كريم حوماري

 

تَذكرتهُ
ذاكَ الشَّاعرُ
الذي قاسَمني
صَهْوة الزَّمنِ الجَميلِ
ورياحِ العُمرِ الآسرِ
لمعْنى السُؤال الغارق
في عِشْقِ قَلقِ الحُرْقةِ
ومَداركِ المعْرفةِ
واغترابِ القصيدةِ
في سحرِ استعاراتِ الوقتِ
قاسَمني
حُزن كُتبي الحمراءَ
وسَكني المتفردِ في سقيفةِ الحريةِ
وأشعاري المرَّة كزهرةِ الدَّفلى
وذَخيرة التِّبغِ المهرَّبِ
مِنْ «سبتة» السليبةِ
وكُثبانِ «شنقيط» البعيدةِ
فِي أَسْفلِ الجنوبِ
وزَادَ قِرْبة نبيذي
وفِخاخِ فَوضايَ
وصباحاتي المُتجددةِ
في عَراءِ مقْهى «وادي الذهب»
وحُروفِ الجريدةِ
ومَساءاتي في الحاناتِ المجاورةِ
لحزْنِ المدينةِ
وأسْوارها الحَصينةِ والبدينةِ
وروح السُخْرية السوداء
التِّي كنَّا نَستعيرها معاً
ليَكْبر العالمُ مثل وردةٍ في زريبةٍ
تذكرتهُ
كانَ أسْمر اللَّونِ
وصَاحِبَ ابتسامةٍ واسعةٍ
وعريضةٍ كَشُرفةِ ميناءٍ مهجورٍ
وألْفَ نَورسٍ
وموْجةٍ
وخمْسة وعشرين ربيعاً
-هي كُلُّ عُمرهِ وشُرفة –
تَذكرتهُ في قُفْل مسارِ حَياتهِ
مَمدوداً في كَفنٍ
تُغطيهِ سَماءً بِلا عُمدٍ
تَذكرتُ الحَبلَ الملفوفَ على رقبتهِ
ونصفَ حُريتهِ– كانَ انتحارهُ-
مِسماراً أدْمَى القلْبَ
وزادَ من تُرْعةِ الأسى
تَذَّكرتُ
أنِّي كُنْت أُبْكيهِ وحيداً
قريباً منْ غيمةِ دَمعةٍ
تَذكرتُه الآنَ
وتَذكرتُ مَلحمةَ قصائدهِ
و»حذاءَ الجِنرالَ
الذِّي لا يَنتعلهُ ساعةَ يَدوخ»
وتذكرتُ أنِّي سأشربُ نخبَ غِيابهِ
اليَّومَ في السابعةِ مَساءً
في حانِ القصَبةِ
ولمْ أنْس أبداً
أنَّ اسْمهُ كانَ- قيدَ سِجِّل الأحْيَاءِ-
ومُفْرداتِ الموْتى
وَلاَ يَزالُ أبداً :
كريم حوماري.


الكاتب : شعر : إدريس علوش

  

بتاريخ : 25/05/2019

أخبار مرتبطة

  رن الهاتف ، كنت في الحمام مستمرئا الدوش الفاتر، تلففت بفوطة، شربت كوبا من محلول عشبة اللويزة، موطئا لنوم

  جلست على شاطئ الحيرة أسكب المعاناة على الورق، وأشكل أمواج الغضب، تطاردها الجروح ويرافقها السؤال واحد يدعي الحضور! على

الحياة التي نحارب من أجلها… الحياة التي نمارسها أمام العلن… والحياة التي نتمنى أن نعيشها… لا علاقة لها بما نعيش

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *