الرسائل السياسية للكاتب الأول للاتحاد الاشتراكي في المؤتمر الإقليمي باسبانيا
عبد السلام المساوي
اسبانيا، يومي 2 و3 مارس، كانت على موعد مع الحدث، مع تظاهرة سياسية كبرى بعنوان المؤتمر الإقليمي الخامس للاتحاد الاشتراكي، بشعار دال وهادف «الحماية الاجتماعية لمغاربة اسبانيا».
المؤتمر، كان ناجحا بجميع المقاييس السياسية والتنظيمية…المؤتمر كان ناجحا باستحقاق نضالي وامتياز ديمقراطي …المؤتمر كان عظيما ؛ كما وكيفا:
ازيد من 300 مؤتمر ومؤتمرة اتحاديون واتحاديات، مناضلون ومناضلات واثقون ومؤمنون بأن الانتماء الحقيقي للوطن، يبدأ من الانتماء النضالي والصادق لحزب الاتحاد الاشتراكي، الذي يمثل حقل خدمة الوطن…
أزيد من 300 مؤتمر ومؤتمرة، يشكلون قيمة تدعو للفخر والاعتزاز بهذه النخبة السياسية الاتحادية، بهذه الفئة الناجحة والمتألقة من الجالية المغربية…
أزيد من 300 مؤتمر ومؤتمرة …أطر اتحادية؛ يشكلون نواة صلبة وقيمة مضافة في كافة الواجهات، وأساسا واجهة الدفاع المنظم والهادف عن قضايانا الاستراتيجية وفي مقدمتها قضية الوحدة الترابية…
لقد كان حضور الاتحاديات والاتحاديين / مغاربة اسبانيا، حضورا وازنا ونوعيا باعتبارهم مناضلين منخرطين في المشروع الاتحادي وباعتبارهم كفاءات عالية مقتدرة ، وهذا ما أكدته جودة مداخلاتهم دقة وعمقا …هذه النخبة السياسية متشبعة بمبدأ الانتماء …إنهم مرتبطون ارتباطا وثيقا بثوابت الأمة المغربية …إنهم مغاربة …سفراء أوفياء …مناضلون مؤهلون للدفاع عن وحدة المغرب وسيادته، ومؤهلون لهدم الأطروحات الانفصالية، ومستعدون للمساهمة في المسيرة التنموية لبلادهم …منخرطون في المشروع التنموي الكبير الذي يقوده جلالة الملك محمد السادس….
هكذا يتبين أن الاتحاد الاشتراكي، يشتغل بمقاربة جديدة ومبادرة؛ مقاربة تعتمد مبدأ الانتماء للوطن ….وكان المؤتمر الإقليمي بإسبانيا لحظة تاريخية ومحطة مفصلية، وجب تقديرها والوعي بأبعادها السياسية…
عرف المؤتمر حضور تمثيلية اسبانية، يتقدمها نائب وزير الهجرة، وممثل الحزب الاشتراكي العمالي الاسباني…
وبالإضافة إلى الشخصيات السياسية الإسبانية التي اجتمعت بالكاتب الأول على هامش المؤتمر، عقد الأستاذ ادريس لشكر عشاء عمل مع خوسيه لويس ابالوس ، وزير التجهيز والكاتب العام للمكتب التنفيذي الفيدرالي للحزب الاشتراكي العمالي، وكان الاهتمام منصبا على مجموعة من القضايا التي تهم البلدين…
وتميز المؤتمر بالكلمة التوجيهية التي افتتح بها الكاتب الأول ذ لشكر، يوم السبت بمدريد، أشغال المؤتمر الخامس لحزب الاتحاد الاشتراكي بإسبانيا …كلمة توجيهية دالة وعميقة …الوضوح هو العنوان …كلمة توجيهية حملت الكثير من الرسائل السياسية بأبعاد عالمية وأوروبية ووطنية ؛ وهذه أهم الرسائل:
1 – الأدوار الاستراتيجية للمغرب
إن على أوربا ، يقول الأستاذ لشكر ، أن تعي جيدا أهمية الأدوار الاستراتيجية التي يقوم بها المغرب جنوب الحوض المتوسطي، باعتباره ساهم ولايزال في أمنها واستقرارها من خلال مجهوداته في مكافحة الإرهاب والهجرة وغيرها من الظواهر السلبية…
إن المغرب، يؤكد الكاتب الأول للاتحاد الاشتراكي، وقف سدا منيعا في مواجهة كل الآفات والظواهر التي نتجت عن التحولات العميقة التي شهدها مختلف مناطق، العالم ومن ضمنها المنطقة المتوسطية خلال العشرية الأخيرة، والتي أفرزت التهديدات الإرهابية والاتجار بالبشر والأسلحة والجريمة المنظمة وغيرها….
