السينما كآلية لمكافحة التمييز تجاه ذوي الاحتياجات الخاصة

في إطار فعاليات مهرجان العالم العربي للفيلم التربوي القصير، نظمت ندوة فكرية وثقافية حول “السينما كآلية لمكافحة التمييز تجاه ذوي الاحتياجات الخاصة” بـأكاديمية الفنون الجميلة التابعة لمؤسسة مسجد الحسن الثاني، بمشاركة نخبة من الفاعلين والخبراء في مجالات الطفولة، الحقوق، الثقافة، التربية والسينما، وذلك في سياق تعزيز الوعي المجتمعي بدور الصورة والفن السابع في ترسيخ قيم الإدماج والمساواة.
وعرفت الندوة مشاركة نجاة زطاطي، مديرة وحدة حماية الطفولة، أخصائية اجتماعية وحقوقية ومكونة في العمل الاجتماعي، حيث تناولت في مداخلتها الإطار الحقوقي والقانوني للطفل في وضعية إعاقة، مبرزة المقتضيات القانونية التي يعتمدها المغرب لضمان حقوق هذه الفئة، خاصة في مجالات الترفيه، الثقافة والفنون. كما تطرقت إلى مظاهر التمييز التي قد يعيشها الطفل في وضعية إعاقة، مؤكدة على الدور المحوري لمؤسسات التنشئة الاجتماعية والمجتمع المدني في إنجاح الاندماج الاجتماعي، مع تقديم اقتراحات عملية وواقعية لتعزيزه.
من جانبه، قدم هشام عبقاري، مدير الفنون بوزارة الشباب والثقافة والتواصل – قطاع الثقافة، مداخلة تمحورت حول صورة الإعاقة في بعض الإنتاجات السينمائية، مستعرضا نماذج لأعمال فنية قدمت فيها الإعاقة بصورة إيجابية، سواء كعنصر تميز أو كمدخل لإبراز مواهب وقدرات كامنة. كما أشار إلى أفلام تُبرز أن الإعاقة ترتبط أساسا بصعوبة التكيف مع المحيط، وليس بالشخص في حد ذاته.
أما الدكتورة فاطمة الزهراء حجي، أستاذة ومدربة معتمدة في التنمية البشرية ومستشارة تربوية، فقد سلطت الضوء على قوة الصورة السينمائية في تشكيل الإدراك الجماعي، واعتبار السينما مرآة تعكس الواقع الخفي، مبرزة دورها العملي في دعم ذوي الاحتياجات الخاصة، وكذا سبل توظيفها داخل المؤسسات التعليمية كأداة بيداغوجية لترسيخ قيم الاختلاف والتقبل.
وخلصت الندوة إلى التأكيد على أن السينما تعد آلية فعالة لمحاربة الصور النمطية، وتعزيز ثقافة الحقوق، والمساهمة في بناء مجتمع أكثر إدماجًا وإنصافًا، خاصة تجاه الأطفال وذوي الاحتياجات الخاصة، مع الدعوة إلى مواصلة تنظيم مبادرات ثقافية وتربوية توظف الفن في خدمة القضايا الإنسانية.


بتاريخ : 22/12/2025