إدريس لشكر في الصحراء المغربية من وجدة إلى العيون: شعب واحد… وطن واحد
عبد السلام المساوي
وللوطنية حضور موشوم في عقل ووجدان الكاتب الأول للاتحاد الاشتراكي الأستاذ إدريس لشكر… من هنا نفهم زيارته للعيون العزيزة… من الشرق يطير إلى الصحراء المغربية…
الاتحاد الاشتراكي في النشأة والتأسيس، في السير والمسار… حزب وطني… رقم أساسي في ثورة الملك والشعب، ثورة التلاحم العضوي المتين بين الملك والشعب… ثورة ثابتة من حيث المبدأ ومتغيرة من حيث المهام بتغير الشروط التاريخية، التحولات المجتمعية والأسئلة الكونية…
وفي زمن الجائحة، الاتحاد الاشتراكي اليوم، كما بالأمس والغد وغد الغد، يضع المصالح الحزبية والهواجس الانتخابية بين قوسين مغلقين، ويتفرغ للمهمة الوجودية والمعركة المصيرية: الدفاع عن الوطن… الدفاع عن المواطن… الدفاع عن الإنسان… الدفاع عن الحق في الوجود والحياة… هكذا تكلم جلالة الملك… تناغم حزب وطني مع ملك وطني، رمز السيادة والوجود…. من محمد الخامس والحسن الثاني إلى محمد السادس؛ الاتحاد الاشتراكي منخرط وفاعل في ثورة الملك والشعب؛ إنه حزب وطني وليس كائنا انتخابيا…
الكاتب الأول للاتحاد الاشتراكي الأستاذ إدريس لشكر وفي للمبدأ والتاريخ…
الوطن أولا… الوطن أولا…. الوطن أولا…. وطن بمواطن واعي ومسؤول… سليم ومعافى… والبقية تفاصيل. نبني البلد مع ملك البلاد، ومع الحقيقيين الذين يؤمنون بالبلد… أن الانتماء الأول والأخير هو للوطن الذي منحك كل شيء، ولم تمنحه أنت أي شيء.
نقولها بالصوت المغربي الواحد… لنا نحن هذا الوطن الواحد والوحيد، وهاته البلاد التي ولدتنا وصنعتنا وصنعت كل ملمح من ملامحنا، والتي تجري فيها دماء أجدادنا وآبائنا وأمهاتنا، والتي تجري دماؤها في مسامنا وفي العروق.
نفخر بهذا الأمر أيما افتخار، ونكتفي أننا لا ندين بالولاء إلا للمغرب، وهذه لوحدها تكفينا، اليوم، وغدا في باقي الأيام، إلى أن تنتهي كل الأيام….
لابد من الانطلاق من كون الأمر يتعلق بوطن. والوطن هنا ليس مجرد رقعة جغرافية لتجمع سكني، بقدر ما يعني انتماء لهوية ولحضارة ولتاريخ. والمرحلة تاريخية سيكون لها ما بعدها، سواء بنجاح ينخرط فيه الجميع، أو بتفويت، لا قدر الله، لمناسبة زمنية سيحاسب فيها الجميع في المستقبل القادم.
هو المغرب الذي نريده والذي نرغب في أن يقوم على قيم واضحة للجميع انطلاقا من مجتمع الديموقراطية وحقوق الإنسان. ديموقراطية تنتفي فيها القبلية والدموية والمحسوبية والبيروقراطية القاتلة، ويحتكم الناس إلى القانون. ديموقراطية تكون فيها القوانين مسايرة لتطور المجتمع ولتطورات العصر وحقوق الإنسان كما هي متعارف عليها دوليا انطلاقا من المرجعيات الدولية الموجودة في هذا الصدد.
المغرب الذي نريده؛ دولة المؤسسات ودولة الديموقراطية التشاركية، لكن انطلاقا من قيم الديموقراطية كما هي معروفة، وليس ديموقراطية صناديق الاقتراع الشعبوية (توظيف الدين والمال).
المغرب الذي نريد؛ يعيش فيه الناس باختلاف وتسامح وبحقوق مضمونة، لكن أيضا بتنمية تحقق للمغرب مكانته الوطنية والإقليمية والدولية.
منذ قديم القديم نقولها: هذا البلد سيعبر إلى الأمان في كل الميادين بالصادقين من محبيه وأبنائه الأصليين والأصيلين، لا بمن يغيرون كتف البندقية في اليوم الواحد آلاف المرات، والذين يكون المغرب جميلا حين يستفيدون ويصبح قبيحا حين لا ينالهم من الفتات شيء…
الصحراء مغربية، أغنية يتغنى بها المغاربة والمغربيات… يعزفون لحن الحياة… يعزفون لحن الخلود ويتغردون بكلمات ليست كالكلمات… شربناك بالنخب حتى الثمل… فارتوى عقلنا بالانتماء.. وارتوى قلبنا بالحب… حبيبتنا صحراؤنا يا كينونتنا… أردناك آمنة مطمئنة.. أردناك نامية متقدمة.. أردناك خالدة… جنون عشقك دواء لكل مغربي وضمير لكل مغربية.. امنحي لنا جناحا نطير به نحو التفوق… نحو الأزل…
حبيبتنا صحراؤنا يا هويتنا سنزرعك في كل الحكم… بذرة في القلب والوجدان… عملاقة ترفرفين إلى الشموخ… إلى الخلود.. عالية ومتعالية على الانفصاليين… على المرتزقة… على الخونة… على دمى الجزائر… لا مكان فيك للخيانة… لا مكان فيك لانفصاليي الخارج والداخل… لا مكان فيك «للنهش»… للنهج اللاوطني؛… أعداء الوطن… أعداء الشعب المغربي… الصحراء مغربية…
حبيبتنا صحراؤنا يا وطننا… تبقين غالية وشمس كل أمل… نحبك… نحب المغرب… نحب الوطن… (منبت الأحرار مشرق الأنوار)…
ومن حسنات الكركرات أن شعب المغرب وجد مناسبة للتعبير عن حب وتقدير قواته المسلحة الملكية، وجيل كامل من المغاربة يكتشف الحاجة إلى جيشه.
وحد المغاربة صفوفهم في لحظة وطنية جعلتهم يرتقون فوق خلافاتهم ويتجاوزون سوء الفهم في تدبير كورونا والانتخابات…
في كل مرة يثار نزاع الصحراء يجعله المغاربة أولويتهم ولو كانت قضاياهم الأخرى ضاغطة عليهم…
شكرا جلالة الملك… شكرا القائد الأعلى للقوات المسلحة الملكية… تحية للشجعان…تحية للقوات المسلحة الملكية…تحية للشعب المغربي الوطني… ثورة الملك والشعب مستمرة ومتجددة وروح المسيرة الخضراء متواصلة… الصحراء مغربية…
شكرا لكل الدول الشقيقة والصديقة التي أنصتت لصوت العقل والحكمة… أنصفتنا بحكم التاريخ والجغرافيا… شكرا لها… اعترفت عن حق بمغربية صحرائنا… فتحت قنصلياتها بأرض صحرائنا الحبيبة… تحية للدول العربية والإفريقية التي وقفت سدا في وجه الانفصاليين والقراصنة… تحية للكبار… تحية للولايات المتحدة….
الوطن أولا وأولا وأولا…
عاش المغرب…
عاشت الصحراء المغربية….
عاش الاتحاد الاشتراكي.
الكاتب : عبد السلام المساوي - بتاريخ : 15/04/2021