2 – الحرية مسؤولية
يقول ذ لشكر مقتنعا وواثقا « ما زلنا نناضل من أجل حقوق أكثر، فيما يتعلق بالحريات وحقوق الإنسان، ونتحدث عن الحرية المسؤولة الخاضعة للقانون؛ فحق التظاهر والاحتجاج مقدس، ولكن لا يجب أن يتحول إلى فوضى، نحن في الحزب نساند الاحتجاجات المطلبية والحقوقية ونناصرها، ولكن إذا كانت تخدم أجندات أجنبية سنقف ضدها، « فليتركوا الشعب يقرر في قضاياه دون إملاء من الخارج»….
3 – المغرب استثناء
إن المغرب، يؤكد الكاتب الأول لحزب الاتحاد الاشتراكي، شكل في ظل هذه الفوضى العارمة التي اجتاحت كل المناطق، شمالا وشرقا وجنوبا استثناء، واستطاع أن يحقق العديد من المكاسب ؛ من انتقال ديمقراطي هادىء وفكرة اقتصادية، تعززها الأرقام والإحصائيات إلى جانب تكريس مشروع مجتمعي تحديثي بمقومات ديمقراطية ومرتكزات وطنية، مما جعله يشكل نموذجا للدولة القوية، التي تضمن الاستقرار والأمن لمواطنيها ولدول الجوار…
وحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، إذ يثمن هذه المنجزات والمكتسبات، فإنه يطالب بالمزيد .فالنموذج التنموي، يسجل ذ لشكر، الذي اعتمده المغرب منذ بداية الألفية الحالية، استنفد مهامه، مما فرض التفكير في نموذج تنموي جديد، يرتكز على المؤسسات، وعلى ترسانة قانونية وتشريعية مع تجديد النخب من أجل تكريس الديمقراطية، والحماية الاجتماعية للمواطن والحق في الاختلاف، وذلك حتى تجد كل الفئات موقعا لها وتستفيد من التنمية الشاملة التي تعرفها المملكة …
4 – النموذج التنموي الجديد
يقول الأستاذ ادريس لشكر فيما يخص المشروع التنموي الجديد «لقد قدمنا مذكرة مطلبية للملك، حددنا فيها خمسة مرتكزات، منها المؤسساتي والاقتصادي والاجتماعي والمجتمعي والثقافي، إذ نعتبر أن مشروع العشرين سنة الماضية لم يفشل، بل كانت هناك عدة منجزات كبيرة ، لكن المرحلة تقتضي تصورا جديدا، لأن المشروع القديم استنفد أغراضه» ومن «الضروري العمل على إصلاح مؤسساتي، فلا يعقل أن تنجح النخبة السياسية بعمليات الإحسان بغطاء الدين أو الرشوة …وهذه العاهة فشلت القوانين الحالية في ردعها، ومن شأن محاربتها تجديد النخب السياسية، وتمكين النساء من المناصفة، ليتمكن من تدبير الشأن العام، لأنه أمر ضروري ومستعجل».
5 – الوردة في المغرب، واسبانيا تناضل من أجل اختفاء العنف
أشاد الكاتب الأول بالعلاقات الجيدة القائمة مع الحزب العمالي الاشتراكي الاسباني. من هنا دعا المناضلين خاصة بإسبانيا، إلى التشبث بقيم ومبادئ الحزب من أجل تكريس الديمقراطية والعدالة الاجتماعية والمساواة ومحاربة التطرف والانغلاق وتحقيق الاندماج السلس في بلد الإقامة، على اعتبار أن هذا الاندماج يساهم بشكل كبير في تنمية وتطوير العلاقات بين المغرب واسبانيا….
6 – المساواة والمناصفة اختيار مبدئي … المرأة الاتحادية قائدة
إذا كانت السياسة رسائل ورموزا، فانتخاب عائشة الكرجي كاتبة إقليمية للاتحاد الاشتراكي باسبانيا، رسالة واضحة بأبعاد ودلالات سياسية …انتخابها قائدة سياسية في مارس وباسبانيا، وللزمان والمكان هنا رمزية خاصة …
مرة أخرى يؤكد الاتحاد الاشتراكي أن المرأة ليست شعارا يرفع، ليست أداة لتأثيث المشهد السياسي، ليست «ثريا» للتزيين، ليست وسيلة للخطاب الديماغوجي والاستهلاك السياسوي …إنها امرأة …إنها إنسان …إنها فاعلة أساسية حاسمة سياسيا ومجتمعيا….إنها مؤهلة لتدبير الشأن العام …
عائشة مناضلة اتحادية …مناضلة جمعوية وحقوقية وسياسية …مناضلة شابة ودينامية ….لها من الكفاءات والمؤهلات، ما يجعلها قادرة على رفع التحدي وكسب الرهان …
وكل مؤتمر إقليمي، والاتحاد الاشتراكي بألف خير ….
الكاتب : عبد السلام المساوي - بتاريخ : 09/03/2019