إيديا حبيبتي، اغفري لهم!
عبد الحميد جماهري hamidjmahri@yahoo.fr
أعلينا يا…إلهي
أن ننأى في الأرض،
في شرق الشرق لكي نكون أقرب
إليك..؟
يموت أطفالنا في الطرقات..
بسبب الشمس
وبعض العقارب..
بسبب الضوء الزائد عن الصحة
ونقص في الدقة …
والآخرون؟
هنا من هذه الطريق سيمرون
وسيلتقطون الصور الجميلة لأطفالهم
مع الزهور
مع سكاكر الطفولة
هنا، ستشرق عليهم الشمس
وهم أحياء
وستغرب في الصور..
المعدة بالـ»سمارتفون« للذكريات..
قربهم
ووراءهم سيبدأ الأفق
من حقول شقائق النعمان..
وسيَمُدّ الغسق قميصا
طويلا
أو كفنا مريحا
لكاميرات السياح.
..
هنا لن يتعرفوا على روح بلا شاهدة
ولن يتعرفوا على الزفير الأخير لـ»إيديا«
وهي ترحل بلا ضوء في عينيها..
ولا ابتسامة توديع للممرضة
الملاك!
يا رب احفظ أطفالهم
كلهم
يا رب..
يا رب اترك لنا..
تنغير
وماجاورها
واترك لنا الراشيدية..
وانفكو.. لكي نضمن مكانا لموتنا
يا الهي
ويعرف الملاك عناويننا..
زد في عذاب الضمير
يا رب
وارفعنا إلى مازوشية الصوفية
والمسيحيين المعذبين بالجسد
والعتاة الهندوس..
مبارك فينا من يشعر أن »إيديا«
ماتت بين يديه..
ويرفع الجثمان الصغير في الهواء ويصرخ:
رب أنت تعرف
بأنها موؤودة عصرها
وأنها ستدفن في الهواء
وفي السماء
وفي الصراخ..
مبارك من يشعر بأن خطيئته أكبر من غيره
وهو يودعها على صلاة الغياب..
ويودعها ميتة
ويدفن نفسه
في التراب..
ومن يرى أنه أكثر خطية من غيره
مبارك من ينسى أنه حي
لأنها ميتة..
بسبب نقص في الطريق؟
بسبب نقص في الوسيلة؟
بسبب نقص في الصواب
في البلاد
في الحقيقة..
مبارك من يعرف أن فينا رحلة
الشرق ..
والمستشفيات
وأنا نموت بقليل من الهواء
بقليل من الدواء
وأنْ لا حاجة للحرب..
كي يموت طفل من فيض
في
الغباء..
هيء لنا
من موتنا رشدا…
لكي لا نغضب
ولكي لا نفزع ..
منذ الآن
من ارتجاج في الدماغ
ولا كسر في الضلوع
ولا نزيف …. دستوري في القرى!
إيديا حبيبتي، اغفري لهم!
فهم لا يعلمون بأن الموت ممكن..
في الراشيدية
وفي تنغير..
واغفري لهم لأن الدقة
لا تنقصهم في …
معرفة خارطة القبور!
الكاتب : عبد الحميد جماهري hamidjmahri@yahoo.fr - بتاريخ : 17/04/2017