بالصدى … المغرب ـ إفريقيا .. مشروع للحياة
وحيد مبارك
تحتضن اليوم الاثنين وغدا الثلاثاء مدينة الدارالبيضاء، حدثا نوعيا على المستوى الصحي، والذي يندرج في إطار الشراكة جنوب ـ جنوب، باستقبالها لـ 15 وزيرا للصحة يمثلون رسميا دولهم الإفريقية، فضلا عن ممثلين لـ 29 دولة، قرروا الانخراط بشكل تلقائي وعن اقتناع في مشروع يقود من خلاله بلدنا المغرب، مبادرة تطوير شراكة دوائية.
حدث هو الأول من نوعه باعتباره يختلف عن مبادرات سابقة، ظلت مقتصرة على تمثيليات بعينها، رسميا بالأساس، إذ ستعرف هذه التظاهرة المنعقدة تحت الرعاية الملكية السامية، مشاركة ممثلين للدوائر الرسمية، والأطر الصناعية والفاعلين في الشأن الصحي، وعموم المهتمين، من أجل تشخيص الوضعية الصحية على صعيد البلدان المشاركة، والعمل على إصدار توصيات تنكب على دراسة أجرأتها وتفعيل خلاصاتها ميدانيا لجن للمتابعة، حتى لايكون اللقاء حدثا استهلاكيا تنتهي آفاقه باختتام فعالياته.
التظاهرة التي قامت مختبرات الصناعة الدوائية «غالينيكا»، بمجهود جوهري وليس بالهيّن من أجل تفعيلها، ما كانت لترى النور لولا المساهمة الأساسية كذلك، للسفير فوق العادة لسفارة جمهورية إفريقيا الوسطى لدى المغرب العربي الكبير، والمفوض عميد السلك الدبلوماسي، السيد نيماغا إسماعيل، الذي حين تم الإعلان عن موعد الحدث وبعض من تفاصيله قبل أيام، خلال ندوة صحافية، كان يتحدث بلغة تتجاوز ما هو رسمي إلى ما هو أبعد، وتحديدا إلى ما هو إنساني، تحت رقابة «المسؤولية الدبلوماسية» في بعض مناحيها، وهو يبسط أمثلة هي عناوين على الأمل في غد أفضل لدول القارة الإفريقية، والمعول على المغرب والخبرات المغربية لكي تقوم بدور محوري للوصول إليه وتحقيق الأهداف المنشودة. حديث لم يخف بعضا من الحسرة والألم على عدم الوقوف سابقا على مؤهلات مغربية في المجال الصحي، وعدم استثمارها قبل مدة، مع مايعني ذلك من إهدار للعامل الزمني الذي كان من الممكن أن يساهم في قطع أشواط طويلة قبل اليوم، إذ بسط الدبلوماسي الإفريقي، بعضا من نماذج العلاقات غير «العادلة» التي تربط عددا من الدول الإفريقية بدول الضفة الأخرى، وتحدث بألم عن فقدان أشخاص تعرضوا لطوارئ صحّية، وآخرين أمكن إنقاذهم أو على الأقل منحهم فسحة زمنية أخرى للاستمرار في الحياة بفضل الكفاءة والخبرة الطبية المغربية، مشددا على أن تنمية الشأن الصحي بات اليوم شأنا مشتركا، للقطع مع عدد من الاختلالات والاستفادة من الأطر المغربية، بالقطاعين العام والخاص، وكل الكفاءات، مؤكدا على أن القارة الإفريقية يجب أن تشتغل بنفس وحدوي جمعي على صعيد مختلف القضايا والقطاعات.
حديث فخامة السفير فوق العادة، «نيماغا اسماعيل»، لم يكن مجرد كلام عابر، بل كان اختزالا لمجموعة من الرسائل، التي لم تخل من نبرة اعتزاز وتقدير، وهو مايجعل ثقل وجسامة المسؤولية أكبر، هذا الثقل الذي وجب على الجميع استحضار كلفته، وتبعاته، حتى يكون المغرب، ومن خلال ممثليه والناطقين باسمه من مختلف المحافل والمشارب، في مستوى الآمال المعقودة عليه والانتظارات المعلّقة عليه، بالنظر إلى أن شراكة من هذا القبيل، هي لاتقف عند حدود أفق سياسي، أو نفس اقتصادي استثماري، قد ينظر إليه البعض بنظرة السوق المبنية على ثنائية الربح المادي والخسارة، بل هي تتجاوزه إلى ماهو أبعد من ذلك بكثير، بالنظر إلى أن خطوة مماثلة هي عنوان على مشروع للحياة، في بعدها الشمولي الجمعي، البعيد كل البعد عن كل ما هو ذاتي فرداني.
الكاتب : وحيد مبارك - بتاريخ : 17/04/2017