الاتحاد، أمل وعمل….
عبد السلام رجواني
مع توالي الاخبار السعيدة عن الدينامية الجديدة والمتجددة التي يعيشها حزب القوات الشعبية في كثير من جهات الوطن بقيادة الكاتب الأول الأخ إدريس لشكر في شراكة حقيقية وفاعلة مع القيادات الجهوية والتنظيمات الإقليمية والمحلية، تبدو في الأفق عودة مظفرة للاتحاد إلى المكانة اللائقة بتاريخه النضالي المجيد وباسهاماته الوفيرة في بناء المغرب المعاصر، فكرا وثقافة، وسياسة ومؤسسات، وقيما وطنية راسخة، على مستوى الدولة والمجتمع.
منذ شهور عرفت الحياة الحزبية للاتحاد الاشتراكي عملا تعبويا غير مسبوق، ونشاطا متميزا في مضمونه وصيغه، من أبرز فعالياته:
. لقاءات الكاتب الأول مع أطر الحزب ومناضليه ومناضلاته في كل الجهات، كانت بمثابة منتديات سياسية، ميزها الحوار الديمقراطي والعميق حول قضايا الوطن والشأن الجهوي والمحلي، والتفكير الجماعي في سبل ربح المعركة الانتخابية المقبلة، والتداول بخصوص وكلاء ووكيلات اللوائح الانتخابية للاتحاد… كانت بالفعل لقاءات مثمرة أحيت آمال الاتحاديين والاتحاديات في العودة القوية والمظفرة لتصدر المشهد السياسي الوطني والجهوي..
. التحاق فعاليات وطنية سياسية وثقافية وجمعوية بالاتحاد في جهة مراكش آسفي، ودرعة تافيلالت، والرباط القنيطرة، والجديدة، والصحراء، وسوس، ناهيك عن عودة مئات الاتحاديين والاتحاديات إلى العمل داخل حزبهم تلبية لنداء المصالحة ووفاء للتاريخ النضالي للحزب. أن الالتفاف الشعبي حول الاتحاد وقيادته أينما حلت وارتحلت، تعبير عميق عن وعي المواطنين والمواطنات أنه لا بديل عن القوى الوطنية الديمقراطية في تدبير شؤون الوطن بعد تجربة مريرة مع هيمنة قطبية مصطنعة، أبان طرفاها عن فشل بين في تدبير الشأن العام. إنه عمل أساسي على المسؤولين الحزبيين بالجهات والأقاليم استثماره وتطويره بمزيد من الانفتاح والتفاعل الإيجابي مع المواطنين والمواطنات، خاصة مع الشباب ذي التوجه الحداثي، ومع فعاليات المجتمع المدني.
. . الشروع المبكر في إعداد البرنامج الانتخابي للحزب وفق منهجية علمية وبمساهمة نخبة من الخبراء والباحثين إلى جانب لجنة وطنية تضم كفاءات حزبية من كل التخصصات والقطاعات. ومن البديهي أن يستلهم هذا البرنامج مرجعية الحزب المتمثلة في الاختيار الاشتراكي الديموقراطي، فضلا عن الوثائق المرجعية الصادرة عن القيادة في ظروف الجائحة علاوة على مقررات المؤتمر العاشر ، وأن يتم بموازاة ذلك استحضار تحديات الراهن المرتبطة بالوضع الاقتصادي والاجتماعي الناجم عن تداعيات الوباء من جهة، ورهانات النموذج التنموي الجديد الذي يعد مشروع دولة وافق أمة، والذي يتوقف تحويله إلى برامج تنموية ناجحة، إلى حد بعيد، على طبيعة النخبة السياسية التي ستقود الحكومات المقبلة.
. انخراط الاتحاد في المعركة الديبلوماسية التي فرضتها الدولة الإسبانية على المغرب لما استقبلت على أرضها المدعو إبراهيم غالي، مفجرة بذلك أزمة لم تنته بين المغرب وإسبانيا. في خضم الأزمة بادر الكاتب الأول إلى بعث رسالة قوية إلى رئيس الحكومة الإسبانية يحمل فيها زعيم الاشتراكيين الإسبان مسؤولية اندلاع الأزمة، ويدعو إلى الحوار حول مجمل العلاقات المغربية الإسبانية، وفتح ملف المدينتين المغربيتين المحتلتين، سبتة ومليلة. تلا هذه المبادرة الفريدة اتصال الكاتب الأول بالأممية الاشتراكية لتبليغ موقف الاتحاد من الأزمة الطارئة والدفاع عن موقف المغرب والشعب المغربي.
وهكذا يتبين أن الاتحاد اختار عن وعي نهجا مختلفا للاستعداد للانتخابات المقبلة يرتكز على العمل الجاد، والحوار المسؤول، والاجتهاد الفكري المبدع، بدل دغدغة العواطف، وتقديم الوعود غير المدروسة وغير القابلة للتنفيذ، أو نهج خطاب المظلومية الكاذبة، أو توزيع القفف التي لا تسمن ولا تغني من جوع …. غايتنا الارتقاء بالعمل السياسي إلى مستوى الاستناد إلى برامج واضحة وواقعية تؤطرها رؤى فكرية وسياسية مختلفة. إنه السبيل الوحيد للسير قدما ببلادنا نحو التقدم….
الكاتب : عبد السلام رجواني - بتاريخ : 10/06/2021