريليك والزيت والأحبار الطبيعية، إلى جانب الملمس والضوء والظل كعناصر تشكيلية أساسية. وتكشف لوحاتها عن تناغم لوني عميق يمزج بين الأزرق البحري والدرجات الترابية، في محاولة لترجمة مفهوم «البرمائية» ليس كظاهرة طبيعية فحسب، بل كحالة وجودية فنية وإنسانية
ويشهد المعرض إقبالًا من النقاد والمهتمين بالفن التشكيلي المغربي، إضافة إلى جمهور واسع من متتبعي تجربة الفنانة التي رسّخت مكانتها ضمن جيل الفنانات العصاميات الصاعدات في الساحة التشكيلية الوطنية. فمنذ انطلاقتها سنة 2009، ظلت بنجلون وفية لنهج فني يستند إلى التأمل في الوجود والطبيعة والأنوثة، وحرصت على تطوير لغة بصرية تنهل من الحس الإنساني والرمزية الكونية
بهذا المعرض، تواصل هدى بنجلون رحلتها الفنية التي تمتد عبر سلسلة من المعارض الفردية والجماعية، لتؤكد مرة أخرى أن الفن بالنسبة إليها ليس مجرد ممارسة تشكيلية، بل جسر تأملٍ بين العوالم، ومساحة حوار بين الذات والعناصر.


الكاتب : سهام القرشاوي

  

بتاريخ : 11/11/2025