الطرف المدني يلتمس استدعاء المغراوي ومتهمون تحدثوا عن دوره وأحدهم «عبد العزيز فرياط» يقول «إن للمغراوي وجها متطرفا بأفكار متشددة بخلاف الوجه الذي يظهره للسلطات»
التمس محامو الطرف المدني، في قضية قتل السائحتين الاسكندنافيتين، استدعاء المغراوي للمثول أمام المحكمة، ولم يصدر القاضي قرارا بهذا الخصوص.
وكان متهمون تحدثوا عن دور الشيخ السلفي محمد المغراوي الذي يدير جمعية دعوية نشيطة في مراكش تسير مدارس دينية خصوصية تعرف بـ»دور القرآن»، لكنه يعد رمزا للتيار السلفي المناهض للعنف والأفكار الجهادية. وقال أحدهم هو عبد العزيز فرياط جوابا عن سؤال حول هذا الموضوع «إن للمغراوي وجها متطرفا بأفكار متشددة بخلاف الوجه الذي يظهره للسلطات». وكان هذا الداعية أثار ضجة قبل سنوات عندما أصدر فتوى تجيز، حسبه، زواج الفتيات في سن التاسعة، وأغلقت السلطات في خضم ذلك المدارس الدينية التي تشرف عليها جمعيته قبل أن تفتح لاحقا. وتلقى عدة متهمين، بينهم عبد الصمد الجود، دروسا في هذه المدارس.
ومن جهة ثانية، أنكر اثنا عشر متهما لدى مثولهم، أول أمس الخميس أمام المحكمة، أية صلة لهم بقتل السائحتين الاسكندنافيتين رغم صلاتهم بالقتلة، في حين أكد بعضهم موالاة تنظيم الدولة الإسلامية معربين عن أفكار متطرفة. وقتلت الطالبتان الدنماركية لويزا فيسترغر يسبرسن (24 عاما) والنروجية مارين أولاند (28 عاما) ليل 16-17 دجنبر 2018، في منطقة جبلية خلاء نواحي مراكش، حيث كانتا تمضيان إجازة.
ويمثل 24 متهما منذ 2 ماي أمام غرفة الجنايات بمحكمة الاستئناف بسلا، يتهمون بالانتماء لخلية إرهابية يعد عبد الصمد الجود (25 عاما) «أميرها». واعترف الأخير أمام المحكمة بدوره في تنفيذ الجريمة خلال الجلسة الماضية. وقرر القاضي مواصلة المحاكمة في 20 يونيو بعد جلسة دامت ست ساعات.
وفي مقابل اعترافات الجود ومتهمين آخرين بقتل الضحيتين وتصوير الجريمة خلال الجلسة الماضية، أنكر المتهمون الذين استمعت إليهم المحكمة أي دور لهم فيها، في حين أكد بعضهم صراحة تأييد تنظيم الدولة الإسلامية، معربين عن أفكار متطرفة.
وصدم سعيد توفيق (23 سنة) الحاضرين داخل قاعة المحكمة قائلا «كان من الأفضل قتل رجال وليس نساء لأن الرجال هم الذين يقتلون إخواننا في سوريا»، وأكد هذا الجندي السابق أنه «مقتنع» بفكرة الجهاد، وأنه تواصل مع جماعات متطرفة في أفغانستان على الخصوص، كما نفى متهمون آخرون أن يكونوا حاملين لأفكار جهادية، وإن أقروا بوجود علاقات مع المتهمين الرئيسيين.
وفي هذا الصدد أوضح نور الدين بلعابد (30 سنة) أن الاجتماعات التي حضرها مع الجود ومتهمين آخرين «كانت تناقش خلالها مواضيع دينية فقط»، لكنه اعترف بأنه سعى للالتحاق بتنظيم «بوكو حرام» المتطرف في نيجيريا قبل أن يعدل عن الفكرة، وسبق أن أدين بالسجن ثلاث سنوات من أجل الإشادة بالإرهاب. من جانبه أضاف عبد الكبير أخمايج (32 سنة) «كنا نصلي معا (…) لم نخطط قط لأي شيء»، وتابع عبد الغني الشطبي (30 سنة) «كنا نتحدث مع الجود عن الجهاد أحيانا، لكننا لم نتكلم أبدا عن الإرهاب».
واعترف كل من عبد الصمد الجود (25 سنة) ويونس أوزياد (27 سنة) في الجلسة التي جرت قبل أسبوعين بغرفة الجنايات بمحكمة الاستئناف بسلا، بذبح الضحيتين، كما اعترف رشيد أفاطي (33 عاما) بتصوير الجريمة، ليعمم التسجيل المروع في منتديات مؤيدي تنظيم الدولة الإسلامية بمواقع التواصل الاجتماعي، مثيرا الصدمة والهلع بين رواد هذه المواقع، وأعقبه تسجيل ثان ظهر فيه الثلاثة بجانب متهم رابع هو عبد الرحيم خيالي (33 سنة) يعلنون مبايعتهم لزعيم تنظيم الدولة الإسلامية أبو بكر البغدادي، وفي خلفية المشهد راية هذا التنظيم المتطرف.
وكان خيالي برفقة المتهمين الثلاثة في رحلتهم لتنفيذ الجريمة، لكنه أكد للمحكمة أنه «ندم» وترك المجموعة قبل التنفيذ.
ويقول المحققون إن هذه «الخلية الإرهابية» استوحت العملية من عقيدة تنظيم الدولة الإسلامية لكنها لم تتواصل مع كوادر الجماعة المتطرفة في الأراضي التي كانت تسيطر عليها بالعراق وسوريا. ولم يعلن التنظيم من جهته مسؤوليته عن الجريمة.
وكانت المحكمة وافقت، في الجلسة الثانية منتصف ماي، على طلب تقدم به محامو الطرف المدني باعتبار الدولة طرفا في المحاكمة، على أساس «مسؤوليتها المعنوية»، وحتى تكون «ضامنا لأداء التعويضات المستحقة لذوي الضحايا».
ويواجه المتهمون الرئيسيون عقوبة الإعدام، ولا يزال القضاء المغربي يصدر أحكاما بالإعدام لكن تطبيقها معلق عمليا منذ سنة 1993، ويدافع عن معظمهم محامون عينتهم المحكمة في إطار المساعدة القضائية.