نشيد للوقت البائس

 

لا بَأْسَ
أَيّها الْوَقْتُ الثَّقيلُ الْمَقِيتُ الْمُفلسُ الْمُتَوَقِّفُ في سَخافَةِ هَذا الْخَواءِ ..
لا بَأْسَ
أَنْ تُضْرِمَ ثُلوجَكَ في رَميمي.. وَتَنْفَجِر حِمَماً بَيْضاء أَكْثَر طَهارَة مِنْ خُبْثِ مِزاجي اللّيْليّ الْأَكْثر عَدَما مِنْ مَنْفايَ ..
وَالْأَعْمَق لَوْلَبِياً مِنْ نَفَقٍ لا نِهائِيّ ..
لا بَأْسَ..
أَيُّها الْوَقْتُ الْمُزَيّفُ الثَّقيلُ وَأَنْتَ تَحْرِقُ الْمَراحِلَ في صَمْتٍ وَتُفرِغُ مَلامِحي مِنْ مِرْآةٍ إِلى مِرْآةٍ ..
وَالْمَرايا مُزَيَفَةٌ تَنْحازُ إلى شَرْخٍ في الرّوحِ.. وَلا تَدُلّني عَلَيَّ ..
أَنا الْكائِنُ الّذي نَفَخَ في الْأَشْياء البَئيسَةِ فانْتَفَضَتْ في وَجْهي ..
كَما لَوْ كُنْتُ أَرْتُقُ تَمَزّقات هَذا الْكَوْن الْآيل للسّقوطِ.
لا بأس
أيّها العُضالُ المُزْمِنُ فينا.


الكاتب : محمد اللغافي

  

بتاريخ : 19/12/2025