في إطار أنشطتها الرامية إلى ترسيخ الثقافة البيئية بين أوساط الساكنة المحلية والمجتمع المدني، نظمت «جمعية الوفاق للتنمية»، بالحي الفلاحي بخنيفرة، يوم الأحد 21 أبريل 2019، حفلا بيئيا، فنيا وتكريميا على شرف ساكنة الحي، عبرت من خلاله عن تقديرها لعطاءات وإسهامات الساكنة والشركاء في جعل الحي ينخرط في «مشروع الإنتاج المشترك للنظافة» الذي جاء في إطار اتفاقية مبرمة بين جمعية مدرسي علوم الحياة والأرض، الوزارة المكلفة بالبيئة، ومؤسسة «دروسوس» السويسرية، والبرنامج الوطني لتدبير النفايات المنزلية، وهدفه» الارتقاء بجمالية ونظافة فضاءات العيش، تنمية قيم التضامن والعيش المشترك، ومواكبة إحداث منظومات الفرز من المنبع والجمع والتثمين المستدام للنفايات المنزلية».
الحفل المنظم بقلب الحي، والذي عرف حضورا مكثفا للساكنة ، إلى جانب عدد من المدعوين الجمعويين، المتدخلين والشركاء، المنتخبين والإعلاميين، سير فقراته، ذ. العربي أخلو، مدير «مدرسة عقبة بن نافع»، الفائزة عام 2017 بشارة اللواء الأخضر ضمن برنامج «المدارس الإيكولوجية» لمؤسسة التربية على البيئة، المعتمد في أكثر من 60 دولة.
رئيس «جمعية الوفاق للتنمية»، ذ. عزيز بلبسباس، تحدث عن دلالة ورمزية الحفل، والاعلان عن جعل «21 أبريل» من كل سنة، مناسبة للاحتفال بالحي وساكنته، ومحطة لانتصار البيئة بجعل الحي أكثر نظافة، منوها بكافة الشركاء الذين ساهموا في تفعيل مشروع النظافة، كما تقدم نائب رئيس «تنسيقية خنيفرة أولا»، محمد عمراوي، بكلمة وجه من خلالها تحيته لجميع الأطراف المعنية بالمشروع ، معبرا عن أمله في تعميم نموذج «الحي الفلاحي» على باقي أحياء المدينة.
ومن جهته، ركز رئيس فرع «جمعية مدرسي علوم الحياة والأرض»، ذ. الجيلالي آيت الجيلالي، على أهمية «مشروع الإنتاج المشترك للنظافة» الذي يروم انخراط السكان في تدبير النفايات المنزلية بغاية تحقيق المجال المطلوب والحي النظيف، مشيرا إلى نجاح مدرسة عقبة بن نافع «في تربية تلامذتها على تقنيات تدبير النفايات، والفوز بشارة اللواء الأخضر، ضمن منافسات المدارس الايكولوجية، بفضل مجهودات أطرها».
وضم برنامج الحفل توزيع مجموعة من الهدايا الرمزية والشهادات التقديرية على بعض نساء الحي المثابرات، إلى جانب بعض ذوي الاحتياجات الخاصة ممن تمكنوا من تحدي ظروفهم الصحية بما ينبغي من الإرادة القوية، كما تم تسليم شهادة تكريمية للفاعل الجمعوي ذ. عبدالحق سيف، و باقي أعضاء ومؤسسي «جمعية مدرسي علوم الحياة والأرض»، وبعض الفاعلين المدنيين، والشركاء والمتدخلين، مع تكريم وجه نسائي من الأطر الجمعوية والإدارية، فاطمة آيت فراجي، إلى جانب تقديم شهادة تعزية للإطار الصحي، محمد البزيوي، إثر فقدان زوجته خلال الأسابيع الأخيرة.
وخلال الحفل تم الوقوف عند مسار المواطنة بدة جواد، التي استطاعت بعزيمتها الانتصار على ظلام الأمية، وبرهنت على وجودها بكتابة المصحف الكريم بخط اليد، علاوة على إنجازها لعشرات اللوحات الحاملة لآيات قرآنية وعبارات دينية بأشكال من فنون الخط المغربي الأصيل، والتي بها لخصت قصة كفاحها ضد الأمية، حيث لم يفت منظمي الحفل إقامة خيمة خاصة بعرض لوحاتها، حيث قيلت في حقها شهادة مؤثرة باعتبارها نموذجا للمرأة المكافحة، والأم الراعية لأبنائها، والزوجة المثابرة.
وشهد الحفل مجموعة من الفقرات الترفيهية والفنية التي توجت بمشاركة مجموعة «عمي عبدو»، إلى جانب فرقة التنشيط المسرحي بقيادة سعيد شوقي، مجموعة حي الأصيل لحي موحى أوبوعزى وبراعم روض للأطفال يشتغل بالحي الفلاحي، وجلها ساهمت في تحسيس وتنمية وعي الأطفال والساكنة بأهمية الحفاظ على البيئة ودورها في استمرار الحياة والحفاظ على جمالية المحيط، وعقب الحفل تم تسليم «دعم مادي» لجمعية الوفاق من قبل وكالة أسفار بالمدينة، تقديرا لمجهوداتها البيئية، وذلك قبل أن يسدل الستار على الحفل بتوزيع 300 شتلة على الساكنة لأجل غرسها أمام المنازل وجنبات أزقة الحي في سياق» احترام قيم ومبادئ المواطنة الإيكولوجية».