هل سبق الشّاعرالأندلسي الإسباني الكبير أنطونيو ماتشادو العقولَ الإلكترونية، والحواسيبَ المُتطوِّرة المُذهلة المنتشرة بيننا اليوم باختراعه عام 1925 بواسطة إحدى شخصيّاته الخيالية من بنات أفكاره، وشطحاته «ماكنة أو آلة لنظم الشّعر»؟!.
للكاتب المكسيكي «مَانويلْ دُورَانْ» مقال طريف حول أنطونيو ماتشادو يشير فيه أنّ هذا الشّاعرالذائع الصّيت قد سبق عصرَه،وتجاوز زمانَه، إذ تنبّأ بواسطة إختراعه العجيب هذا بما نراه نحن اليوم بيننا من إستعمالات عصرية واسعة للحواسيب،أوالعقول الالكترونية، والآلات الذكيّة التي تختزن كلَّ ألوان العلوم، وضروب المعارف الإنسانية، ومختلف أنواع أغراض الإبداع بما فى ذلك الشّعر!.
كان الكاتب البريطاني المثير للجدل « أوسكار وايلد» يقول حسب نظرية أرسطوطاليس القديمة :»إنّ الفنّ ليس هو الذي يقلد الطبيعة، بل العكس هو الصحيح». ويقدّم الكاتب «مانويل دوران» دليلاً على ذلك بتخيّل الشاعر أنطونيو ماتشادو أو إختراعه لآلة أو ماكنة تنظِم الشّعر، وهو يشرح لنا كيف تعمل هذه الماكنة وكيف تقرِض الشّعرَ في أسلوبٍ سلسٍ، مَرحٍ، وجذاب،إلاّ أنّ هذه الماكنة لم يكن لها وجود فى الواقع الملموس بقدر ما كانت قابعة في عقل الشّاعر، وفى خياله، وجميع القصائد التي ينسبها أنطونيو ماتشادو لماكنته الشعرية نظمها هو بنفسه ، ويشير «دُورَانْ» الى أنّ مثل هذا الشّاعرالكبيرالمُلهَم لم يكن في حاجةٍ في الواقع إلى أيّ آلة، أو ماكنة، أو جهاز لكتابة الشّعر، وهذه الفكرة في حدّ ذاتها،ووصف الشّاعر لهذه الماكنة قد أصبحا أمراً شبيهاً بالتكهّن أوإرهاصاً لإستقراء المستقبل .
الخيال عندما يغدُو حقيقة
«ماكنة النّظم أو « ماكنة الطرُوبار» (**) هذه التي تخيّلها الشاعر أنطونيو ماتشادو في وقت مبكّر قد أصبحت حقيقة ماثلة أمام أعيننا اليوم. وهكذا يستدلّ الكاتب «مانويل دوران» أنّ التكنولوجيا والتقدّم التقني فى عصرنا الحاضر إنّما عملا على تقليد الفنّ، فنّ ماتشادو في هذه الحالة، وهذا التطوّر التكنولوجي قدّم لنا بالفعل ماكنة لنظم الشّعر ،هذه المرّة ليس من باب السّخرية، أو التسلية، أو التسرّي، أو الدّعابة، أو المُزاح، أو الخيال كما فعل ماتشادو بل إنه أمسى على أيّامنا أمراً واقعياً، ملموساً، وقائماً بالفعل .
