أصبحنا من الثمانية الكبار في كرة القدم، ولم لا في قيادة العالم…

مصطفى المتوكل الساحلي

بعد نهاية المقابلات التأهيلية وتمكن المغرب من أن يكون ضمن الفرق الثماني الكبار، وأصبحنا من أصحاب المربع الذهبي متشبعين بأمل كبير في القادم من ملاعب قطر وبالوطن، فمنذ أن وعينا يحضر في عقولنا وأرواحنا ويحفز إراداتنا أننا نريد لوطننا وشعبنا كل الخير والنجاح والتوفيق والتقدم والرخاء، وأن نكون قدوة في كل المجالات من الكرة والرياضات المتنوعة إلى الأدب بكل فنونه والعلوم المختلفة بكل تخصصاتها، وأن تتحول مؤسساتنا الرسمية والشعبية والمدنية إلى أبواب وفضاءات وورشات مستدامة للحكامة والمساواة وتكافؤ الفرص والعدالة في المعاملات والتدبير، وأن يكون عقلنا مثقفا وجدليا ومجتهدا ومبدعا متحصنا بالقيم الإنسانية النبيلة ومثمنا للهوية المغربية والمغاربية الأمازيغية الافريقية العربية والأندلسية والإسلامية و…
نريد استحقاقات حرة ونزيهة تقدم فيها الأحزاب والنقابات أفضل ما لديها من النخب والكفاءات الحقيقية ،، نريد حكومة قوية بقدراتها واجتهادها وإيمانها العملي بالمعايير التي تقوم عليها قيم المواطنة لترسيخ صورة جديدة للمغرب بعيدا عن كل ما يخدش سمعتنا ويشكك في مصادقيتنا، وأن تتطابق أقوالنا وأفعالنا وسياساتنا مع فلسفة محبة الوطن بما يجعل آثار وعلامات خيرات الثروات ظاهرة على المواطنين والمواطنات في سكنهم وعيشهم وتعليمهم وصحتهم ودورهم في التنمية …
فحماسنا كشعب وكدولة تاريخيا يكون قويا في القضايا المقدسة والمشتركة الموحدة للأمة / الوطن تعلق الأمر باستقلالنا الشامل وكرامتنا وشخصيتنا الوطنية الوحدوية ترابيا بالجهاد والاجتهاد لاسترجاع كل الثغور والأراضي المغربية التي لاتزال محتلة أو مترامى عليها، إننا نختص بفضيلة إيماننا بوحدة شعوب المغرب الكبير، وسعينا نحو تكتل عربي إسلامي وإفريقي يحقق التنمية والتقدم للجميع وهي ميزة لم يستوعبها ولم يقدرها البعض بشمال إفريقيا لأسباب يعلمها المؤرخون …
نريد أن يكون عملنا وتماسكنا وحماسنا وتشجيعنا من أجل وطننا وشعبنا ليعم الفرح بالرخاء والعدالة الاقتصادية والاجتماعية وبالتنمية المجالية وبالحريات والحقوق والنهضة العلمية والثقافية والصناعية و..، كما حصل وتجسد في التفاف مغاربة العالم وتشجيعهم الرائع للفريق الوطني لكرة القدم في مونديال قطر، الذي أثار انتباه واهتمام مختلف الدول، كما أبانت الدول والشعوب العربية والإسلامية والإفريقية عن دعم مماثل واعتزاز بالانتصارات المحققة، ولم يستثن من شبه الإجماع هذا إلا من في قلوبهم غل وحسد وكراهية …
إننا نعتز بمسيرة أسود الاطلس بقطر وعلى رأسهم مدربهم والطواقم المساعدة لهم، ونتمنى بكل صدق أن نتأهل للمقابلة النهائية وأن نفوز بكأس العالم …
ولنا أن نتمنى أن يكون ما بعد انتصارات فريقنا الوطني يوثق لمسيرة تنموية شاملة تحقق المنشود والمبتغى الذي يعلمه الشعب وتعلمه الحكومة بالانتصار على التخلف والفقر والجهل والفوارق الطبقية و… لنكون من الدول الرائدة عالميا والقائدة لحقبة جديدة تنتفي فيها القطبية المقيتة التي تتقوى بصراعات وضعف شعوب العالم الثالث …

الكاتب : مصطفى المتوكل الساحلي - بتاريخ : 14/12/2022