أحمد الحسني رئيس مؤسسة مهرجان تطوان الدولي لسينما المتوسط في حوار مع جريدة الاتحاد الاشتراكي

أهم ما ميز الدورة الثلاثين للمهرجان هو عودة الزخم الجماهيري، والاهتمام النقدي والإعلامي الواسع، وجودة البرمجة السينمائية وتنوعها

 

عرف مهرجان تطوان الدولي لسينما المتوسط في نسخته الثلاثين، الذي أُقيم خلال الفترة الممتدة من 26 أكتوبر المنصرم إلى غاية 1 نوفمبر 2025، نجاحا كبيرا على المستويين الفني والتنظيمي، بفضل المشاركة الواسعة لعدد من رواد السينما المتوسطية وصناعها. وقد لاقت العروض السينمائية والأفلام التي تم تقديمها في إطار المسابقة الرسمية للمهرجان إعجاب الجمهور والنقاد، بفضل تنوعها وجودتها العالية.
وحول الأسباب وراء نجاح هذه التظاهرة الفنية، وطبيعة الدعم المخصص، وآفاقها المستقبلية، باعتبارها تقليدا سنويا يساهم في تنشيط الحركة السينمائية ويعزز مكانة مدينة تطوان كوجهة ثقافية وسياحية رائدة، أجرينا هذا الحوار مع رئيس مؤسسة المهرجان أحمد الحسني، وهذا نصه:

 

– ما هو تقييمكم لمهرجان تطوان الدولي لسينما المتوسط في نسخته الثلاثين، وما الذي ميز هذه الدورة عن غيرها من الدورات السابقة؟

– النسخة الثلاثون كانت دورة استثنائية بكل المقاييس، لأنها جمعت بين عمق التجربة وغنى الحصيلة من جهة، وبين روح التجديد والانفتاح من جهة أخرى. لقد شكلت مناسبة للاحتفاء بثلاثة عقود من الوفاء للسينما المتوسطية، واستحضار مسار طويل من الإبداع والتبادل الثقافي. ما ميز هذه الدورة هو عودة الزخم الجماهيري، والاهتمام النقدي والإعلامي الواسع، إضافة إلى جودة البرمجة السينمائية وتنوعها، والرهان على حضور فني وفكري راقٍ يليق بتاريخ المهرجان ومكانته.

-كيف تم اختيار الأفلام المشاركة خلال هذه النسخة، وكيف تفاعل معها الجمهور السينمائي بتطوان؟

– عملية اختيار الأفلام كانت عملا جماعيا، تمت وفق معايير فنية دقيقة تولت مسؤوليتها لجنة الانتقاء التي حرصت على تمثيل مختلف تجارب بلدان المتوسط وتنوع رؤاها الجمالية والإنسانية. وقد ركزنا على الأفلام التي تحمل بصمة فنية متميزة وتعكس قضايا الإنسان في فضائنا المتوسطي المشترك. أما الجمهور التطواني المعروف بذائقته السينمائية الرفيعة، فقد تفاعل بحرارة مع العروض والنقاشات، مما منح المهرجان حيوية خاصة وشكّل دليلا على ارتباط المدينة الوثيق بالسينما.

– ما أبرز التحديات التي واجهتموها في تنظيم هذه الدورة؟ وهل كان الدعم المقدم كافيا لإنجاحها؟

– ككل التظاهرات الثقافية الكبرى، واجهنا تحديات تنظيمية ولوجستية ومالية، خاصة بعد قرار تأجيل المهرجان وما ترتب عنه من إعادة برمجة شاملة. ومع ذلك، فإن روح الفريق وتعاون الشركاء المحليين والوطنيين مكنتنا من تجاوز الصعوبات وضمان نجاح الدورة. أما بالنسبة للدعم، فهو بطبيعة الحال يظل دون طموحاتنا الفنية والثقافية، لكننا استثمرناه بأفضل شكل ممكن حفاظا على جودة التنظيم وكرامة الضيوف والمشاركين.

– ما نوع الدعم الذي يقدمه المهرجان للمواهب الراغبة في الولوج إلى صناعة السينما؟

– المهرجان يولي اهتماما خاصا للمواهب الشابة، من خلال الورشات التكوينية واللقاءات المهنية والمنتدى المخصص للسينمائيين الشباب. كما يتيح لهم فرصة التواصل مع مخرجين ومنتجين ونقاد من مختلف البلدان، ويعرض أفلامهم في فضاءات مخصصة للتجارب الجديدة. هذه المقاربة التربوية والفنية هي إحدى ركائز المهرجان منذ تأسيسه، لأنها تضمن استمرارية الحلم السينمائي بين الأجيال.

– كيف ساهم مهرجان تطوان الدولي لسينما المتوسط في تعزيز الثقافة السينمائية في المجتمع؟

– منذ انطلاقه، كان المهرجان فضاء للتنوير الثقافي والتربية البصرية. فقد ساهم في تكوين جمهور ذي ذائقة سينمائية راقية، وربط السينما بالمجتمع كأداة للتعبير والنقاش حول القضايا الإنسانية. كما عمل على إدماج الفعل السينمائي في الحياة الثقافية للمدينة، عبر العروض والندوات الفكرية والأنشطة الموازية التي تربط الفن بالمدرسة والجامعة والمجتمع المدني.

– في ظل التغيرات التقنية والرقمية، كيف تتصورون مستقبل المهرجان خلال المراحل القادمة؟

– نحن واعون بأن التحول الرقمي أصبح جزءا لا يتجزأ من مستقبل الصناعة السينمائية، ولذلك نعمل على تحديث آليات المهرجان وتكييف برامجه مع هذه التحولات. المستقبل بالنسبة لنا هو في الانفتاح أكثر على التجارب الرقمية، ودعم سينما الشباب، وتوسيع دائرة المشاركة عبر المنصات الحديثة، مع الحفاظ على جوهر المهرجان كفضاء حي للقاء والتفاعل الإنساني والثقافي المباشر.


الكاتب : مكتب تطوان: عبد الملك الحطري

  

بتاريخ : 15/11/2025