كان الشاعر أنطونيو ماتشادو فى الفترة المتراوحة بين (1928ـ 1930) يشعر بإنجذاب كبير نحوالإنشغال بكتابة الدّراسات، خاصّة الدّراسات الفلسفية ،إلاّ أنّه على الرّغم من تقدّمه، وتضلّعه في هذا المجال فإنّه ظلّ لصيقاً، مخلصاً، وثيق الصلة بجيله الأدبي ، و كان ماتشادو إبّانئذٍ يقترب من الفلسفة كمن يدنو من أرض ملغومة، فقد سبق له أن أصغى إلى «بِرْغسُون» في كوليج دي فرانس، وسبق له أن قرأ «كَانطْ» وفلاسفة آخرين كلاسيكيّين، إلاّ أنّه مع ذلك ظلّ نائيّاً عن متاهات الفلسفة المتشابكة ، وبعيداً عن تعقيداتها العويصة ،وبدلاً من الخوض في هذا السّبيل، فقد عمد ماتشادو إلى خلق ما أسماه ب «لعبة مُعقّدة «جديرة بأن تشكّل عنصراً مهمّاً من عناصر قصص الكاتب الأرجنتيني الذائع الصّيت خورخي لويس بورخيس، بل إنّه بخياله قد سبق حتى القصص البورخية نفسها، ولمواجهة هذه المسائل الفلسفية من منظور أدبي،أو نقدي، أو شعري بحث أو فكّر ماتشادو فى خلق (ماتشادو آخر) ، إلاّ أنّه أطلق على هذا الآخر إسم «أبِيلْ مَارتين»، وهذا الشّخص الثاني أو المُزدوج يخلق بدوره شخصاً آخر ينحدرمنه،أو يندّ ، أو ينسلخ عنه وقد أسماه «خوان دي مايرنيا (صوت الشاعر) ولهذا الأخير صديق آخرنعته ب « خورخي منيسيس» الذي بعد سنوات عديدة من الكدّ والجدّ، والتعب، والتفكير، والتأمّل، وإطلاق العنان للخيال أمكنه إختراع آلة أطلق عليها إسمَ «ماكنة الطروبار» وهي في شكل» رُوبُوتْ» بإمكانها كتابة الشّعر، لم تتوقف اللّعبة عند هذا الحدّ، بل إنّ ماتشادو قد لجأ إلى خلق إثنى عشر شخصاً آخرين ظلّوا حبيسي خيال الشّاعر وسجيني أوراقه. هؤلاء الأشخاص هم المكلّفون بكتابة ونظم، وتدوين الشّعر الذي يمليه أنطونيو ماتشادو بنفسه عليهم، و لكلّ واحد من هؤلاء شخصية معيّنة محدّدة لها مكان وزمان الولادة الخاصّة بها . لعبة ماتشادوالخيالية لها جانب آخر جدّي، وواقعي، وملموس فهو بواسطة شخصيّة «خوان دي مايرنيا» الآنف الذكر(صوت شيطانه الشعري،وعبقر إبداعه) يرى العالمَ ويتأمّل فلسفته، والشّعرعنده هو بمثابة بذرة الحياة ،وينبوعها الأوّل،وشلاّلها المنهمر المُنساب، وهو فوق ذلك كلّه الكلمة الأساسيّة في الزّمن .
الوجود والعدم
إشكاليتان شغلتا البشرية، وحيّرتا المُفكرين، وأذهلتا الفلاسفة وهما الوجود والعدم اللذان يشكّلان مشكلة فلسفيّة عويصة، كما يشكّل الزّمن هو الآخر في آنٍ واحد تجربة إنسانية ووجودية، وتجربة فلسفية أيضاً ، كلّ ذلك يتطلّب من «مايرنيا» تأمّل مشاكل العالم، والوجود، والعدم، والشعر، والأدب، والعلم، والمعرفة ، في حين أننا نجد «مينسيس» (مخترع ماكنة الشعر) الذي يقوم بدور الناقد الأدبي الحاذق، والمحلّل الإجتماعي الدؤوب يلقننا، ويفسّر لنا أنّ الشّعرَ ليس فنّاً هيّناً، أو سهلاً يسيراً، بل إنّه مسؤولية صعبة وعسيرة، ويشرح لنا – والحالة هذه- كيف أنّ الشّعرفي عالم اليوم يعيش أزمة حقيقية نظراً لبُعد الشّعراء عن مشاكل الحياة والمجتمع،ونأيهم عن مشاغل ومعاناة الناس ، وإيلاء ظهورهم للحقيقة، وإنغماسهم في فرديتهم وفي مشاكلهم الخاصّة.
