صفحتك الخاصة على الفايسبوك … بعد وفاتك لمن تؤول؟

 

هل فكرت صديقتي صديقي يوما في مصير صفحتك على الفايسبوك أو غيره من مواقع السوسيال ميديا بعد وفاتك لمن تؤول ؟ و ما مصير رصيدك المادي المكون من آلاف الصور و مئات الأشرطة وعدد لا يحد من الأفكار و المواقف و الخواطر و التغاريد و الإشراقات الفكرية التي دونتها على مدى سنوات إبحارك ؟
و هل تساءلت يوما ما مصيرها يوما ما بعد أن يتوقف نبض الحياة ولمن ياترى سيؤول إرثك المادي واللامادي بها، ومن هم ذوو الحقوق الذين يستحقون استغلال هذا الميراث الثقافي والحضاري بالصورة و الكلمة ؟
هل خمنت يوما في وسيلة ما كوصية مثلا بموجبها تحدد اسم الشخص المقرب إلى نفسك ، الذي سيرث هذا التراث المادي واللامادي ويستغله كمنصة مكتبية للحياة بعيدا عن شريعة للذكر مثل حظ الأنثيين ؟
و مادام الدخول إلى صفحاتك مشفرا ، هل فكرت يوما بتشذيبها، وتطهيرها من التفاهات وتنقيتها من كل أشكال الوضاعة ، حتى إذا داهمك القدر المحتوم ..كنت خير خلف لخير سلف ..
مالك الفايسبوك «ماركزيغربيرغ» فكر في مكانك ، و جعل من قارته السابعة منظومة اجتماعية مكتملة الأركان ، مفعمة بالحياة، و مؤمنة بالموت قدر لكل الكائنات، لذلك، فصلها تجمعات سكنية زرقاء للبشر وأحاطها بمقابر جماعية أيضا تشبه السماء .
ولأن هذه التجمعات البشرية سيتناقص أعداد الأحياء بها مع مرور الزمن، و ستكتظ مقابرها لا محالة بالموتى، كما تفقد القارة الزرقاء يوميا الآلاف من أبنائها، وتشيعهم في مقابر افتراضية يوما بعد يوم بل ساعة بعد أخرى .فكان لابد من وضع خريطة طريق لتدبير الحياة الثانية ..
لكن كيف سيتعامل الفايسبوك مع الموتى؟ ولمن ستسمح سلطاته باستغلال ملفاتهم الشخصية التي غادرتها الحياة، و كيف سيتم تدبير ملفاتها في الحياة الأخرى، ومن المكلفون بهذه الإدارة؟
ومن سيتفاعل مع إشعارات التطوير، وتقديم الخدمات من طلبات الإضافة و غيرها؟
منصة الفايسبوك لم تستثن أحدا من الملايير الخمسة التي تستعمل هذه المنصة التواصلية التي باتت تشكل القارة السابعة بدون منازع كي تحافظ على سياستها و تجارتها ورأسمالها في التعامل مع ملفات المرتفقين الأموات.
لهذه الغاية نجحت منظومة هذه المنصة الكوكبية في توفير خدمة أطلقت عليها «Legacy contact» من خلالها يتمكن المستخدم من اختيار من سينوب عنه و يقوم بإدارة حسابه بعد وفاته، وكذا التفاعل مع البريد الوارد و دعوات الصداقة الراغبة بعد انتقاله إلى الدار الآخرة.
ومادام الدخول اليها مشفرا، هل فكرت يوما بتشذيبها، وتطهيرها من التفاهات وتنقيتها من كل أشكال الوضاعة ، حتى إذا داهمك القدر المحتوم.. كنت خير خلف لخير سلف..
شخصيا، قمت بضبط بياناتها، وسلمت المفاتيح لأسرتي ….ولله المبتدأ و الخبر


الكاتب : عزيز باكوش

  

بتاريخ : 22/10/2018