بالمباشر: عفوا ليبيا.. تنحي جانبا عن طريقنا!

عزيز بلبودالي

لا تراجع، ولا تساهل، ولا شيء غير الفوز، اليوم يوم فريقنا الوطني، وليبيا اليوم، مثلها مثل المنتخبات الأخرى التي انتزعنا من أمامها بطاقات التأهل لهذا الدور نصف النهائي.
لن نقبل بغير التأهل إلى مباراة النهاية، حتى لو كان خصمنا اليوم منتخب ليبيا الشقيق.. عفوا ليبيا.. تنحي جانبا عن طريقنا!
كنتم في طريق غير طريقنا، فحظيتم بدعم جماهيرنا ودفئها في طنجة، وفي أكادير، ولكنكم لن تنالوا، أكيد، تلك الحظوة اليوم في المركب الرياضي محمد الخامس.. للأسف، اليوم تقفون في طريقنا.. تقفون أمام طموحنا وحلمنا نحو إحراز الكأس الإفريقية.. تقفون أمام عزيمتنا ونحن المتمسكون بها.. لن نقبل بغير الفوز وبغير التأهل للنهاية وبغير إحراز اللقب.
صحيح، أنتم الشقيق والأخ وأنتم الضيف الكريم، لكنه يوم للتاريخ، ولن نتنازل أبدا عن تدوين لحظتنا اليوم في سجلاته.
أنتم الضيف العزيز، بل أنتم أصحاب الدار، وقديما قالوا: « الضيف ما يتشرط، ومول الدار ما يفرط»، ونحن لن نفرط في نتيجة الفوز اليوم، كما لم نفرط في حسن استضافتكم وحسن تشجيعكم وحماس جمهورنا في مؤازرتكم في كل المباريات السابقة التي لعبتموها.
لم تبخل عليكم جماهيرنا في كل تلك المباريات بالتشجيع وبالمساندة، بل كان الجمهور المغربي الرقم 12 بحق، وهو يدفعكم إلى تحقيق الفوز، ولعلكم شعرتم بدفئه في المدرجات، واسألوا مدرب منتخبكم الذي أقر بدور جمهورنا حين صرح لوسائل الإعلام أنه يدين بالشيء الكثير للجمهور المغربي الذي ساند منتخب ليبيا طيلة دقائق المباراة، مؤكدا في كل تصريحاته، أن لاعبي فريقه شعروا بدفء المدرجات منذ بداية البطولة وأحسوا بأنهم يجرون المواجهة في ليبيا بفضل المساندة المطلقة للجمهور الطنجاوي وتشجيعه للمنتخب الليبي، مبديا سعادته بحفاوة الاستقبال التي خصصها المنظمون للبعثة الليبية، والمساندة التي يجدها من المواطنين المغاربة خلال تنقلات المنتخب بين فندق الإقامة وملعب التداريب، مضيفا أنه لم يشعر أنهم يلعبون خارج الديار الليبية.. «الجمهور المغربي لعب دورا كبيرا في وصولنا لدور نصف النهائي ..» كما قال إنه يود أن يعبر عن شكره وامتنانه للمغاربة..»جمهور رائع وملعب رائع وتنظيم مثالي».
نعرف أنها مجرد مباراة في كرة القدم، وأن ما يجمع البلدين المغرب وليبيا من علاقات أخوة وروابط تاريخية لأهم من مباراة رياضية، لكن، مرة أخرى، نكررها، عفوا ليبيا.. تنحي جانبا عن طريقنا !
نعرف أيضا أنكم فريق منظم، لاعبوه يجيدون التعامل مع الكرة، ولديهم حوافز نفسية ومعنوية تجعل المستحيل ممكنا، وأكدتم ذلك قبل بداية هذه البطولة وخلال التصفيات المؤهلة لها حين أزحتم منتخب الجزائر عن طريقكم.. بل وقبل هذا الموعد بأربع سنوات، في 2014 بالتحديد، حين عدتم من جنوب إفريقيا أبطالا حاملين لقب النسخة الثالثة «للشان».
نعرفكم كما تعرفوننا، وأكيد تعرفون أننا الأقوى في هذه البطولة، ولاعبونا يجيدون التعامل مع الكرة بأحسن الأساليب وأنجعها، ولديهم أقوى الحوافز النفسية والمعنوية وهم أصحاب الأرض وأبناء الكرة المغربية التي تستعد للمشاركة في مونديال روسيا الصيف القادم…وهم من سيحتضنهم، بكل تأكيد، دفء مدرجات مركب محمد الخامس، وهم من سيحظون بتشجيع ودعم ومؤازرة الآلاف من الجمهور المغربي..
نمتلك مقومات الفريق البطل.. وطريقنا ممدودة لمباراة النهاية والتتويج لن يغادر أرضنا.. عفوا، أنتم الإخوة الأشقاء، وبكل روح رياضية سنزيحكم اليوم عن طريقنا..
ليبيا أو السودان أو نيجيريا، أنتم الضيوف الكرام، ونحن أصحاب الأرض وأصحاب الكأس..
عفوا ليبيا.. تنحي جانبا عن طريقنا!

الكاتب : عزيز بلبودالي - بتاريخ : 31/01/2018