إدريس لشكر يدخل فاس واثقا مطمئنا

عبد السلام المساوي

الجولة الجديدة في ربوع المغرب، وفي كل جهات الحارطة الاتحادية قادته الي فاس ثم مكناس.. ثم الشرق بكل مدنه وأقاليمه الاتحادية والحاضنة للاتحاد.
يدخل الأخ إدريس لشكر الكاتب الأول للاتحاد الاشتراكي فاس واثقا مطمئنا …لا خوف علينا ولنا في فاس ، وفي مكناس ايضا خيرة مناضلات ومناضلي الاتحاد الاشتراكي ، بالأمس واليوم وغدا…
تصالح الاتحاد الاشتراكي مع فاس وتصالحت فاس مع الاتحاد الاشتراكي. وعاد الاتحاد الاشتراكي الى فاس….وستعود فاس الى الاتحاد الاشتراكي بفضل المرابطين في مقر أحمد أمين ؛ رحاب النضال والوفاء…
اتابع يوميا نضالات الاتحاديات والاتحاديين في فاس …القائد جواد شفيق، مدعوما بخيرة مناضلي ومناضلات الاتحاد الاشتراكي..
نضال يومي …حضور فاعل …لقاءات …تصالحات ومصالحات …مع الذات …مع الآخر …مع الذين غادرونا فعادوا…مع الذين تعبوا فاسترجعوا عافيتهم…. مع القدامى المؤسسين ….مع الشباب الواعد ….مع المرأة ….مع فاس…
انه موعد مع التاريخ …بل انه موعد التاريخ مع نفسه …موعد الربيع الحقيقي؛ ربيع المغرب الذي يقف شامخا دفاعا عن وحدته وسياته….
تحية لمناضلي حاضرة فاس هي عاصمة للعلم وللحب ، هي عاصمة تمتاز بحمولة تاريخية حضارية ثقافية قوية، قد يصعب اختزالها في تصور او مخطط حضري ، هي بحق مدينة تاريخية، ولكن قد لا تظهر شيخوختها للعيان عبر معالمها او تراثها او معمارها او هندستها، هي مدينة تاريخية يشهد معمارها تقلبات الاعقاب التاريخية ، ليست كشبيهتها من المدن المغربية كتاب مفتوح للتاريخ ، يقرأه الزائر ببساطة . هي حاضرة تخفي ماضيها محتشمة في إظهار رصيدها الحضاري ، حمولتها التراثية والثقافية.
مدينة فاس تبدو متناقضة، هي في ان واحد حاضرة جميلة ومدينة تشوبها الكثير من العيوب. مدينة بسيطة وفي نفس الوقت صعبة ومعقدة في تناولها وقراءتها وتحليلها العلمي الثقافي الحضاري ؛ مدينة فريدة ومتعددة، موحدة ومتنوعة، مفتوحة ومنغلقة، واسعة وخانقة، حاضرة مركبة تتداخل فيها الاعمار والأشكال والأنواع المعمارية والانماط والمرجعيات الهندسية.
مدينة فاس مدينة تطبعها الجغرافيا بتضاريسها الوعرة والجبال الجميلة المحيطة بها والوديان التي تشكلها وتعبر جسمها بمنطق الرفض والتجاهل لأجمل ما ابدعته الطبيعة.
كمثيلاتها كذلك راكمت فاس في العقود السابقة اختلالاتها في نسقها وتعميرها ومعمارها واحيائها وهندستها ووظائفها وساحاتها وحدائقها ونمط العيش من جراء الاكراهات والارهاصات وتداعيات التزايد الديموغرافي وقوة الهجرة من الارياف، وضغط الطلب عن السكن والمرافق الحضرية والبنيات الأساسية، واكراهات قابلتها لزمن عمر طويلا وغياب آليات التخطيط الحضري وقلة المهنية في التصور والتخطيط والتدبير المجالي وافتقاد الإمكانيات والوسائل المادية والتقنية…
فرض التعمير على مدينة فاس بدل التحضير له، خاضعة لثقل وكبر نموها الحضري لمدة عقود بدل التخطيط له والاستعداد لاستقبال الأحياء التي تفرعت بالشكل العشوائي والطابع القروي الذي تعرفه اليوم مدينة عمرها طويلا منطق الفوضى غير المتحكم فيه بدل مبدأ النظام، نتج عنه تشتت أجزائها، فقدان وحدة وانسجام نسقها، توسع تعميرها، تفرع احيائها، تنوع مظهرها، اختفاء معالمها، اهمال تراثها، اختناق مركزها واسواقها، افتقاد زينتها، استهلاك مفرط لعقارها. ارتفاع مهول لكلفة تدبيرها، العناء اليومي لساكنتها….

الكاتب : عبد السلام المساوي - بتاريخ : 12/04/2021