فوجئ سكان عمارات الشطر الرابع من المجموعة السكنية ديار ياسر، خاصة تلك التي توجد أبواب مداخلها قبالة خط السكة الحديدية، بقيام عدد من «المسؤولين» بحر الأسبوع الفارط بزيارة ميدانية وأخذ عدد من القياسات التي تؤشر على الاستعدادات لمباشرة أشغال توسيع خط السكة الحديدية في هذه المنطقة، وفقا لتصريحات عدد من السكان التي استقتها جريدة «الاتحاد الاشتراكي»، والتي عبروا من خلالها عن تخوفهم من هذه الخطوة وتأثيرها على حياتهم بشكل عام.
وأوضح عدد من المواطنين القاطنين بهذه الرقعة الجغرافية بأنه وفي نقاش مع المعنيين تبين بأنه سيتم وضع اليد على مساحة ليست بالهينة من الطريق وهو ما سيجعل من المرور إلى مساكنهم أمرا تعترضه إكراهات واقعية، لأن سور خط السكة الحديدية سيصبح أقرب إلى أبواب العمارات، مما سيحول دون مرور السيارات ومختلف المركبات وفي مقدمتها سيارات الإسعاف والوقاية المدنية في حال وقع حادث من الحوادث؟
وعدّد عدد من المتضررين أشكال الضرر المختلفة التي قد تنتج عن تفعيل القرار، على رأسها تهديد الأمن والسلامة، لأن وسائل النقل المختلفة لن يكون بمقدورها التدخل من هذا الجانب، فضلا عن تعذر نقل مرضى أو معدات وأغراض وأفرشة أو إخراجها من وإلى شققهم، وغيرها من الوسائل الأخرى التي سيصبح الولوج بها إلى مقرات سكنهم أمرا مستعصيا. وإلى جانب ذلك أوضح المعنيون في تصريحات للجريدة بأن منسوب الاهتزازات والضجيج المترتب عن مرور القطارات سيصبح أكثر قوة، مستغربين من ترخيص السلطات المعنية لبناء مشروع سكني يندرج ضمن السكن الاقتصادي في هذا المكان، دون استحضار للأوراش الكبرى المهيكلة التي يمكن القيام بها لاحقا.
وأبرز عدد من القاطنين الذين التحقوا للسكن بهذه المنطقة قبل سنوات قليلة، المفتقدة لكثير من التجهيزات، بأنه لو تم إخبارهم مسبقا بأنه سيكون هناك مشروع لتوسيع خط السكة الحديدية في هذه النقطة ما أقدموا على اقتناء شققهم، ولتفادوا الدخول في متاهات قد تعصف بطمأنينتهم وبالسكينة التي ينشدونها، لأن منهم من اقتنى الشقة وأدى واجبها كاملا بعد سنوات من الكد والشقاء، ومنهم من اضطر لطرق أبواب المؤسسات البنكية لأخذ قرض يدفع أقساطه كل شهر، مع الأخذ بعين الاعتبار المصاريف التي تم تخصيصها لإعادة إصلاح الشقق وإدخال تحسينات عليها وتجهيزها.
وشدّد عدد من المتضررين على أن السلطات المختصة بإمكانها بحث سبل توسيع خط السكة الحديدية من الجهة الأخرى التي تمر منها الطريق الرئيسية، والعمل على توسعتها بعد ذلك من الجانب بالآخر حيث توجد أراضي عارية يمكن التفاهم مع ملاكها لأجل استقطاع جزء منها في إطار المنفعة العامة عوض استهداف «البسطاء»، ومنهم أرامل ومسنين وأفراد أسر من محدودي الدخل، الذين عانوا الأمرّين لأجل اقتناء شقق بمساحات صغيرة ضمن السكن الاقتصادي لجعلها مستقرا لهم!
بسبب الأشغال المرتقب القيام بها لتوسيع خط السكة الحديدية .. «سلطات النواصر» تغلق «شرايين الحياة» أمام ساكنة الشطر الرابع من مجموعة ديار ياسر
الكاتب : وحيد مبارك
بتاريخ : 17/11/2025