اعتبر مدرب حسنية أكادير، ميغيل غاموندي، أن مباراة فريقه أمام المتزعم الوداد البيضاوي تعتبر من أجمل اللحظات التي عاشها في مساره كمدرب. فقد «واجهنا فريقا كبيرا وأظهر لاعبو فريقي شجاعة كبيرة، وتمكنوا من تحقيق الانتصار، رغم الأخطاء التحكيمية التي مازالت تطاردنا، وأذكر منها على سبيل المثال عدم طرد لاعب ودادي تعمد ارتكاب خشونة واضحة في حق أحد مهاجمينا، بالإضافة إلى احتساب الحكم لوقت بدل ضائع وصل إلى ست دقائق، وهو أمر مبالغ فيه».
أما مدرب الوداد فوزي البنزرتي، فقد غاب عن الندوة الصحفية، وعوضه مساعده موسى نضاو، الذي اعتبر أن فريقه سيطر على مجريات اللقاء وخلق العديد من الفرص، لكنه تلقى هزيمة اعتبرها غير مستحقة وقاسية. كما أشار نضاو إلى «أن الهدف الثاني الذي سجل على فريقه كان من حالة تسلل واضحة».
وبالفعل فقد عرفت هذه المباراة سيطرة ميدانية للوداد، الذي خلق مهاجموه خلال الشوط الأول عدة فرص للتسجيل، لكنها اصطدمت بتماسك دفاعي ويقظة الحارس عبد الرحمان الحواصلي، الذي كانت له اليد الطولي في النتيجة التي خرج بها فريقه.
وفي حدود الدقيقة 38، وإثر خطأ للدفاع الودادي، تمكن اللاعب الفلسطيني تامر صيام من إرسال قذيفة استقرت في الجهة اليسرى لمرمى التكناوتي.
وخلال الشوط الثاني بادر البنزرتي إلى تقوية الهجوم بإقحام بابا توندي عوض تيغزوي، كما ألحق به كلا من بديع أووك والأصبحي كبديلين لكل من أوناجم الذي أصيب، وأيمن حسوني، فواصل الوداد ضغطه على المعترك الأكاديري، الذي سيعرف بدوره تغييرات بعد إقحام كل كريم البركاوي عوض ادريس بناني، وجلال الداودي مكان عماد كيماوي، بالإضافة إلى المدافع عبد الحكيم باسين الذي تمت الاستعانة به لمواجهة اندفاع الزوار. والذين خلقوا عدة فرص واضحة بواسطة المترجي في مناسبتين، وباباتوندي. لكن في حدود الدقيقة 61، وضد مجرى اللعب سيتمكن الأكاديريون من إضافة هدف ثان بواسطة البركاوي، الذي تمكن من خداع المدافعين والحارس، ليسكن الكرة في الشباك بعد ثوان من دخوله. وازداد ضغط الوداد بعد هذا الهدف، وازدادت كذلك نرفزة بعض لاعبيه، خاصة الناهيري الذي ارتكب خشونة متعمدة في حق الفحلي، وأمام أنظار الحكم المساعد، ولم يتلق عليها إلا ورقة صفراء. وقد كان الفريق الأكاديري قريبا من إضافة هدف ثالث من هجوم قاده كل من ياسين الرامي والبركاوي، في الدقيقة 81. وقبل ذلك سيتمكن الزوار من التوقيع على هدفهم الأول والأخير عبر باباتوندي، الذي أعطى إقحامه رفقة بديع أووك حركية أكبر للهجوم الودادي.
وقد انتهت مجريات المباراة بواقعة احتج عليها الطرفان، وتمثلت في احتساب الحكم زوراق لست دقائق كوقت بدل ضائع، واعتبره البنزرتي غير كاف، كما احتج عليه مدرب الحسنية غاموندي وكذا الجمهور الحاضر الذي اعتبر أنه مبالغ فيه.
نشير إلى أنه قبل انطلاق المباراة قام لاعبا الحسنية السابقين، اللذين يلعبان حاليا للوداد، بديع أووك ويحي جبران بإهداء باقتي ورد للجمهور الأكاديري، مما يعتبر التفاتة تشرف هذين اللاعبين اللذين وقعا على مسار من التألق والإبداع رفقة الفريق السوسي.
وعموما فإن هذه النتيجة قد أشعلت المنافسة على اللقب، لأنها أوقفت رصيد الوداد في الصدارة عند 52 نقطة، وبات متقدما بتسع نقط عن الغريم الرجاء، الذي يتوفر على مباراة مؤجلة سيخوضها أمام الحسنية يوم الأربعاء المقبل، فضلا عن لقاء الديربي غدا الأحد، وهو ما سيعطي للتنافس حرارة أكبر.