مِهَادُ الفَرَاغ

1-الصَّرْدُ الأَحْمَرُ-
فِي غَابَاتِ حُزُونِي
تَفَيَّأْتُ، مِنْ دُوَيْحَاتِ الجَمِيزِ،
وَاحَةً،
وَتَحْتَ ظِلِّهَا الكَسِيرِ
لَبِثْتُ أَرَى، عَبْرَ بَرَاعِمِ
النَّوَاعِمِ
إِلَى وِشَاحِ السَّمَاءِ يُجَارِي الرِّيحِ
كَانَ،
وِطَفِقْتُ أَرْنُو إِلَى الغَرْقَدِ يُسَجِّي
مِهِادَ
الخَرَاب.
وَعَلَى إِيقَاعِ وَشْوَشَاتِ عَبِيرِ السَّرَى
تُرَاقِصُ خِصْلاَتِ الجَمِيزِ
كَانَ الصَّرْدُ الأحْمَرُ، مِنْ عَلَى فَنَنٍ،
يَشْدو
بِمَرْثَاةِ خِلاَّنٍ طَوَتْهُمْ لَذعَاتُ
الغِيَّاب
وَهُوَ يُشْرِعُ عَيْنَيْهِ
بَعِيداً،
صَوْبَ ضِفَافِ المَدَى،
بَعِيداً
إِلَى حَيْثُ انْثِيَالاَتِ
السَّرَاب..

2-وَمْضُ لَيْلَى
البَارِحَة،
قَبْلَ أَنْ تَتَلَوَّى أَشْرِعَةُ الأَصِيلِ،
بِارْتِجَافٍ مِثْلَ جَمْرِ التَنُّورِ،
نَاجَتْنِي سَيِّدَةُ الْهَوَى مُتَأَسِّيَةً:
كُلَّمَا انْصَرَمَ مِنْ غِلْسِي صَرِيمٌ،
انْسَابَ إِلَى مَرَافِئِ قَلْبِي وَمْضُ
طَيْف
كَيْمَا يَنْثُرَ قِصَصاً عَلَيَّ
وَحِكَايَاتٍ نَظِيرَ
الغُبَار،
ثُمَّ يَتَوَارَى بُرْهَةً
وَسَط تَجَاوِيفِ السُّكُونِ كَفَارِسِ
الغُوَّار
لِيَذَرَنِي أَسْبَحُ، وَاجِفَةً بِعَيْنَيَّ، فِي أَهْدَابِ
الفَرَاغ،
وَعَمِيقاً أُغْرَقُ،
أَغْرَقُ
فِي أَصْدَاءِ
الصَّيْف..


الكاتب : ناصر السوسي

  

بتاريخ : 05/12/2025