مع الانتهاء من عملية الحصاد وما تقتضيه من كد ومثابرة ، وفي ظل بروز مؤشرات تدعو إلى التفاؤل بموسم فلاحي جيد ، يجد الفلاح ، في العديد من المناطق المغربية ، نفسه يستقبل أولى أيام فصل الصيف ، بإحساس يطبعه الارتياح والابتهاج على خلفية كون منتوج الأرض ، من حبوب و قطاني و فواكه وخضروات… ، أضحى متواجدا بمختلف الأسواق والفضاءات التجارية التي يقصدها المتسوقون فرادى وجماعات. ارتياح تترجمه ، عادة ، إقامة مواسم بجل الأقاليم ذات الأراضي المعروفة بخصوبتها ومردوديتها الفلاحية الجيدة كما هو حال منطقة اولاد زيدان – المذاكرة الشاوية، التي شهدت ، السبت المنصرم، 30 يوليوز 2018 ، انطلاق موسمها على وقع تجديد اللقاء بين أبناء المنطقة وزوارها القادمين من مختلف المدن والجهات.
موسم عنوانه الأبرز تنظيم حفلات يحضرها الصغار والكبار للتمتع ، أساسا ، بمشاهدة فن “التبوريدة “، الذي يعتبر علامة مميزة لهذه الاحتفالات.
وتشير المراجع التاريخية إلى أن فنون التبوريدة تعود إلى القرن الخامس عشر الميلادي، ووترتبط تسميتها ب”البارود ” الذي تطلقه البنادق أثناء استعراض “السربات”،
التي تتعدد تسمياتها “الفانتازيا ، الخيالة ، الباردية ، أصحاب البارود، لكن تبقى محافظة على مكانتها المميزة بين أبناء المنطقة المعنية بهذا التراث الذي تجتهد الأجيال المتعاقبة من أجل الحفاظ عليه وحمايته من الإندثار.
وبخصوص موسم اولاد زيدان، فهو يعرف حضور عدد من الفرسان ذوي الخبرة من أمثال المقدم الريحي يوسف والقرطاوي محمد ، والذين يعتبرون “التبوريدة موروثا ذا مرجعية تاريخية ثرية لابد من تضافر جهود مختلف الجهات المعنية ، محليا ومركزيا ، لضمان استمراريته ، علما بأن مثل هذه المواسم تعد فرصة سنوية لتجديد التواصل بين أبناء المنطقة ، خاصة منهم الذين غادروها بسبب الظروف المهنية، حيث يعودون إليها خلال عطلة الصيف برفقة أبنائهم على أمل تعريفهم بتراث البلد الغني والمتعدد”.