يثير النقاش في نهاية كل سنة دراسية: «محضر الخروج» .. إجراء إداري يثير «حفيظة» المدرسين ومطالبة بالتوقيع الالكتروني

في نهاية كل سنة دراسية، يتجدد الحديث عن توقيع محاضر الخروج بالنسبة لهيأة التدريس، فهو إجراء إداري روتيني قد يبدو بسيطا، لكنه يحمل في طياته الكثير من المعاناة لبعض الأساتذة الذين يشتغلون في مناطق بعيدة جدا عن مقر سكناهم ، والذين يتساءلون عن الجدوى من تأخير موعد التوقيع، مقترحين التوقيع مباشرة عقب الانتهاء من إجراء الامتحانات، أو بعد تسليم النتائج للتلاميذ، بدل التواريخ المقررة من طرف وزارة التربية الوطنية ، وهذه السنة ، حسب مقرر وزير التربية الوطنية المنظم للسنة الدراسية 2018/2017 ، فإن محضر الخروج  يتم توقيعه يوم الثلاثاء 10 يوليوز 2018 بالنسبة لأساتذة التعليم الابتدائي والإعدادي غير المكلفين بمهام ، فيما يتم توقيع أساتذة التعليم الثانوي التأهيلي لمحضر الخروج حال انتهائهم من جميع المهام التي كلفوا بها باعتبارهم يشرفون على حراسة الامتحان الاستدراكي للبكالوريا، وكذا تصحيح مواضيع الامتحانات بالنسبة لمن تم تكليفه بهذا الأمر.
يقول الأستاذ “علي.خ” : ” نحن نعيش تحت رحمة الفصل 75 مكرر الموضوع عام 1958، ولا أحد كلف نفسه ليسأل عن جدواه في 2018 في زمن يتم الحديث فيه عن التكنولوجيا والبرانم. ما الجدوى من تكنولوجيا لا تختصر الزمن ولا تفك غلال الناس ؟ كل عام يتكرر الموقف وتتجدد المعاناة وتبقى العقليات كما هي ؟ لماذا لا نستثمر إدماج المعلوميات في منظومة التربية و التكوين، ويتم توقيع محاضر الخروج آليا في أقرب مؤسسة تعليمية لرجال ونساء التعليم، لنخفف من متاعبهم ، أو نكتفي بالتوقيع عبر مراسلة في أقرب مديريّة إقليميّة؟ “.
ويرى الأستاذ “سعيد .م ” أن ” توقيع محضر الخروج عملية جد مرهقة و مكلفة خاصة لأساتذة الابتدائي، فمثلا أستاذ يسكن في إحدى المناطق الداخلية، و يعمل في منطقة من مناطق الشمال، يلزمه قطع المئات من الكيلومترات من أجل توقيع لا يساوي كل هذه المعاناة التي يتكبدها هذا الأستاذ أو الأستاذة، من طريق و مبيت و غيرها من الإكراهات. هذه المعاناة تزداد كلما كانت المنطقة وعرة، تستلزم أكثر من وسيلة نقل واحدة “.
ويصيف المتحدث نفسه ” هذا التوقيع يمكن أن يتم مع متم كل إجراءات آخر السنة الدراسية من فروض و امتحانات و توزيع النتائج النهائية على التلاميذ، فلماذا يتم تأخيره ب 10 أو 15 يوماً ؟ ”
في السياق ذاته يقول الأستاذ “عزيز.ن” ” من المفروض أن لايغادر الأستاذ مقر عمله قبل توقيعه محضر الخروج لأنه لايزال رهن إشارة الإدارة ، فعندما لا يتواجد بمقر عمله فهو في حالة انقطاع عن العمل، فعمله غير مرتبط بتواجد التلاميذ من عدمهم، فهناك مجموعة من العمليات الإدارية والتربوية غير المرتبطة بالنتائج، من مجالس المؤسسة والأنشطة والأعمال الإدارية التي تكون خارج فترة التدريس، هذا من جهة ، ومن جهة أخرى ماهي الوسيلة التي تثبت أن الموظف متواجد فعلا يوم توقيع المحضر في مقر عمله؟ الجواب هو محضر الخروج ويكون كتابة فربما هذا الموظف قد يتعرض لحادثة لا قدر الله أو يسافر خارج الوطن .. كل هذه الأمور كلها تجعل محضر الخروج لاغنى عنه “.
من جهته، اعتبر “محمد .ي”، عضو الجمعية الوطنية لمديرات ومديري التعليم الابتدائي بالمغرب، “أن الغاية من توقيع محاضر المغادرة تروم ضمان استمرارية المرفق العمومي، متمثلا في المدرسة، وليبقى الأستاذ رهن إشارة المؤسسة التي يشتغل ضمن فريقها إلى حين توقيعه المحاضر”.


الكاتب : يوسف خاشون 

  

بتاريخ : 11/07/2018