تحت شعار: «البحث عن الذات المبدعة من خلال الممارسة السينمائية»، وبدعم من المركز السينمائي المغربي ووزارة الشباب والثقافة والتواصل وجمعية التربية والتنمية وجماعة ورززات وغيرها من المساهمين، افتتحت الدورة الثامنة لمهرجان القصبة للفيلم القصير بورزازات من 19 إلى 22 نونبر2025، بأنشطة صباحية تكوينية احتضنها المعهد المتخصص في مهن السينما، حيث انطلقت سلسلة من الورشات المهنية المؤطَّرة من طرف مبدعين وخبراء في الإخراج والتمثيل وتقنيات الصورة والمونتاج واللغة البصرية. حيث استدهف هذا الافتتاح التكويني تعزيز مهارات الطلبة والشباب المهتمين بالسينما، وتمكينهم من الاستفادة المباشرة من خبرة ضيوف المهرجان، في أجواء تجمع بين التعلم والممارسة داخل فضاء معرفي متخصص. كما شكلت هذه الورشات خطوة أولى في برنامج المهرجان، تمهيداً للعروض السينمائية والمسابقات الرسمية، وعمل المشرفون على تقديم جل التوضيحات عن أوراشهم وما تختزنه من تقنيات ومعلومات عن سير أشغالهم في إطار تحسيس الطلبة وضيوف المهرجان بأهمية الفعل الإبداعي وأفق الاشتغال في هذا المجال.
أما عشية نفس اليوم، بالمركب الثقافي محمد السادس بورززات، كان افتتاح المهرجان بأهازيج موسيقية في حضور فعالياته من مخرجين وممثلين ونقاد ومهتمين بالشأن السينمائي وجمهور من مدينة ورززات وخارجها من مختلف الفئات الاجتماعية التي دأبت على الحضور في هذه التظاهرة، ومن تقديم المنشطة كنزة دراز، ألقى السيد عمر نجا رئيس جمعية التربية والتنمية بورززات كلمة عن دورة هذا المهرجان، مرحبا بالفنانين والمشاركين في هذه الدورة وبالحضور المكثف لكل الفئات الاجتماعية، مشيرا إلى أهمية هذا المهرجان وما قد تركه كبصمة واضحة في تاريخ مدينة ورززات، وعلى أن هذا الحدث تزامن من حسن تدبير منظميه مع ثلاث مناسبات لها أهمية تاريخية ووجدانية في ذاكرة المغاربة، وهو الاحتفال بعيد المسيرة الخضراء وعيد الوحدة وعيد الاستقلال، حيث أن هذا الحدث مضيفا، بأنه لا يتعلق فقط بعرض الأفلام، بل رغبة في الاهتمام بهذا القطاع لأجل التنمية على أساس أن السينما لغة عالمية باعتبارها جسرا لتوطيد العلاقات مع العالم، مضيفا بأنه رغم بساطة الموارد، فإنه يملك من الرسالة والرؤية حسب قوله، ما يجعله موعدا متجددا للاحتفاء بالإبداع السينمائي، والمساهمة في بناء مشهد ثقافي محلي يعكس هوية ورزازات وتطلعات شبابها.
بعده تناول الكلمة مدير المهرجان محمد حافظي، معتبرا بأن هذه الدورة الثامنة لهذا المهرجان للفيلم القصير، رهان على إمكانيات الشباب المبدع، ورسالة تربوية وفنية في حد ذاتها، واحتفاء بالفيلم القصير الذي يعانق الحكاية من زوايا مختزلة.
كما أن هذا المهرجان مضيفا، بأنه يسعى لتبوء مكانته ضمن المشهد السينمائي الوطني. وركز كذلك بهذه المناسبة على دور وأهمية الأوراش. لتليه كلمة المدعوين الأفارقة، وتقديم شريط فيديو عن الدورة السابقة أي الدورة السابعة بعد ذلك.
كما تخلل هذا الحفل كإشارة، وصلة غنائية شاعرية باللغة الإنجليزية، نظمها شباب المدينة.
بينما في كلمة لرئيس جماعة ورززات أشار بدوره بأن دعم هذه الجماعة كان بسيطا مقارنة بهذا الفعل الفني في انتظار أن يكون الدعم القادم أكثر فعالية.
كما عرفت هذه الأمسية عرض ملابس سينمائية أشرفت على تأطير الورش المتعلق بها، الأستاذة أسماء والأستاذ يوسف بلقاس، حيث كانت هذه التصميمات تصب في العلاقة الموجودة بين رؤية إفريقية وأخرى أمازيغية مغربية. ولا ننسى بأن هذا المهرجان تخلله معرض للكتاب السينمائي أشرف عليه الأستاذ حسن بن عدادة أحد مرافقي المهرجانات السينمائية بالمغرب.
وبعد هذا، تم تقديم شريط فيديو قام فيه المخرج عز العرب العلوي المحرزي بالاعتذار عن عدم إمكانية حضوره للمهرجان جراء حادثة غير متوقعة، معلنا عن تضامنه مع أشغال هذا المهرجان، وقام بدوره السيناريست والناقد عزيز الحاكم بتقديم جوانب أساسية ومضيئة في تجربة مخرج الدورة عز العرب العلوي، مع إهداء المهرجان جائزة للمحتفى به في غيابه تسلمها الفنان الجيلالي بوجو، وتلتها كلمة للفنان هشام بهلول، لتختم هذه الأمسية الاحتفالية بتقديم لجن التحكيم، وعرض فيلم قصير للمخرج عز العرب العلوي موسوم ب «إزوران».