الحاج حسن بنعتيق… نعلم أنك اختفيت لكنك لم تمت

عبد السلام المساوي

 

لقد حدث ما كان حتما سيحدث… وما كان مأمولا أن يتأخر حدوثه… حدث أمس السبت، أن جسد الحاج حسن بنعتيق أفرغ آخر ما استطاع من نفس، ليسلم أنفاس الإنسان العزيز لفضاءات التاريخ الرحبة والعطرة بأريج انبعاث النيات المخصبة لمشاتل، تولد الشمس في مستقبل التاريخ…
اليوم وأنت ترحل، نسينا أن شقيقك عبد الكريم سياسي، مناضل، كفاءة، خبرة، خبير… وتعلمنا معنى أن تكون إنسانا… أن تكون شقيقا… وتعلمنا أن مبدأ الانتماء إلى الوطن يبدأ من الانتماء إلى الأسرة… لما بكاك عبد الكريم تعلمنا معنى الحب والصدق والوفاء…
الحاج حسن بنعتيق كان كفاءة علمية، كان مناضلا في تأجيج التطلع إلى وطن مغاير… كان حياة مفعمة بجدل الحياة، لا تكل في سعيها لتوليد الفرح… حياة مستعرة بالحيوية.
كفاءة علمية… مهندس في الميكانيك العام..
وهو اليوم لم يفعل إلا أن حلق إلى مثواه في البراري المزهرة لذاكرة الوطن، وهي التي تصون، برفق وفرح، حيوات أمثاله من مولدي التدفق في المجرى العظيم للأمل في أوصال وطن يقاوم الارتداد ويراوغ المطبات… ويمضي بهدوء وثبات وبعزم نحو الامتلاء بالكرامة لمواطنيه…
الحاج حسن بنعتيق ممتد في المشترك المديد والعميق بيننا…
الحاج حسن بنعتيق… سيحفظ لك الوطن أنك كنت من أبنائه الأوفياء له، وقد بذلت من أجل تقدمه الكثير من الجهد بكفاءة وطنية ومواطنة… لذلك لن تذهب بعيدا تحت التراب، لأنك ستذهب بعيدا فوق التراب…
الحاج حسن بنعتيق… ذكراك ستزهر وتولد أبدا نفحات الأمل في التقدم نحو حلمك بالوطن الزاخر بالكرامة لمواطنيه…
الحاج حسن بنعتيق… كنت معنا دوما وستظل معنا دائما….
كنت معنا دومًا وستظل معنا دائمًا.
لن نتركك تغادر، فأنت في بؤرة وجودنا.
لا أريد أن أتذكر،
لأنني لا أريد أن أنسى
ولا أريد أن أنسى
لأن الوجود أبقى
حتى في الغياب.
الحاج حسن بنعتيق صنو وجود متعدد
وجود في الأعماق
وجود في الأماكن
وجود في الساحات
الضيقة والفسيحة
الحاج حسن بنعتيق المبادرات التي كثيرًا ما أثارت فضول تساؤلات عميقة
هو وحده يملك كيمياء الربط بين الواقع
كما يراه
كما يتمناه
كما يعمل من أجله
بكل قواه
وبين جراح شقيقك الأعز عبد الكريم، ودموع أبنائك: سعد، سليمة وعمر
الكثيرة في لحظات
الفراق والرحيل
لن أقول وداعًا الحاج حسن
لأنك لا تودع
عائلة بنعتيق لا تودع
عبد الكريم لا يودع
أنت ترحب دومًا
أنت لا تودع أبدًا
أنت باق هنا الحاج حسن
أنت في بؤرة وجودنا
جميعًا
في قلب كل شقيق
في قلب كل صديق
وفي قلب كل حبيب
في قلب سعد
في قلب سلمى
في قلب عمر
في قلب كل العائلة، كل العائلة
أنت باق الحاج حسن
كبيرًا
كما كنت كبيرًا
شهما كما كنت
مخلصًا كما كنت
ولم تبرح
أنت هنا
أنت هنا.

الكاتب : عبد السلام المساوي - بتاريخ : 08/10/2020

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *