سُفنٌ تمضي وسُفنٌ تجيء

سفنٌ تمضي،
وسفنٌ تجيءُ،
على الريحِ سَلامٌ،
ومديحٌ
يُتْلى من فوق المزاريبِ،
ثمَّةَ عنادلُ
مترنِّحةٌ من الخدر المجنَّحِ.
لستُ أدري
مَنْ أفرغ الرُّمانةَ من الجرحِ
ودَعا السُّفنَ الجانحاتِ
إلى هذه الكأس؟
من أوقف الرَّاوي
في ذرْوةِ السَّردِ
قُبَيْلَ مَقتلِ البطلِ البارعِ
في التَّخفّي؟
طوبى لليابسة!
حين تضحك اللُّجَّةُ في وجه
الرَّاوي العابِسِ:
« كيف صنعتَ هذه الزُّجاجةَ
من أرَقِكْ؟
كيف ارتَويتَ دون شرابٍ
ووزَّعتَ ذخائرَ أيامك
دون ندمٍ؟»
هكذا نبَسَ الراوي،
دارت نواعيرُ السُّفنِ
حين أجْفل الماءُ،
وتحوَّلت رموشي
إلى مناديلَ من صوان.


الكاتب : عزيز لحصيني

  

بتاريخ : 28/11/2025