مركز الذاكرة المشتركة يمنح جائزته الدولية «ذاكرة من أجل الديمقراطية والسلم» إلى الدكتور عمر عزيمان

في لحظة اعتراف ووفاء لمسار فكري ومؤسساتي رفيع، أعلن مركز الذاكرة المشتركة من أجل الديمقراطية والسلم عن منح جائزته الدولية “ذاكرة من أجل الديمقراطية والسلم” في دورتها الثامنة (2025) إلى الدكتور عمر عزيمان، مستشار جلالة الملك محمد السادس، تقديرًا لعطائه الممتد في ترسيخ قيم الديمقراطية والحوار والإصلاح، وإسهامه الملموس في بناء دولة الحق والمؤسسات.
يأتي هذا التكريم، كما أوضح المركز في بلاغه، ثمرة قناعة راسخة بضرورة نشر ثقافة حقوق الإنسان والديمقراطية والاعتراف، باعتبارها ركائز أساسية لبناء عالم أكثر عدلاً وتسامحًا. فالمركز، الذي جعل من الذاكرة الجماعية بوابة لفهم الحاضر واستشراف المستقبل، يواصل عبر هذه الجائزة ترسيخ القيم الإنسانية في أبعادها الكونية، والدفاع عن التعايش بين الشعوب والثقافات، وتسوية الخلافات بالحوار والتفاعل البناء.
وفي سياق يزداد فيه العالم حاجة إلى رموز قادرة على تجسيد روح المسؤولية والتوازن، رأى أعضاء المركز في عمر عزيمان شخصية تجمع بين الفكر والممارسة، بين الإصلاح المؤسساتي والرؤية الحقوقية. فقد كان دوماً من الأصوات المدافعة عن قيم العدالة والمساواة والكرامة الإنسانية، والمساهمين في مأسسة الحوار الوطني حول قضايا الإصلاح التربوي والدستوري والسياسي، بما جعل مساره منسجماً مع فلسفة الجائزة وروحها.
وسيقام حفل تسليم الجائزة يوم السبت 15 نونبر 2025 بفندق “مارتشيكا” بمدينة الناظور، بمناسبة افتتاح الدورة الرابعة عشرة من المهرجان الدولي للسينما والذاكرة المشتركة، الذي يحتفي هذا العام بموضوع: “الحاجة إلى السلام.. أي دور للعدالة الانتقالية؟».
وسيشهد الحفل حضور شخصيات وطنية ودولية من مجالات السياسة والدبلوماسية والثقافة وحقوق الإنسان، إلى جانب فعاليات حزبية وأكاديمية، وأفراد من عائلة المتوج. كما سيشارك الدكتور عزيمان في الندوة الدولية للمهرجان، التي ستناقش الأدوار الجديدة للعدالة الانتقالية في بناء السلم الأهلي والمصالحة بين الشعوب.
ويؤكد مركز الذاكرة المشتركة أن الجائزة، التي أصبحت مع مرور الدورات مرجعاً رمزياً في تكريم رواد الديمقراطية والسلم عبر العالم، تكرّس صورة المغرب كأرضٍ للمصالحة والإنصاف والحوار والمساواة، وكفضاءٍ يحتضن الفكر الإنساني المنفتح على التعدد والاختلاف.
وقد سبق للمركز أن منح الجائزة لعدد من الشخصيات والمؤسسات التي بصمت مساراتها في التاريخ المعاصر، منها:
الزعيم النقابي التونسي حسين العباسي (2016)، مؤسسة الثقافات الثلاث المغربية الإسبانية (2017)، الرئيس الأسبق للحكومة الإسبانية خوسيه لويس رودريغيز ثاباتيرو والسيدة عائشة الخطابي (2018)، الرئيس الكولومبي السابق خوسيه مانويل سانتوس الحائز على نوبل السلام (2019)، والسياسية الفرنسية ذات الأصول المغربية نجاة فالو بلقاسم (2021). كما مُنحت الجائزة سنة 2023 لكل من محمد بيد الله ووزير خارجية البيرو الأسبق ميغيل خيل ماكاي، إلى جانب المصوّر العالمي سيباستياو سالغادو، وليليا فانيش من معهد “تِرّا”، والتحالف المغربي من أجل المناخ والتنمية المستدامة.
بهذا التتويج الجديد، تُضاف صفحة مشرقة إلى سجل الجائزة التي تجمع بين الذاكرة والعمل، وبين الوفاء للمبادئ والانفتاح على المستقبل. كما يُكرَّس اسم الدكتور عمر عزيمان ضمن طليعة الشخصيات التي أسهمت بعمق في بناء مغرب الحداثة والديمقراطية، من خلال فكرٍ يوازن بين الحكمة والإصلاح، وبين الوفاء لقيم الوطن والانتصار للإنسان.


بتاريخ : 13/11/2025