وهدة الليل

على الكرسي الهزاز
قبيل الفجر ،
كنت أُبْحر في وَهْدَةِ اللَّيْل
فطاردني خيال أيقظني ؛
خِلتني ، وأنا أُدَقِّقُ في الطيف ،
بالإفناء محكوما.
كان يَسخَر مني ،
وكِدْتُ أختنق من هُوَّتي ،
لولا أني لمحتُ من خلف زجاج النافذة ؛
نُور مصباح الشارع ،
وسمعتٌ حَفِيفَ ريحِ السحر
تعبثُ بأوراق شجيرات الكرم ؛
ريح محملة بندي الخريف
على الرصيف.
سمعتُ الحفيف
خفيفاً ،
ولم أَلْحَظْ خلف نافدذتي أثرا لِلُجَيْن
بدر
هَزَّنِي إليه شوق
وحنين.
لمحتُ فقط نَجْماً
يسبح في كبد السماء ؛
حَسِبْته يتحسَّس أحلامي
بغمزات تفيض
بسر ؛
وتتلجلج في قلبي بشكل
غريب.
ابتسمتُ له ،
التَقَطَتْهُ يدي و قد هَبَّ لتحيتي ؛
وكرسالة عشق جَمٌوحٍ
أطبقْتُ عليه ،
فكان بين أحضاني يخبرني بحكايات ألِفْتُها
ويقصُّ عَلَيَّ سَخِيَّ ،
دقائق ذكريات مبلَّلةٍ بماءٍ صافٍ ، من عيون طفولةٍ وَلَّتْ
وأنا على هدير موج البحر ،
عنوة ، أسْتَسْلم لنوم هَدَّأ أوصالي
من جديد ،
على الكرسي الهزاز
وقد توارى طيف الخيال بغتة
في لُجَّة السَّواد ،
قبل أن ينقشع طوفان الليل
رويدا ،
رويدا ،
على شدو شحارير
الصباح…


الكاتب : ناصر السوسي

  

بتاريخ : 17/05/2019