اختتمت مساء الأحد الماضي فعاليات مهرجان «ملامس» الدولي للموسيقيين المكفوفين بتنظيم أمسية فنية موسيقية رائعة بالمركب الثقافي سيدي بليوط، تم خلالها تكريم الفنان حسين بلال و تقديم وصلات فنية متنوعة من موسيقى و أغاني إفريقية من أداء الفرقة الكونغولية « لي تروا ليدر»، و الفنان الفرنسي برتران بونتو و العازف الألماني ماركو رايخ، بالإضافة إلى فقرة موسيقية مميزة من أداء الفنان عبد الفتاح النكادي..
و يبدو أن المهرجان، الذي بصم على دورته الثانية، للسنة الثانية على التوالي، بدعم من جهة الدار البيضاء – سطات، و وزارة الثقافة و الاتصال، تحت شعار « ترانيم ترى»..، أنه كسب رهان تحدي إثبات ذاته كتظاهرة فنية جد محترمة استقطبت إليها جماهير كبيرة عاشقة للموسيقى الراقية، التي كان وراءها مبدعون مغاربة و أجانب أثبتوا جميعهم على علو كعبهم عزفا و أداء، رغم فقدان نعمة البصر، التي لم تكن حاجزا مانعا للإبداع، بل حافزا على تفجير الطاقات الفنية الكبيرة التي يمتلكونها..
هذا، و كان مهرجان ملامس الدولي للموسيقيين المكفوفين، الذي هو من بنات أفكار الفنان الموسيقي و المطرب المغربي عبد الفتاح النكادي، قد أشعل شمعته الثانية خلال نهاية مارس الجاري بإحياء ذكرى الموسيقار الإسباني الراحل خواكين رودريغو، بمشاركة فنانين موسيقيين مبدعين مكفوفين من ألمانيا، العراق، المكسيك، فرنسا، الكونكو برازفيل، تونس، إسبانيا و المغرب، أبدعوا في مختلف الأنماط الموسيقية، الموسيقى الكلاسيكية اللاتينية منها و العربية، لقيت تفاعلا من قبل الحضور اللافت، الذي يبدو أنه قد تعرف- حسب ما أكده الفنان المغربي النكادي في لحظة افتتاح الدورة بالمركب الثقافي سيدي بليوط بالدار البيضاء، على « إبداعات ومواهب المطربين و الموسيقيين المكفوفين، إضافة إلى خلق نوع من التواصل و الاحتكاك بتجارب فنانين من دول عربية وأجنبية عديدة، في احتفالية فنية دولية، تسعى للم شملهم في مهرجان خاص بما يقدمونه من فن راق»، مثلما أكد، أيضا، « أن الاستمرار في إنجاح هذا المهرجان هو استمرار في تحقيق هدفه الأسمى، المتمثل بالأساس في تحفيز المكفوفين وإعطائهم أملا في الحياة وفي مستقبل مشرق بضياء الفن كمهنة، وتشجيعهم على ارتياد مجالات الإبداع، و إدماجهم في الأنشطة الاجتماعية و الثقافية و الفنية، عبر استقطابهم كجمهور، و عرض مسيرة فنانين كبار نجحوا في إضاءة مستقبلهم عبر الفن عامة و الموسيقى بشكل خاص».
اترك تعليقاً