أربعة على أربعة
عزيز بلبودالي
وفعلتها أنديتنا الوطنية، الوداد، الرجاء، نهضة بركان والدفاع الحسني الجديدي، وحققت العلامة الكاملة، أربعة على أربعة في المنافسات الإفريقية.
الوداد فعل الأهم في مباراة الذهاب ونال بطاقة التأهل في الإياب بالرغم من الهزيمة بهدفين افتقد معها التأهل شيئا من الحلاوة، ومع ذلك يبقى للمرور إلى دور المجموعات طعم جميل لا يقاوم.
هو الطعم بحلاوته الكاملة تذوقناه، ونحن نستمتع بتأهل الرجاء وبركان ثم الجديدة. الرجاء بعد تعادل صادم في الدارالبيضاء، عاد ليذكر المتتبعين بأنه فريق المستحيلات، وبأنه الفريق الذي لا يمكن إسقاطه من الحسابات… الرجاء الظاهرة بامتياز، والواجب والواقع يقتضيان منا توجيه كل الشكر وكل الامتنان وكل التحية للاعبين وللجمهور الذين تجاوزوا، بكل شجاعة وبكل عشق لقميص الفريق، المشاكل والإكراهات وراحوا هناك إلى موريتانيا ليعلنوا بل وليذكرونا أنهم الأسياد وأنهم قادرون على صنع كل ما هو غير متوقع .
نهضة بركان، البرتقالة الجميلة، وهل هناك أحلى منك يا برتقالة بركان !؟ النهضة سافرت لتونس لتؤكد أن الانتصار في الذهاب لم يكن صدفة، بقدر ما كان التوفيق نتيجة لثمار العمل التقني والإداري الممتاز الذي يتم في محيط الفريق، وفعلها الهداف أيوب الكعبي الذي سجل في قلب رادس مرسلا تطميناته للناخب الوطني هيرفي رونار بأنه لم يكن يحتاج لمن يتوسط له وأن رونار لم يجانب الصواب وهو يوجه له الدعوة ليكون ضمن كبار أسود الأطلس.
وأخيرا جاء الرابع، الدفاع الذي دافع باستماتة عن سيادتنا على العرش الكروي الإفريقي، ولم يكتف بهدف السبق الذي حمله معه في حقيبة السفر، بل راح هناك إلى الكونغو ليوقع على هدفين وزنهما من ذهب.
فريق الوداد البيضاوي انتقل إذن لدور المجموعات في مسابقة عصبة الأبطال الإفريقية، مزيحا مضيفه «ويليامسفيلي أثلتيك الإيفواري».
الوداد، حامل لقب المسابقة، مطالب الآن بإعادة شحن بطارياته لمواجهة القادم الذي لن يكون سهلا بكل تأكيد.
وفي كأس الكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم، كل الأمل في أن يخرج فريق الرجاء البيضاوي من قوقعة المشاكل وتستقيم أحواله، حتى يبصم، كما عودنا على ذلك في ما مضى، على أحسن العروض وأفضل النتائج.
فريق نهضة بركان، المفاجأة السارة الكبيرة، عليه أن يستثمر إنجازه الذي حققه بعد فوزه على مضيفه النادي الإفريقي التونسي بهدف للاشيء بالملعب الأولمبي برادس، على الشكل الإيجابي، وعليه أن يدرك أنه مطالب بمضاعفة الجهود لأن القادم لن يكون مريحا.
أما فريق الدفاع الحسني الجديدي، فيتوفر على كل مقومات النجاح باستثناء واحد، غريب جدا، ويتعلق الأمر بهذا النفور غير المبرر لجمهوره من ملعب «العبدي» بل ومن كل الملاعب التي يحضرها الفريق الدكالي، الدفاع فريق متكامل يقدم كرة جميلة وفعالة، ولا يعاني من أية مشاكل، سوى قساوة بعد جمهوره عنه وعليه، الجمهور الدكالي مطالب اليوم بدعم فريقه، وهي فرصته في معاينة فريقه ينافس بقوة محليا وقاريا.
أخيرا، نعود لنتذكر بأن الكرة المغربية تسير في خط تصاعدي وحققت منذ السنة الماضية إنجازات عديدة تؤكد ذلك قاريا ودوليا. والأكيد، أننا بدأنا نلمس ونعاين أن أنديتنا الوطنية انطلقت في مواكبة التطور الذي حصل على مستوى النخبة الوطنية وكذا على مستوى عمل الجامعة، على الأقل، هي نقطة إيجابية تحسب لأنديتنا على المستوى التقني وتحقيق أفضل النتائج، في انتظار مواكبتها لعصرنة التسيير الهيكلي والإداري، وتحقيق تلك القفزة النوعية على مستوى المقاربة الإدارية والتسييرية والهيكلة المالية.
تقنيا إذن، نقول هنيئا لأنديتنا الأربعة التي حققت العلامة الكاملة، أربعة على أربعة، وهنيئا بامتياز للتأهل الذي ساهم فيه مدربان مغربيان، منير الجعواني بالنسبة لنهضة بركان، وعبدالرحيم طاليب بالنسبة للدفاع الحسني الجديدي.
الكاتب : عزيز بلبودالي - بتاريخ : 20/03/2018