يواصل مناضلو النقابة الوطنية للصحة العمومية العضو في الفيدرالية الديمقراطية للشغل اعتصامهم المفتوح داخل مقر المعهد العالي للمهن التمريضية وتقنيات الصحة بمراكش، منذ 19 نونبر الجاري، في خطوة تصعيدية قررها المكتب الجهوي احتجاجاً على ما يعتبرونه أوضاعاً «متردية» يعيشها المعهد وقطاع الصحة بالجهة عموماً.
وتشير النقابة إلى أن قرار الاعتصام جاء نتيجة تراكم اختلالات خطيرة، في مقدمتها تهالك البنية التحتية للمعهد وافتقار فضاءاته للوسائل البيداغوجية الأساسية، إضافة إلى الاكتظاظ داخل الأقسام وغياب مرافق ضرورية كالمقصف المخصص للطلبة والأطر التربوية. كما تربط النقابة تحركها بما وصفته بـ»الانحراف المقلق» في تدبير الإدارة المركزية للقطاع، متهمة إياها بفقدان الحياد واعتماد «منطق المحاباة» في اتخاذ قرارات تنظيمية، من بينها ما تعتبره «تنقيلاً مشبوهاً» لإحدى المتصرفات نحو التنسيقية الجهوية لمؤسسة الحسن الثاني للأعمال الاجتماعية، في سياق قالت إنه يروم «الاستقطاب النقابي».
وفي خلفية هذا الاحتجاج، تسجل النقابة استمرار التوتر داخل المركز الاستشفائي الجهوي ابن زهر، الذي يعيش – وفق تعبيرها – «احتقاناً ممتداً منذ أكثر من سنة»، نتيجة تجاهل الإدارة المركزية لتقارير المفتشية العامة، بل و»مكافأة مسؤول سابق» رغم توثيق اختلالات وصفتها بـ»الخطيرة». كما تستنكر تعليمات مركزية قضت، حسب قولها، بنقل موظفي الإدارة إلى غرف استشفائية «تفتقر إلى شروط العمل اللائق».
وتوجه النقابة اتهامات لعدد من رؤساء الأقطاب التمريضية بمراكش والصويرة، معتبرة أنهم يمارسون «التضييق» على المناضلين عبر استفسارات «كيدية» وحرمان موظفين من رخصهم السنوية بسبب انتمائهم النقابي، فضلاً عن التأخر غير المبرر في صرف تعويضات الحراسة والبرامج الصحية على مستوى الجهة.
وتؤكد النقابة الوطنية للصحة العمومية أن اعتصامها سيستمر إلى حين الاستجابة لمطالبها، داعية وزارة الصحة إلى التدخل العاجل لمعالجة ما تصفه بـ»الاختلالات البنيوية» وضمان بيئة عمل وتأطير تحترم المعايير المهنية والحقوقية.