بعد فيلمه القصير «بلاستيك» الذي حاز على العديد من الجوائز ، يشارك الفنان المسرحي عبد الكبير الركاكنة في الدورة 20 من المهرجان الوطني للفيلم بفيلم قصير آخر وهو « ورق» الذي خلف بعد عرضه انطباعا جيدا لدى المتتبعين لافلام الدورة. في هذا السياق أجرت « الاتحاد الاشتراكي « حوارا مع الركاكنة حول هذا المنتوج السينمائي الجديد، الذي يدخل، بدوره، في دائرة السباق على الفوز بإحدى جوائز المهرجان
بداية حدثنا عن التجربة السيينمائية الجديدة لك في عالم الإخراج «ورق» ..
« ورق» هو الفيلم القصير الثالث الذي أنجزه في هذا الصنف من الإبداع السينمائي ، الذي أحبه كثيرا ، حيث كانت بداياتي الاولى في هذا المجال في عالمي التصوير و المسرح بالتوازي، وهذا العشق و الحب لم تنطفئ جذوته يوما ما منذ الصغر، بل زادت، ولدي الكثير من الطموحات و الافكار التي أريد تحقيقها في هذا الصدد خصوصا على مستوى الإخراج، حيث انجزت سابقا تجربة « بلاستيك « رفقة رشيد الوالي و لطيفة أحرار، و التي كانت ناجحة جدا و حازت مجموعة من الجوائز، ثم تجربة « ورق « التي تشارك الآن بالمهرجان الوطني للفيلم وتم اختيارها من لدن لجنة الانتقاء.. وهذا أعتبره شرفا لي، خصوصا بعد أن تجاوب معه المشاهدون في الدورة بإيجاب كبير، وذلك من خلال الانطباعات التي قيلت لي هنا وهناك ، كل من زاويته الخاصة.. وهذا يعني أن الفيلم قد خلق العديد من التساؤلات لدى المتلقي.. وأتمنى أن اكون قد أديت مهمتي في هذا الفيلم، خصوصا وانه يعالج موضوعا إنسانيا عميقا، إذ يمكن في أي لحظة معينة، عبر مكالمة هاتفية على سبيل المثال، ان تنقلب حياة إنسان رأسا على عقب، خاصة في مجال العمل في الإدارة، حيث لا اعتبار لعنصر الاقدمية و الإخلاص و التفاني.. أمام خطأ بسيط غير مقصود يمكن أن يقضي على كل المسار المهني للشخص المعني.. و هذا ما يرمي غليه «ورق» حيث أن إنسانية الإ نسان تضيع وتندثر بسبب اشياء خارجة عن إرادة الغنسان.. و بالتالي أرى أن القانون ينبغي أن يكون مرنا في ما يتعلق بالاخطاء المهنية غير المقصودة.. وأعتقد أن هذا ما تفاعل معه المشاهدون في « ورق « وخاصة مع شخصية البطل..
لوحظ عبر الأفلام القصيرة التي عرضت حتى حدود اللحظة، أن أغلب ابطالها من الوجوه الجديدة التي تقتحم المجال لاول مرة، في حين أن أبطال « ورق» كلهم من الممثلين المحترفين.. لماذا هذا الاختيار؟
أنا فنان محترف، واومن بالاحترافية و بالكفاءة و بالفنان الذي يضيف للعمل.. فاختيارات «بلاستيك» لرشيد الوالي و للطيفة أحرار سابقا كانت نابعة من انهما سيضيفان شيئا للعمل، ومثله فيلم «ورق» الذي اختار تشكيلة فنية رائعة تتكون من عبدو المسناوي، عبد العظيم الشناوي و عبد الحق مجاهد، الذين لاشك أنهم اضافوا بدورهم للعمل من منطلق اننا نتحدث بلغة فنية واحدة بالإضافة إلى سهولة التواصل بيننا، خصوصا واننا كنا نشتغل على موضوع نفسي حساس ليس فيه الكثير من الحوارات ، وخاصة بالنسبة لشخصية عبد و المسناوي المركبة، االتي ليس بإمكان اي ممثل ان يقوم بتشخيص حالتها.. التي كانت تتكلم مع المشاهدين بالإحساس و الشعور و النظرات و الحركات.. دون الاستعانة بالموسيقى التصويرية ..، وهذا ما حاولت الاعتماد عليه.. و هو الحالة الطبيعية.. حالة المعاناة و التفكير و الارتجاف و الخوف من ذلك الخطا المهني غير المقصود..
بعد « ورق» هل سيقتحم عبد الكبير الركاكنة دائرة الفيلم السينمائي الطويل؟
فعلا، هناك سيناريو فيلم سينمائي طويل مكتوب بعنوان « انتصار»، وكان مرشحا للتصوير قبل فيلم القصير «ورق»، لكن ظروف حتمت تاجيل تصويره إلى وقت لاحق..