و يعتقد منيسيس (ومعه ماتشادو) بطبيعة الحال،ومن باب تحصيل الحاصل أنّ الشّاعر اليوم قد فقد صلته بالجماهير والجموع ،والقرّاء، و ينبغي له تجاوز هذه الأزمة، والتغلّب عليها، وعليه فإنّ «ماكنة الطروبار» أو ماكنة الشّعر سوف تسهم في حلّ هذه الأزمة، ذلك أنّ هذه الماكنة هي جهاز حسّاس، بإمكانه تسجيل،بشكل موضوعي، الوضع الإنفعالي والعاطفي لجماعة من الناس، مثلما يسجّل تيرموميتر درجة الحرارة أو الضّغط الجوي أو ما أشبه !
لا يُخبرنا الشّاعرأنطونيو ماتشادو متى، وكيف، وأين تمّ برمجة هذه الماكنة،إلّا أنّ الأشعارَ، والكلمات التي تنتجها هي تشبه وتضاهي إلى حدّ كبير الأشعار، والأغاني الأندلسية التي يظهر فيها بجلاء تأثير المُوشّحات، والخرْجات ،والنّغمات العربية التي ظهرت، وإشتهرت،وإنتشرت، وتألقت إبّان الوجود الإسلامي فى الأندلس .كما يصف ماتشادو ماكنته الشّعرية بأنّها ديموقراطية جماهيرية وشعبية، وهي بمقدورها تسجيل حالات،وذبذبات إنفعالية بشرية قد تستعصي على الشّخص العادي، وهذه الماكنة يمكنها كذلك أن تشغل وتلهي الجموع والجماهير، بل والتعبيرعن مشاغلها و تطلّعاتها لحين ظهور شعراء جدد ذوي مقدرة حقيقية على قرض الشّعر،وإتقانه . وماتشادو عندما يصف ماكنته بأنّها «ديموقراطية وجماهيرية « فإنّه لا يقصد من قريب أو بعيد النظريات الروسيّة اللينينية،أو الستالينية فى هذا القبيل ، ففي المدّة المتراوحة بين عام (1928ـ 1930) لم تكن هذه النظريات قد تبلورت أو ظهرت بشكل واضح بعد ، كلّ ما في الأمر أنّ الشّعر الإسباني في هذه الفترة بالذات كان يمرّ بمرحلة خاصّة متأرجحاً بين الرّيبة والتشكّك، والبحث عن الذّات، ويفسرلنا ذلك الإبداعات الشّعرية الرّائدة والصّادحة للشّعراء أمثال بابلو نيرودا فى تشيلي، ورفائيل ألبرتي، وفيدركو غارسيا لوركا فى إسبانيا.
