كشف دخول منصة الاستثمار الفندقيKasada Capital Management إلى السوق المغربية عن مرحلة جديدة في جاذبية قطاع السياحة الوطني، بعدما أكدت الشركة عزمها إتمام أول اتفاق فندقي في المملكة خلال النصف الأول من سنة 2026، وفق ما نقلته وكالة بلومبرغ. وتؤشر هذه الخطوة على تحول نوعي في اهتمام الرساميل الدولية بشمال إفريقيا، في ظل الاستقرار الاقتصادي وارتفاع مؤشرات السياحة بالمغرب.
وأوضح ذات المصدر أنKasada، المدعومة من صندوق الثروة السيادي القطري Qatar Investment Authorityوالمجموعة الفندقية الفرنسيةأكور، فتحت مكتبا لها بالدار البيضاء لاستكشاف الفرص، وتستعد لإنهاء إجراءات صندوق استثماري مخصص للمغرب قبل نهاية السنة الجارية. ويعكس هذا التوجه رهان الصندوق على الأداء السياحي القوي للمملكة، التي استقبلت حوالي 17.4 مليون سائح خلال 2024، في رقم قياسي غير مسبوق عزز تصنيفها ضمن الوجهات الأكثر نموا بعد الجائحة.
وبرر أوليفيي غران، الشريك المدير العام لـكاسادا، اختيار المغرب بكون شمال إفريقيا أصبحت على رأس الأولويات، في إطار خطة توسع تستهدف المدن الكبرى والأسواق التي تعرف نموا قويا في الطلب على الإيواء الفندقي، خصوصا مع استعداد المملكة لاحتضان تظاهرات دولية كبرى، وضمنها مسار تنظيم كأس العالم لكرة القدم 2030 إلى جانب إسبانيا والبرتغال.
وواصل الصندوق، منذ جمع أول تمويل بقيمة تقارب 500 مليون دولار سنة 2019، تركيز استثماراته في إفريقيا جنوب الصحراء. ويضم حاليا 19 فندقا موزعة على سبعة بلدان، من بينها جنوب إفريقيا وكينيا والسنغال وكوت ديفوار وتنزانيا، تحت علامات مثل Pullman وNovotel وIbis وRadisson، إضافة إلى وحدات فندقية مرموقة مثل Cape Grace في كيب تاون. وتمثل الخطوة المغربية أول توسع خارج هذا النطاق، في مؤشر على تحول الخريطة الجغرافية لاستثمارات السياحة صوب أسواق أكثر استقرارا.
و تعززمجموعة أكورموقعها كأحد أبرز الفاعلين الفندقيين بالمملكة، بعد إدارتها لأزيد من 40 منشأة عبر مختلف المدن، مع مشاريع جديدة قيد التطوير خصوصا في طنجة والداخلة. ويمنح دعم»قطر للاستثمار السياحي» ثقلا إضافيا لهذه الاستثمارات، بالنظر إلى التجربة الطويلة للصندوق في تمويل مشاريع الضيافة والفنادق عبر العالم.
يراهن المستثمرون الدوليون على سوق فندقية تتجه نحو نموذج خدمات متكاملة، تجمع بين الإيواء والمطاعم والفضاءات متعددة الاستعمالات وتنظيم الفعاليات والعمل المشترك. وتؤكد تقارير مهنية أن هذه الأنشطة أصبحت تمثل جزءا متزايدا من عائدات الفنادق، في وقت يتوسع الطلب السياحي نحو خدمات ذكية وبيئية ومرنة، وهو توجه يتوافق مع استراتيجيةKasadaفي القارة الإفريقية.
ويتزامن دخول الصندوق مع تنفيذ استراتيجية السياحة المغربية 2023-2030، التي تستهدف رفع الطاقة الاستيعابية وبلوغ 26 مليون سائح سنويا ومضاعفة المداخيل إلى حدود 120 مليار درهم، مع خلق مئات الآلاف من مناصب الشغل. وتعول الحكومة على جذب الرساميل الأجنبية لتمويل مشاريع فندقية جديدة، خاصة في مراكش وأكادير وفاس وطنجة، إلى جانب الوجهات الصاعدة مثل الداخلة والعيون.
وتسجل منظمة السياحة العالمية، في تقريرها لعام 2024، أن المغرب يوجد ضمن الدول الخمس الأولى عالميا من حيث نمو عدد الوافدين، بزيادة تجاوزت 40 في المائة مقارنة مع فترة ما قبل الجائحة. واستفاد القطاع من مشاريع كبيرة في البنيات التحتية للنقل الجوي والطرقات والموانئ والفنادق، ومن حملات ترويجية عززت صورة المغرب كوجهة آمنة ومنافسة في البحر المتوسط وإفريقيا.
صندوقKasada للاستثمار الفندقي يقترب من إبرام أول صفقة بالمغرب بدعم قطري يفوق 500 مليون دولار
الكاتب : عماد عادل
بتاريخ : 11/11/2025

