انطلاقة قوية لمهرجان موازين إيقاعات العالم بالرباط : مئات الآلاف من الجماهير بمختلف المنصات تتفاعل مع أنماط موسيقية وغنائية متنوعة

تمكن مغني الراب ذو الإيقاع الموسيقي المتفرد يوسف أقديم المنحدر من مدينة إمينتانوت، والشهير بلارتيست، و”الدي. جي” الأكثر شهرة في عصرنا الحالي، دافيد كيتا، من جعل جمهور مهرجان “موازين.. إيقاعات العالم”، يعيش لحظات مفعمة بالحماس، وذلك من على منصة “أو. إل. إم السويسي”، التي كانت مسرحا لعرضين صاخبين في أداء موسيقي أخاذة تعانق الهوس.
فمن خلال أسلوبه الموسيقي المتنوع، الذي يعد مزيجا بين الراب، و”الآر. إن. بي”، والراي، والدانسهال، يقترح لارتيست موسيقى أكثر تفردا وابتكارا، وكعادته، كان مغني الراب الفرنسي- المغربي في الموعد، ليتحف عشاقه بباقة منتقاة من أغانيه الأكثر شعبية، من قبيل “كلاندستينا”، و”غونزاليس”، و”مافيوزا”، و”اللي فات مات”، و”فاي إي فيان”، فضلا عن أغنيته المشهورة “شوكولا.
وأدى لارتيست، المنحدر من مدينة إمينتانوت، وهو يتشح بالعلم الوطني المغربي، أغنية باللغة الأمازيغية، في ما يعتبر إهداء لجذوره، قبل أن يختتم عرضه بأداء النشيد الوطني.
وأدى مغني الراب المغربي “هاري” ليؤدي رفقة لارتيست الأغنية الناجحة “حراكة”، حيث قدم لارتيست، بهذه المناسبة، رسالة قوية للشباب الباحث عن مستقبل أفضل، داعيا إياهم إلى البقاء في وطنهم والبحث عن الفرص في بلدهم الأم”.
وأثناء العرض، كان الجمهور المغربي في تفاعل تام مع أشهر أغاني “الدي. جي” الأكثر شهرة على الكوكب. وهكذا، فقد أبهج الجمهور المتحمس بباقة موسيقية منتاقة بعناية، والتي تمثل أنجح أغانيه في أعمال مشتركة مع نجوم عالميين بارزين، لاسيما “غوتا فيلينغ”، و”لوف إز غون” و”تيتانيوم”، و”ويذاوت يو”.
وتمكن كيتا الذي يزاوج بتألق بين الموسيقى الإلكترونية، والهاوس، والتيكنو ومختلف الإيقاعات الموسيقية العالمية، من جمع كل مكونات حفل ناجح من أجل إمتاع عشاق هذا النمط الموسيقي.
وقع الفنان اللبناني عاصي الحلاني، ليلة السبت مجددا، على حفل باهر من على منصة النهضة، أعاد من خلاله إلى أذهان الجمهور المغربي ذكريات تألقه فوق منصة موازين خلال مناسبات سابقة. ونجح الحلاني في تجديد عهده مع الجمهور المغربي خلال الأمسية التي أحياها في إطار فعاليات الدورة 18 لمهرجان “موازين.. إيقاعات العالم”، وتغنى عبرها بجمال المغرب الأخاذ وطيبوبة شعبه.
وأدى “فارس الأغنية العربية” أشهر القطع التي بوأته ريادة الأغنية العربية منذ تسعينات القرن الماضي، بدءا بـ “بحبك وبغار” التي استهل بها الأمسية، ثم “وأني مارق مريت” التي تعد من بين أولى الأغاني التي فتحت أبواب المجد للحلاني، إلى جانب مقطوعات أخرى من قبيل “سألوني إذا كنت بحبك” وأغنية “شامية مغربية” التي اعتبرها رسالة تقدير واحترام للمرأة المغربية على تضحياتها وخصالها الطيبة.
و حلت المطربة السورية ميادة الحناوي ضيفة على المسرح الوطني محمد الخامس، اليوم السبت، في ثاني أيام مهرجان “موازين.. إيقاعات العالم” في نسخته الثامنة عشر، لتأخذ الجمهور الحاضر في رحلة موسيقية أعادت بها أمجاد عمالقة الطرب الأصيل وأحيت من خلالها ذكريات الزمن الجميل.