خُصوبة الشّعر وعُقم السّياسة
عندما إخترع الشّاعرأنطونيو ماتشادو ماكنته الشعرية إنما كان يسعى من وراء ذلك إلى إيجاد لغة شعبية سهلة، ميسّرة، ومبسّطة بعيدة عن التعالي، والتعقيد، والغموض ، قريبة من لاوعي الشعب، ومن التيّارات السّوريالية التي كانت فى أوجها في ذلك الوقت ، ومنتشرة بين الشّعراء الطليعيين فى مختلف أرجاء المعمور، بل إنّ ماكنة ماتشادو قد حقّقت غاية سورياليّة واضحة، وهي أنّ الشعر ينبغي أن يكتب من طرف الجميع وليس من طرف شخص واحد ،أيّ أن يكون صوته جهوريّاً ،مدوّيّاً، صاخباً، وليس خافتاً، صامتاً،هامداً،وهو ما ذهب إليه فيما بعد الشّاعر المكسيكي الكبير الرّاحل « خُوسِيه باشيكو» فى قصيدته التي تحمل عنوان:» القارئ والقصيدة» التي نقلتُها إلى لغة الضّاد منذ سنوات بعيدة خلت،وهي مُدرجة فى كتابي الأنطولوجيا ( حَجَر الشّمس .. ثلاثون قصيدة من الشّعرالأمريكيّ اللاّتينيّ المعاصر) الصّادر بالقاهرة عن المجلس الأعلى للثقافة ،المشروع القومي للترجمة عام 2000 . إلاّ أنّ أكبر مفاجأة تباغتنا بها هذه الماكنة الشعرية هي أنّ هذه الآلة العصرية المتطوّرة تقدّم لنا في الأخير نتاجاً شعرياً غيرَعصري، بل إنّه نتاج تقليدي وشعبيّ، أصيليّ، ومتوارث. ثمّ إنّ هذه الماكنة الشعرية تحاول مع ذلك مسايرة التطوّرالحتمي الذي يعرفه الشّعر، حيث كان الشّعراء يلجأون إلى تبسيط، وتيسير، وتهذيب، وتنقية، وغربلة أساليبهم نظراً لطغيان السياسة عليهم في ذلك الوقت مثلما هوعليه الشأن بالنسبة لنيرودا وألبرتي على وجه الخصوص .
هذا الإتّجاه لتبسيط الشّعر، وتيسيره هو الذي سيسُود بالفعل بعد الحرب الأهلية الإسبانية (التي إندلعت 1936 وحطّت أوزارها 1939) ويظهر هذا الإتّجاه بالخصوص لدى بعض الشّعراء منهم «غابرييل سيلايا»و»بلاس دي أوتيرُو» إلاّ أنّ أشعار هذين الشّاعرين وسواهما من الشّعراء لم تدرك مستوى، ولا رقّة، ولا عذوبة،ولا خصوبة، ولا سهولة أشعار ماكنة ماتشادو، فضلاً عن ميزتها الجماعية وصفتها الغنائيّة الليريكيّة .
إنّ الآلات، أو الماكنات، أوالأسطوانات الحقيقية، أو الأقراص المُدمجة المنتشرة اليوم بيننا على أوسع نطاق تفوق ماكنة ماتشادو فقط بكونها موجودة بالفعل، بخلاف ماكنة الشّاعرالأندلسي العالمي ماتشادو التي لم يكن لها وجود سوى في مخيلته، وإنّ» ماكنات» أو أقراص اليوم العصرية المتطوّرة على الرّغم من رونقها، و جمالها، وبهائها فهي أقراص جامدة،هامدة تكرّر بشكلٍ رتيب أشعاراً ركيكة مُسجّلة،ومَحمولة ، في حين كانت أشعار ماكنة الشاعر ماتشادو تنبضُ بالحياة، وتتفجّر بالإبداع المتجدّد، والعطاء المتدفّق العميق . ماكنة ماتشادو حتّى وإن لم يكن لها وجود فعلي، ملموس في الواقع فهي مع ذلك تعكس أعمقَ المشاعر الإنسانية، وأرقّها، وأعذبها، وأنبلها، وأرقاها .إنّها فى آخر المَطاف مرآة ناصعة،ساطعة ذات وجهين إثنين، وجه مرح،جَذِل، وتفاؤلي، ووجه آخر حزين،كئيب وتشاؤمي .
