عرفت مدينة بني ملال – كغيرها من المدن الداخلية – موجة حرارة غير مسبوقة في مثل هذا الفصل ، بلغت مستويات قياسية، مما ضاعف من معاناة ساكنة المدينة في ظل غياب فضاءات وأماكن تساهم في تلطيف الاجواء والترويح عن الأجساد وللتخفيف من قساوة الحرارة المرتفعة.
فقد عاش مواطنو المدينة هذه المحنة في الوقت الذي تتوفر الأخيرة على مقدرات مائية هائلة كفيلة بتوفير بنيات تحتية ملائمة على مستوى فضاءات الاستقبال من شأنها تلبية حاجيات السكان في مواجهة موجات الحر، والتي تجتاح المدينة خلال فترات متعددة من السنة . وازداد الوضع قسوة بعدما تم الإجهاز على عدد من الأحزمة الخضراء التي تلف المدينة على مستوى دير الجبل، وهي المناطق الطبيعية التي كانت تشكل ولسنوات، مكيفا هوائيا طبيعيا يساهم في التخفيف من آثار المناخ القاري الذي تتميز به المنطقة.
ومن جهة أخرى فإن محنة ساكنة المدينة تتضاعف بسبب تغييب إحداث مسابح عمومية من «قاموس» تدبير الشأن العام المحلي والاهتمام بالجوانب المرتبطة بالترفيه والترويح عن المواطن، واعتماد استغلال المياه المتوفرة بطرق علمية مدروسة ومنح حدائق منتجع عين اسردون حلة طبيعية تمكن المواطن من الاستمتاع بما توفره من إمكانية التخفيف من آثار درجات الحرارة على الاجساد والصحة بصفة عامة.
ويبقى واقع المدينة ينذر بمزيد من المعاناة بعدما تم الإجهاز على العديد من الفضاءات الخضراء والحدائق بالتجزئات السكنية، وتسليمها دون احترام للمواصفات والمعايير التي تتضمنها دفاتر التحملات، لينضاف كل ذلك إلى ما تعرضت له السواقي ومجاري مياه الينابيع بمختلف درجات صبيبها من أضرار نتيجة التطاول على القانون المنظم لحماية الملك العمومي المائي والاسقاطات العقارية العمومية؟
الحرارة المفرطة تضاعف معاناة ساكنة بني ملال
![](https://alittihad.info/wp-content/uploads/2019/02/عين-أسردون.jpg)
الكاتب : حسن المرتادي
بتاريخ : 04/06/2019