الفيفا تربك تحضيرات الفريق الوطني والمنتخبات الإفريقية لكأس الأمم

أثار الاتحاد الدولي لكرة القدم «فيفا» موجة من الجدل بين الأندية والمنتخبات الإفريقية بعد إعلان قرار جديد يخص لاعبي كأس أمم إفريقيا 2025. فقد كشف الإعلامي العالمي كيث داوني عبر شبكة سكاي سبورتس أن «الفيفا» قررت السماح للأندية الأوروبية بالاحتفاظ بلاعبيها المشاركين مع منتخباتهم في البطولة الإفريقية حتى منتصف دجنبر، بدلا من إجبارهم على مغادرة أنديتهم فور استدعائهم.
ويأتي هذا القرار في إطار منح الأندية مرونة أكبر خلال الموسم المحلي، خصوصا مع كثافة المباريات وضغط البطولات المتعددة، إذ يسعى الاتحاد الدولي لتقليل التأثير السلبي لإقامة كأس أمم إفريقيا في منتصف الموسم على فرق الدوري الأوروبية.
واعتبر الخبراء أن هذه الخطوة تمنح الأندية الأوروبية ميزة كبيرة، حيث يمكن للمدربين الاعتماد على نجومهم الرئيسيين خلال المباريات الحاسمة قبل انضمامهم لمنتخباتهم.
وأشار داوني إلى أن اللاعبين الأفارقة أصبحوا يمثلون عنصرا محوريا في الدوريات الأوروبية، حيث يلعب العديد منهم أدوارا أساسية في تشكيلات فرقهم. ومن أبرز هؤلاء اللاعبين، محمد صلاح نجم ليفربول الإنجليزي، الذي يعد من أبرز الوجوه الإفريقية في الدوري الإنجليزي، ويشكل مصدر قوة هجومية لفريقه. كما يبرز عمر مرموش لاعب مانشستر سيتي، وأشرف حكيمي الظهير الأيمن المغربي، الذي يلعب في باريس سان جيرمان، وبريان مبيومو المهاجم الكاميروني الذي انتقل مؤخرا إلى مانشستر يونايتد بعد تألقه اللافت مع برينتفورد.
ويؤكد الخبراء أن وجود هؤلاء اللاعبين ضمن صفوف أنديتهم حتى 15 دجنبر يمنح المدربين فرصة الاستفادة من خبراتهم التقنية والبدنية في المباريات المصيرية قبل انضمامهم لمنتخباتهم، ما يسهم في استقرار الفرق الأوروبية ويقلل الضغط على اللاعبين خلال الموسم.
لكن هذا القرار جاء بمثابة صدمة للمنتخبات الإفريقية، التي كانت تعتمد على تحضير لاعبيها قبل البطولة بشكل كامل.
ويعد المنتخب المغربي أبرز المتضررين، حيث يتشكل العمود الفقري للفريق من لاعبين محترفين في الدوريات الأوروبية والعربية، مثل أشرف حكيمي (باريس سان جيرمان)، ياسين بونو (الهلال السعودي)، سفيان أمرابط وعبد الصمد الزلزولي (ريال بيتيس الإسباني)، بلال الخنوس (شتوتغارت الألماني)، نايف أكرد (مارسيليا الفرنسي)، إلياس بن الصغير (ليفركوزن الألماني)، وإبراهيم دياز (ريال مدريد الإسباني) …
ويثير القرار الجديد قلق المدرب الوطني وليد الركراكي، قبل أيام قليلة من انطلاق البطولة التي ستقام في المغرب بين 21 ديسمبر 2025 و18 يناير 2026. فقد كانت هناك توقعات سابقة بأن «فيفا» قد يطالب الأندية بإطلاق لاعبيها قبل أسبوعين من انطلاق البطولة، مما يسمح للمنتخبات بالتدريب والاستعداد بشكل متكامل، لكن القرار الأخير منح الأندية الحق في الاحتفاظ باللاعبين حتى منتصف الشهر الجاري، أي قبل أيام قليلة فقط من بداية البطولة.
ويأتي هذا المستجد في وقت حساس، حيث يركز المنتخب المغربي على الفوز بالكأس للمرة الثانية في تاريخه، بعد اللقب التاريخي الذي حققه عام 1976 في دورة أديس أبابا، وهو ما يجعل أي اضطراب في التحضيرات يمثل تحديا كبيرا للفريق الوطني.
ويأمل الركراكي التوفيق بين الاستفادة من اللاعبين في أنديتهم الأوروبية والحفاظ على جاهزيتهم البدنية والتقنية قبل بداية المنافسات القارية.
من ناحية أخرى، يرى خبراء كرة القدم أن هذه الخطوة قد تؤثر على التوازن بين الدوريات الأوروبية والبطولات القارية، لكنها في الوقت نفسه تعكس تقديرا لدور اللاعبين الأفارقة في كرة القدم الأوروبية، وتؤكد أهميتهم في تشكيلات الأندية الكبرى، مما قد يشجع على تطوير التعاون بين الأندية والاتحادات الوطنية لتحقيق مصالح الطرفين.


الكاتب : إ – العماري

  

بتاريخ : 03/12/2025