ثلاث قصائد
من أشعار مَاتْشَادُو***
تماشياً مع هذا الزّخم الشعري المتدفّق الذي تقذفه لنا هذه الماكنة الجامدة، أدرج فيما يلي نماذجَ من أشعار مبدعها الشاعر» أنطونيوماتشادو» الذي لابدّ أنّه قد أدخلها فى تجاويف،وميازيب،وفوهات ماكنته الشعريّة السحريّة العجيبة التي داعبت،ودغدغت خياله، وحيّرت خيالَ معاصريه من الشّعراء والقرّاء ، إنه يقول فى قصيدة له تحت عنوان : «الوادي الكبير»، الذي ما يزال يشقّ تضاريسَ الأراضي الأندلسيّة ،وما فتئ يحمل إسمَه العربيَّ القديمَ حتّى اليوم :
ألم ترَ سلسلة جبال كَاسُورْلاَ / حيثُ يولدُ الوادي الكبير / بين الحِجارة قطرةً، قطرة / هكذا تتولّد أغنيّة / مثل هذا النّهر / المُنساب نحوَ قرطبة / ثمّ صوبَ إشبيلية / وأخيراً يضيع فى اليمّ الزّاخرِ العميق .
ويقول «فى رثاء شاعر صديق» :
آه ، نعم، إحملوا يا أصدقائي/جثمانَه إلى الآكام الشّاهقة/إلى الجبال الزّرقاء/إلى سهل «وادي الرَّحْمَه « /بين الوِهَاد المُنخفضة / وأشجار الصّنوبر الخضراء / وغناء الريّاح /ليرتاحَ قلبُه / تحت شجرةِ بلّوط عتيقة / فى أرضٍ /تلهو فيها/فراشاتٌ مُذهّبة .
وفى قصيدته الشّهيرة «الدّفلى» يقول متباهياً بأصوله العربيّة:
أنا مثل هؤلاء القوم / الذين إلى أرضي/ قَدِمُوا ، / أنا من أرُومة مَحتدِ / المغاربة الأقحَاح / أصدقاء الشّمس /منذ أقدمِ العُهود ،/ الذين ظفِرُوا بكلِّ شئ / والذين خَسِرُوا كلَّ شئ / لي روحٌ من سُنبلِ الطِّيب / رُوح العربيِّ الإسبانيّ .
(*) كاتب ودبلوماسي من المغرب،عضو الأكاديمية الإسبانية- الأمريكية للآداب والعلوم- بوغوطا- (كولومبيا)
(**) تجدر الإشارة فى هذا الشأن أنّ الإسم الذي وضعه أنطونيو ماتشادو لماكنته الشعرية التي تخيّلها هو»ماكنة الطرُوبار» ولا شكّ أنّه إسم مُستوحىً من مُصطلح «الطروبَادُور» فقد إشتهرت في أوربّا فِرَقٌ كانت تهيم على نفسها وهي تؤدّي نغمات موسيقية وشعرية معروفة بفِرَق الطروبادور التي يرى بعض الدارسين أنه من المرجّح أن يكون أصلها من اللغة العربية وهي فِرق (دُور الطَّرَب) (كُتبت مقلوبة حسب الصّيغ المُستعملة فى اللغات الأوربية التي يسبق فيها النّعت المنعوت) هذه الفرق كانت تجُول في إسبانيا و جنوب فرنسا في القرن العاشر. ويؤكّد المُستشرق «كليمان هوارث» أنّ سكّان الأندلس على إختلاف أجناسهم كانوا أساتذة الطروبادور في فنون القوافي والأوزان الشعرية، ويرجع الفضل للموسيقييّن العرب، وغير العرب فى الأندلس في نقل الأسلوب العربي في الوزن الشّعري والإيقاع الموسيقيّ إلى أوروبّا عبر جنوب شرق فرنسا من خلال أغاني الشّعراء المتجوّلين ( الطروبادور) لتغيير أسلوب الشّعر والموسيقىَ الأوروبية إلى أسلوب عصري متطوّر.
(***) القصائد الثلاث من ترجمة صاحب المقال عن اللغة الإسبانية،وهي مُدرجة كذلك ضمن أنطلوجيته الشّعريّة حول الشّعر الأمريكي اللاّتيني المعاصر»حَجَر الشّمس» المُشار إليها أعلاه.