بحرقة ووجع دفين، عبرت الروائية العراقية والصحافية انعام كجه جي، وهي تستعيد صورة بغداد بين الأمس واليوم، عبرت عن حنينها لبغداد التي كانت، والتي غابت عنها لأربعين سنة وسط برد الغربة الباريسية.
واستحضرت صاحبة «النبيذة» والفائزة بجائزة العويس الثقافية لهذه السنة عن صنف الرواية والقصة، في جلسة حوارية معها أول أمس الأربعاء بقاعة الفكر بمعرض الشارقة الدولي للكتاب في دورته44، والتي أدارتها الروائية الإماراتية صالحة عبيد، صورة بغداد بمثقفيها وتسامحها مع الأديان والأعراق وريادتها في مجال حقوق المرأة، مؤكدة أنها تدرك كم هو مؤلم أن يعيش المرء في الذاكرة هربا من واقع مرير.
وعن الذاكرة التي تختزن روائح الأمكنة وألفة الوجوه، قالت انعام كجه إنها تتشبث بهذه الذاكرة الموجعة متيقظةً في اليومي لأن من الضروري أن يعرف الجيل الجديد ماضي العراق المشع أملا في استعادة ما كان.
لم تكن سنوات الغربة الأربعين كافية لتضميد جراح الغربة التي انفتحت في مسام كاتبة «الحفيدة الامريكية»، فهي لا تزال تشعر بالغربة «في بلد لا يفتح أصحابه قلوبهم للغرباء»، رغم تعمقها في متابعة الحياة الثقافية والإعلامية الباريسية، مفضلة عزلتها الاجتماعية بعيدا عن دائرة الأضواء الفرنسية عدا صداقات كتاب وأدباء عرب يشكلون فسيفساء عربية تقيها ثقل الشعور بالاغتراب.
وفي ردها على علاقتها بالصحافة وكيف استثمرت رصيدها الصحفي في أعمالها الروائيةـ قالت إنعام كجه إن معظم شخصياتها الروائية استوحتها من أناس حقيقيين وحكايات واقعية أرادت إكمال حكايتها وإعطاءها مساحة أوسع للتعبير في الرواية، ومنها شخصيات مهاجرة تعاني التصدع والاغتراب في المهجر، مستحضرة لحظات الكتابة في برد باريس، وقيظ المشاعر والأمكنة في البلدان العربية.
عن الاتجاه المتزايد نحو تسريد المأساة العراقية وواقعه بعد الحرب، لفتت الروائية الى أن المشهد الروائي اليوم بالعراق، في إصراره على كتابة السردية العراقية بعد 2003، إنما هو وجه آخر من المقاومة ضد النسيان والمحو، محو ذاكرة وحضارة عريقة، مضيفة أن» الروائي العراقي اليوم لا يحتاج الى خيال، بل عليه أن ينظر الى الواقع وسيجد ما يفوق الخيال».
إنعام كجه جي من معرض الشارقة للكتاب:جئت إلى المهجر مكتملة من العراق، وبغداد التي أعرفها ضاعت مني
الكاتب : دبي: حفيظة الفارسي
بتاريخ : 14/11/2025