بورتريه : التشكيلية المغربية زهيرة تيكطاط : أعمالها التشكيلية، تصورات مثالية لماهية الفن والإبداع

 

في ساحتنا التشكيلية المغربية ،كثيرا ما نطرح تساؤلات تهم مفاهيم  الأصالة من خلال مقابلتها مع معاني ومفاهيم  وقيم  الحداثة، على اعتبار  أن العمل التشكيلي في كلياته هو فن حداثي، في خطابه ومفاهيمه وقيمه الإبداعية.
الأمر عند الفنانة السوسية زهيرة تيكطاط  يقدم ما يشبه الأطروحة في هذا المعنى، فأعمالها التشكيلية تستند الى خطاب لا يتوسل  معاني التراث ومرادفاته المتصلة بالهوية والأصالة، كما هو الشأن عند العديد من الفنانين من أبناء جيلها، ولكنه مغرق في البحث عن ذاته/عن هويته الذاتية. إنه خطاب مغرق في قاموس واسع  من الرموز التي تتراوح بين الآثار السوسية/الأمازيغية في تجلياتها اللونية، وبين الآثار العربية/الأندلسية في تكويناتها الرمزية، وهذا أمر له  دلالته القصوى في الخطاب التشكيلي لهذه الفنانة العصامية التي تعمل بفعالية وصمت.
في أعمالها الإبداعية ،  يختلط التراث بالهوية وبالحداثة في نفس الآن، فهي تسأل عن ماهيتها التشكيلية التي تتسم بالحمولة الرمزية وبالدلالات اللونية التعبيرية،قبل أن تسأل  عن إنسانيتها وعالميتها،  في العمق تجدها متشبثة بالماضي من أجل إثبات وجودها في الحاضر الإبداعي. ومن ثمة يصبح التراث هو الأساس والمركز، وبدونه سيفقد الخطاب الإبداعي التشكيلي هويته ورموزه وتشكيلاته الحداثية.

إن هذا الطرح ، يقدم لنا  تصورات مثالية لماهية الفن في أعمال هذه الفنانة  الحافلة بالتألق والتميز في مكوناتها، وفي بحثها  المستمرفي المشهد التراثي المقرون بالمشهد الحداثي ،وهو ما يجعل خطابها التشكيلي في نهاية المطاف أكثر سموا من أي خطاب آخر.
إنه خطاب يتكئ على الخيال واللون والرموز والتراكم الثقافي ليقدم في الخلاصة على القماش، واقعا جديدا أكثر علوا ومرتبة من الواقع الفعلي.


الكاتب : محمد أديب السلاوي

  

بتاريخ : 29/05/2019