جمعية انتقدت إشعارها بحصولها على هذا الاستحقاق قبل أن تصطدم بواقع مخالف خلال حفل التتويج .. المطالبة بفتح تحقيق حول معايير انتقاء الفائزين بالجائزة البيئية التي نظمتها وزارة الانتقال الطاقي

لم تتمكن جمعية بيرماريف للزراعة المستدامة بمنطقة الريف، من خلال أعضاء مكتبها المسير، استيعاب الوضعية التي وجدت نفسها فيها، بعد أن تم إشعار مسؤولي هذا الإطار الجمعوي المدني من طرف مصالح وزارة الانتقال الطاقي والتنمية المستدامة بكون الجمعية قد فازت بالجائزة التي تنظمها تشجيعا للعمل البيئي ودعما للمبادرات التي يتم القيام بها من طرف النسيج المدني، والتي تحمل اسم «جائزة الحسن الثاني» في صنف الجمعيات.
مردّ دهشة أعضاء الجمعية لم يكن بسبب خبر الفوز وإنما بفعل ما تلا إشعار المكتب بهذا المستجد ودعوة أعضائه بشكل رسمي لحضور حفل تتويج الفائزين الذي كان تاريخه هو الخميس 27 نونبر الفارط بمدينة الرباط من تفاصيل. وبالفعل فقد أعدّ الفاعلون المدنيون المنتمون لجمعية بيرماريف للزراعة المستدامة العدّة وقاموا بالترتيبات اللازمة وقطعوا المسافة الطويلة بكيلومتراتها من الحسيمة إلى العاصمة الإدارية، وتحديدا إلى مكان الحفل، للحضور والمشاركة في فعاليات هذا اللقاء، ولتسلم الجائزة، التي لها بعد رمزي ودلالي، باعتبارها ستساهم في تحفيز الفاعلين المدنيين على بذل المزيد الجهود والعطاء في هذا الإطار، أكثر من قيمتها المادية، لكن هناك سيكونون أمام مشهد «عبثي» حيث تم تسليم الجائزة لجمعية أخرى، وهي الخطوة التي جاءت مفاجئة لأعضاء الجمعية التي قيل بأنها استفادت رسميا ليجد ممثلوها أنفسهم أمام واقع آخر دون أي شرح أو تبرير، الأمر الذي جعلهم يطرحون علامات استفهام متعددة ظلت بدون أجوبة؟
وعلى إثر هذه الواقعة عقد مكتب الجمعية اجتماعا استثنائيا لمناقشة تفاصيل إقصاء إطارهم المدني من التتويج الذي كان مرتقبا، حيث تبين للمعنيين بالأمر بأن الجمعية قد اجتازت مرحلة الانتقاء وكانت ضمن لائحة المتوّجين، لكن وفي آخر لحظة تم استبدال اسمها، وفقا لما أكده بلاغ صادر عن «بيرماريف للزراعة المستدامة»، التي شددت من خلاله على إدانتها للتعامل الذي تعاملت به الوزارة معها، معبّرة في نفس الوقت عن استغرابها لعدم إفصاح الوزارة عن طبيعة المشاريع والبرامج التي أهّلت الجمعيات المتوّجة لنيل الجائزة سواء أثناء الحفل أو بعده، ونفس الأمر بالنسبة للمشاريع غير المتوّجة احترما لحق الفاعلين البيئيين وعموم المغاربة في المعلومة.
وانتقدت الجمعية البيئية تمكين إحدى الجمعيات من التتويج بالرغم من أنها، وحسب نفس البلاغ، تمارس أنشطة لا علاقة لها بالاستدامة البيئية، مشددة على أن انتقادها للوزارة وللمكلّفين بتدبير هذا الملف، لا يعني انتظارها لدعم أو اعتراف أو جائزة، لأنها وبكل بساطة فخورة بأعمالها البيئية التطوعية، وبنبل غاياتها، وبجهود أعضائها، وبالدعم القوي من طرف شركائها، وبالتعاون الواسع من طرف أصدقائها ومجتمعها المحلي، لكنها تطالب في المقابل بضرورة فتح تحقيق بخصوص الكيفية التي تم بها توزيع الجوائز المذكورة، مؤكدة احتفاظها لنفسها بحق اللجوء إلى كل الوسائل القانونية والمشروعة الكفيلة بردّ الاعتبار لها.


الكاتب : وحيد مبارك

  

بتاريخ : 04/12/2025

أخبار مرتبطة