المخرج حميد الزوغي في « مواسم العطش » .. يشتكي من تجزيء الدعم

احتضنت قاعة سينما «روكسي» صبيحة أول أمس يوم الاحد الجلسة الاولى لمناقشة الأفلام التي تم عرضها خلال أمسية السبت الماضي، ويتعلق الأمر بأربعة أفلام، اثنان منها قصيران ، وهما « فلاش باك» للمخرج لخضر الحمداوي، و»الفولار» للمخرج شاكر اشهبار، والأثناء الآخران طويلان وهما فيلم «صوفيا» للمخرجة مريم بنمبارك، وفيلم «مواسم العطش» للمخرج حميد الزوغي..، وذلك أمام جمع من النقاد السينمائيين، والسنفيليين ورواد المهرجان..
وقد أدار نقاشات هاته الجلسة السينمائية الباحث الدكتور حبيب الناصري، الذي أعطى بداية الكلمة لمخرج «فلاش باك» لخضر الحمداوي من مدينة وجدة للحديث عن تجربتة هاته، التي تعتبر الثانية في مسيرته، حيث كشف هذا الأخيرأن إنجاز « فلاش باك» قد اعترضته العديد من الصعوبات لكي يخرج للوجود، أولها صعوبة التواصل مع الممثل- الشيخ، الذي كان يعاني من عجز نسبي على مستوى البصر و السمع، الامر الذي تطلب منه بذل مجهود مضاعف لكي يبلغه ما يريد، وثاني الصعوبات – يضيف الحمداوي – وهي ضعف الإمكانيات المادية، التي حتمت عليه تصوير فيلمه في فضاء مغلق..
مخرج « الفولار» شاكر أشهبار، في تدخله، اثار ، بدوره، مسالة ضعف الإمكانيات التي فرضت عليه تصوير فيلمه، وهو الاول من نوعه في تجربته الإخراجية، في يوم واحد فقط، واشار إلى أنه أثار من خلاله مسألة تحسيسية اجتماعية لها تبعات « خطيرة» على حياة الاطفال و وذويهم ، وذلك من منطلق أحداث واقعية لها كان ارتباط مباشر بعائلته، ويتعلق بالألعاب الخطيرة، التي يلجأ لها الاطفال، أو ما يسمى بألعاب التحدي، التي انتعشت هاته الايام ولها تداعيات خطيرة على الأطفال..
وقد اثار هذا الفيلمان خلال المنافشة العديد من التساولات و التعليقات حول الاختيارات و المعالجة و المقاربات السينمائية.. ، وكان على رأسها لماذا لا يتم اللجوء إلى ممثلين محترفين لإعطاء صبغة احترافية لهذه الأفلام بدل اللجوء إلى ممثلين مبتدئين، ولماذا اللجوء إلى «تمطيط المشاهد» عوض التركيز على الأساسي و الفكرة الجوهرية، ثم ، وخاصة بالنسبة ل» الفولار»، ما جدوى اختيار الموضوع، الذي قد تكون متابعته من لدن الناشئة، ذات نتيجة عكسية، إذ بدل التوعية و التحسيس، قد تكون مشاهدته نوعا من التحفيز على التقليد.. ..
في معرض جوابه وضح مخرج «الفولار» أنه تبنى فكرة الفيلم عن اقتناع، ليس بدافع التحفيز أو غيره، و لكن بهدف التحسيس و خطورة التحدي، وهو ما ذهب إليه أيضا، بطل الفيلم الطفل إلياس الجهاني ، الذي قال في هذا الصدد إنه ينبغي التحسيس بخطورة هذه الألعاب بدل إخفائها، لانه مهما كان سيبحث عنها الاطفال في اي مكان ويجربونها مع ما لذلك من مخاطر كبيرة..
على مستوى مناقشة الفيلم السينمائي الطويل، فقد حضر المخرح حميد الزوغي لمناقشة فيلمه المعروض « مواسم العطش»، وقد استهل الزوغي كلمته بالحديث عن الصعوبات الإنتاجية التي اعترضت فيلمه، بعدما لم يتم التوصل بالشطر الثالث من الدعم، الامر الذي جعله يتوقف عن العمل في هذا الفيلم لمدة تقارب ثمانية شهور ، وهو ما كات له تاثير مباشر على الدينامية و الحيوية التي تكون فياضة لدى اي مبدع، لإخراج إبداعه في أبهى حلة، مطالبا المسؤولين في هذا الاتجاه ، وخاصة المركز السينمائي المغربي، لإعادة النظر في عملية تجزىء الاشطر، حتى تسير عملية التصوير و التوضيب.. وغيرها في ظروف مناسبة ، وحتى لا يدخل المخرج / المنتج في صراعات و متاهات مع ذوي الحقوق..
فيما يتعلق بالملاحظات و التدخلات التي طرحت حول « مواسم العطش»، فقد اعتبرت بعض التدخلات أن هذه التجربة ، تعتير الافضل للزوغي مقارنة بتجاربه السينمائية الأخرى، من منطلق أنه تناول بسلالة الكثير من القضايا الاجتماعية و النفسية .. هي من صميم المجتمع المغربي، وخاصة بالبادية، وقد توفق فيها إلى حد بعيد من خلال الاداء الجيد لمعظم الممثلين، الذين ابدعوا أو اللواتي ابدعن في أداء الادوار المسنودة إليهم / إليهن، بالرغم من حساسية بعضها في وسط قروي هجره الرجال للعمل، وظل فيه النساء لوحدن يندبن حظن مع الفراغ و المسؤولية الأسرية المنطوة بهن..
فيما عابت تدخلات أخرى على أن الفيلم ارتكز على إبراز الجانب الجنسي دون الجانب العاطفي ، الامر الذي اعتبر نوعا من التحقير تجاه المراة، كما أن الفيلم شابه فقر على مستوى الإنتاج، وهو لايستساغ في مثل هاته الحالات، حيث تم التساؤل في هذا الإطار: هل هاته العملية شطارة؟
في معرض جوابة أوضح حميد الزوغي أن الفقر المشاهد في « مواسم العطش « هو فقر مقصود، باعتبار ان الديكور هو شخص من شخصيات الفيلم، الذي يؤثث الفضاء العام، واما ما يخص بالارتكاز على الجانب الجنسي دون العاطفي، فذلك – يقول – يدخل في إطار الرؤية و القراءة الخاصة لكل شخص، مادام أن فيلمه قد احترم الخصوصيات ولم يتم تصوير أي مشهد فيلمي فاضح..


بتاريخ : 05/03/2019