تمكنت فرقة “كاوا جينيغاسيون” الهندية من الارتحال بجمهور مهرجان موازين، في اليوم الثاني من فعاليات مهرجان “موازين- إيقاعات العالم” خلال حفل فني متميز احتضنه الموقع الأثري شالة بالرباط، في رحلة إلى أجواء الثقافة الهندية الساحرة الزاخرة بألوان موسيقية متنوعة، مقدمة من خلال الأغاني والرقص إرثا فنيا ينبض بالحضارة والأصالة.
واستمتع عشاق الموسيقى الهندية خلال هذا الحفل المفعم بالحيوية والطاقة الإيجابية والفرح بمجموعة من الأغاني المؤداة بصوت الفنانة بارفين صابرينا خان، ومن بينها “معزوفة المساء”، وهي من الأغاني المعروفة بمنطقة راجاستان الهندية، ويتميز هذا النوع من الأغاني بتعبيره عن المشاعر التي تنتاب الإنسان كلما تغيرت الأوقات والفصول.
و استمتع جمهور مهرجان “موازين-إيقاعات العالم”، مساء السبت في شوارع الرباط، بإيقاعات ساحرة ورقصات أخاذة أدتها فرقتا “أقديم باتوكادا” و”أكرو المغرب”، مرتحلة به من روتين الحياة اليومية إلى فسحة فنية مفعمة بالرقص والحركية والغناء. وخطفت الفرقتان الأضواء في برنامج عروض الشارع التي تصنع الفرجة بعدد من فضاءات العاصمة الرباط.
وغصت جنبات منصة سلا، المخصصة للأغنية والتراث الموسيقي المغربيين بكل أصنافه وتلويناته، من الفن الأمازيغي والكناوي، إلى اللون الحساني والشعبي، مرورا بالراي والأغنية العصرية الشبابية، بحشود غفيرة من مختلف الأعمار، حيث تجاوب الحضور بشكل لافت مع كل مقطع غنائي قدمه الفنانان زهير البهاوي و رابح ماريواري. وقد أدى كلا الفنانين اغانيهما الحماسية والشبابية التي تفاعل معها الجمهور ورددوها معهما.
واحتضنت منصة النهضة اليوم الأول من فعاليات مهرجان “موازين- إيقاعات العالم” الديفا اللبنانية كارول سماحة التي أشعلت، رفقة حشود الجمهور، المسرح بأجمل عناوين ألبوماتها.
كما حظي عرض محمد رضا، الذي شارك في برمجة ليلة أمس كنجم مغربي، باستحسان وتصفيق جمهور الرواد.
وعلى منصة أولم السويسي، كان للجمهور موعد مع موسيقى أمريكا اللاتينية، الكولومبية بالتحديد، حيث استمتع الرواد بعرض للمغني الكولومبي الموهوب جي بالفين، الذي أبدع على نغمات رغيتن.
كما اهتزت الحفلة بعرض للنجمة الإسبانية الشابة روساليا، التي أبهرت الجمهور بلوحات من فن الفلامنكو الممزوج بنوتات موسيقى حديثة، فاستحقت بالفعل الخمسة جوائز للغرامي اللاتيني.
وعلى منصة سلا، كان الموعد مع الموسيقى المغربية. فقد أتحفت الفنانة، ذات الصوت القوي، زهيرة الرباطية الجمهور بتلوينات من موسيقى الشعبي والعيطة والراي. وبدوره، تألق نجم الشعبي مصطفى بوركون في هذا الاحتفال، وهو المعتاد على المشاركة في موازين، حيث أمتع محبيه بوصلات من الأغاني الشعبية على عزف الكمان.
و ابتهجت منصة أبي رقراق بفن القارة الإفريقية، من خلال مجموعة لا مثيل لها من جنوب إفريقيا “بكوك”، والتي أبحرت بالجمهور في موسيقى الجاز والهيب هوب وموسيقى جيمس براون.
فمع الفرقة القادمة من سويتو وتاون ثشبس الشهير وفيلا كوتي، عاش جمهور موازين تجربة اكتشاف العوالم الخفية.
و عرف المسرح الوطني محمد الخامس، افتتاح نسخة 2019 لموازين تحت تصفيقات جمهور كبير احتشد للاستمتاع بالحفل الافتتاحي المبهر: باليه فلامنكو الأندلس، هاته المؤسسة الرمزية لفن الفلامنكو الشعبي منذ أكثر من عشرين سنة، حيث أبدعت كعادتها، وأضاءت فضاء المسرح وتمكنت من إبهار جمهور موازين الذواق بأداء لا ينسى.


الكاتب : يوسف هناني

  

بتاريخ : 24/06/2019