«إشراقات».. بالمهرجان الدولي للرقص التعبيري بفاس

مهرجان الرقص التعبيري الذي تنظمه جمعية بابل برئاسة الكاتب الشاعر الفنان عزيز الحاكم، ليس ككل المهرجانات التي تقام بالمغرب، إنه مهرجان يعبر عن فلسفة الإنسان مع جسده حين تنعدم اللغة الناطقة أو لغة الإشارة، هو مهرجان يستقطب المبدعين في مختلف المجالات، اختفي السنة الماضية لظروف مادية، وعاد بقوة خلال هذه السنة بفضل تضافر جهود مجموعة من عشاق هذا الفن الجميل رغم قلة الإمكانيات..، في محاولة من رئيس الجمعية الدفع به نحو أفاق أفضل وإثارة انتباه المسؤولين بوزارة الثقافة لإعطائه ما يستحقه من عناية كباقي المهرجانات التي تقام بالمغرب،لأنه يسمو بالروح الإنسانية لمعانقة أخيه الإنسان و تحطيم الحدود لأن الفن لا وطن له.
المهرجان امتد طيلة الأسبوع الماضي من 6 دجنبر الى 10 منه بمشاركة راقصين وراقصات من المغرب و تونس و إسبانيا بمساهمة معهد سيرفنتيس والمعهد الثقافي الفرنسي، وعدد من الفاعلين الفنيين في طليعتهم السينمائي المميز عز العرب الكغاط . واشتمل البرنامج على عروض كوريغرافية ومحترفات للرقص، كما خصص المهرجان أمسية للراقصين الشباب المؤهلين للاحتراف، مع تنظيم ندوة في موضوع ” أي مستقبل للرقص التعبيري بالمغرب ؟ ” وعرض الشريط السينمائي ” بينا ” للمخرج الألماني فاندز تكريما للكورغرافيا الألمانية ببينا بوش .
والواقع أن العروض التي قدمت، تناولت عدة مواضيع كالخير والحب وغيرهما من التعابير الجسدية على الأنغام الموسيقية التي تتجاوب و لغة الجسد، حيث تصبح الحركة تعبيرا واضحا عن مكنون الذات الإنسانية وتجسدا لثنائيتهما، الشيء الذي عاد بالمتتبعين لفقرات العروض الراقصة إلى الإبداع الفني للرقص التعبيري الذي جسده المثل الأمريكي المشهور الراحل انطوني كوين في فيلم ” زوربا اليوناني ” .
وعلى امتداد أيام المهرجان نظم الفنان التشكيلي حسن صابر المتعدد المواهب الفنية، معرضا رائعا عكس آخر إنتاجاته التشكيلية تحت شعار “حروف راقصة”، حيث صرح لجريدتنا قائلا .. ” إن الخط العربي يتسم بجماليته وتناغمه، ولعل علامات التمديد والاستطالة والإيجاز في الخط العربي..، تشكل عناصر جمالية ساهمت في الاهتمام بهذا الشكل التعبيري، مشيرا إلى أن لوحاته تماما كرقصات الجسد، فالحروف تتحاور في فضاء اللوحات في سكون وحركية ضمن ثنائية الجدب والخصوبة والموت والولادة باعتماد تركيب فني ينسجم وطبيعة الموضوع ولمسات تحكمها.. تقنية توظيف الألوان من لوحة إلى أخري، ليؤكد في ختام تصريحه قائلا.. إن رقصة الحروف داخل اللوحات المعروضة هي محاولة فنية لتجاوز إشكالية الهوية والتأصيل في الفن، حتى وإن كان العمل الفني مرتبطا بسياق ثقافي واجتماعي، فالعناصر التشكيلية تتجاوز حدود الانتماء لرقعة معينة تتماهى كتعبيرات في وحدة الكون، لأن الفن عامة هو جسر لعبور الأحاسيس التي تنتقل من الوعي الفردي إلى الوعي الجماعي.


الكاتب : فاس: محمد بوهلال

  

بتاريخ : 13/12/2018